خلال زيارة عابرة لمكتبة جرير لفت نظري كمٌ من السير الذاتية لأشخاص أعرف أسمائهم - فهم ممن أحدث تغيرات جوهرية في خريطة العالم في القرن الماضي - وإن كنت أجهل تفاصيل حياتهم ...
ما شجعني على شراء بعض تلك الكتب هو حجمها الصغير نسبيا مما يعني أن قراءتها لن تأخذ الكثير من الوقت وستعطي معرفة لطرفا من تاريخهم بل وتاريخ شعوبهم …
سأشاركك أخي الكريم بتلخيص بسيط لأهم ما وجدت في تلك الكتب...
من تلك الكتب :
العنوان: تشي غيفارا نهاية بطل .. وميلاد أسطورة
المؤلف: فريد الفالوجى . حسن حمدي
الناشر: ار الكتاب العربي للنشر والتوزيع, 2007
عدد الصفحات: 320
يتحدث الكتاب عن نشأة تشي في الأرجنتين ورحلته قبل تخرجه من كلية الطب والتي شملت كثير من دول أمريكا الجنوبية واستفاد منها طبيا وثوريا …
ثم عاد للأرجنتين إلى أن تخرج طبيباً…
شارك في الثورة الكوبية وتدرج في الجهاز العسكري الكوبي إلى أن أصبح وزيرا ومثل كوبا في كثير من المحافل الدولية…
مل ذلك الثائر من النعيم والراحة فسافر إلى إفريقيا للمشاركة بنقل تجربته الثورية ولكنه باء بالفشل في الوسط الجديد الذي لم يجد التعامل معه خصوصا مع وجود الفوارق الثقافية و صعوبة التواصل أضف إلى ذلك ضعف الالتزام من المواطنين وانغماسهم في الخمور واللهو…
عاد بعدها أدراجه إلى أمريكا الجنوبية ولكن إلى بوليفيا هذه المرة ليموت في نهاية غامضة بعض الشيء…
يوجد في آخر الكتاب بعض الوثائق والصور لمراحل مختلفة من حياة جيفارا …
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله...
مع بداية عام جديد وقد اعتدنا الاستغناء عن أوراق تقويم منصرم لاستبدالها بأوراق جديدة لنمزقها.
في كل عام أقف متأملا لتصرم السنون والأيام. في بداية العام الماضي 1429هـ وقفت مع معادلة التغيير وارتباطها ببداية العام وحاولت البحث في القران وازعم أني وجدت رابطا....
إن أول عبادة نمارسها مع بداية العام هي صيام يوم عاشوراء ....
إننا نعلم ارتباط هذه العبادة بنجاة موسى عليه السلام من عدو الله فرعون (انتصار المستضعفين على الطغاة), وقد حاولت أن أُراجع هذه القصة في القران ولعل ابرز المواضع التي تتكلم عن هذه المعركة بتفصيل زمني جاء في سورة القصص.....
وإذا قرأنا فواتح هذه السورة نجدها تبدأ بقوة. وفيها قدر كبير من المفاصلة والوضوح في بيان إرادة الله عز وجل فلنقرأ قول الله عز وجل:
{طسم، تلك آيات الكتاب المبين، نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون، إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}
إذا فإرادة الله عز وجل قد تمت ولكن العجب ما يأتي بعد هذه البداية القوية فلم يقل الله عز وجل فأغرقناه وجنوده أو فخسفنا به الأرض أو فأنزلنا عليهم رجزا من السماء
وإنما قال :
(واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم)
يا الله .......
إن المنقذ والمخلص المقترح لا يزال في المهد....
وفي زمن إعداد هذا المنقذ لم يتغير شي ففرعون ماضي في ظلمه وعدوانه وذلك بعلم الله وحكمته....
فهناك سنن في الحياة لا تتغير ولا تتبدل فلابد للتغيير من زمن ولابد للنصر من اعداد يتطلب عشرات السنين......
في قصة موسى عليه السلام نجد أن موسى عليه السلام بعد أن تربى في بيت فرعون ورأى الظلم والقسوة مع ما صاحب ذلك من حياة مترفة وبعد عن المشقة ومخالطة للناس بتلقائية احتاج هذا المنقذ (أن يحصل على منحة دراسية)......
ليتخلص من تراكمات عيشة القصور القائمة على الترف والتعالي وظلم الناس .......
فتهيأت الأسباب بعلم الله وقدرته لهذه التجربة الضرورية لاكتمال شخصية القائد المنقذ ....
عوقبوا على هذا النكوص والتخلي عما كلفوا به ( فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ) لتتحقق معادلة التغيير.....
فهذا الجيل الذي تربى في زمن الذلة والهوان وألفهما يحتاج إلى سنين طويلة وبيئة مختلفة (جناحي تغير القيم إن صحة التسمية)
للتخلص من هذه الصفات التي خالطت شغاف القلوب وأصبحت ملتصقة بها.....
بل حتى موسى عليه السلام القائد المخلص مات في زمن التيه لتتم عملية التغير بشكل عميق ويتعود الجيل الجديد على قيادة نفسه بقادة من الذين تربوا في الوسط الجديد المتحرر من قيود الماضي...
نخلص من هذه القراءة البسيطة مع بداية العام إلى معادلة التغيير إن صحة التسمية والتي حددنا لها جناحين هما تغيير الوسط والزمن الكافي للتغيير...
فمجتمعاتنا العربية من اقل المجتمعات مراعاة للزمن...
فالكل يتحدث عن الحلول السحرية والتغيرات النوعية دون توضيح لحقيقة مهمة تسبق وترافق بل وتتبع كل عملية تغيير وهي ضرورة وجود الجد والاجتهاد والمثابرة والصبر والدموع وأحيانا الدماء فبدون ذلك ستكون وعود تتكرر وأماني وأحلام نتسلى بها ولن نجني منها شيء ...
زمن + وسط جديد = تغيير حقيقي
ولا أنسى تذكيركم بصيام يوم عاشورا والدعاء لإخواننا في غزة تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال...
العنوان: ماذا حدث للمصريين؟ تطور المجتمع المصري في نصف قرن
المؤلف: جلال أمين
الناشر: دار الشروق، الطبعة السادسة، 2008
عدد الصفحات: 188
يقدم لنا جلال أمين أستاذ الاقتصاد قراءة للحَراك الاجتماعي الذي حصل في مصر خلال الـ 50 سنة الماضية ويقوم بتتبع ذلك من خلال عدة نماذج لهذا الحراك...
ولعل أبرز ما في الحراك الاجتماعي يظهر من خلال النظام الطبقي وتحطمه بعد ثورة 1952 م…
كما يقدم عرضا للتعصب الديني السائد في فترة من الفترات وما حل بالبلاد من موجة تغريب شملت كل نواحي الحياة ...
ثم ركز على التغير الذي طرأ على خدم المنازل من حيث تغير مرتباتهم و أصولهم الإجتماعية التي يأتون منها كمثال للتغير الذي مس المجتمع المحيط بهم…
كما أن تغير النظرة للوظيفة الحكومية يُعتبر في وجهة نظر الكاتب من النقاط المفصلية في التاريخ الاجتماعي المصري …
ولم يغفل الكاتب تغير مركز المرأة الاجتماعي في مصر بل إنه يعتبره الجانب الأكثر تغيرا في السنوات الخمسين الماضية…
أما موقف الناس من اللغة العربية واستخدامها فقد مسه ما مس غيره من الجوانب السابقة…
ومن مسببات أو مؤشرات الحِراك في الفترة الماضية ضاهرة الهجرة ونوعية المهاجرين في بداية طفرة النفط في الخليج والتي ألقت بظلالها على المجتمع المصري وأثرت في التركيبة الاجتماعية بشكل واسع…
كما نجد أن السيارة الخاصة وما تعنيه للمصريين يعتبرها الكاتب من مؤشرات ذلك الحراك…
أفرد الكاتب صفحات للحديث عن كيف تتم افراح الأنجال وأين تقضي العائلة المصرية صيفها …
بل حتى الغناء والسينما تغير من حيث الكم والنوع متماشيا مع الوضع الجديد…
وكاقتصادي عرج على الاقتصاد المصري من الناحية البحثية ثم ختم بعرض التحول إلى ثقافة السوق في المجتمع …
ما شدني في الكتاب هو إحساسي بأنه بالقدر الذي يتحدث فيه عن ماضي مصر هو يتحدث عن الحاضر والمستقبل القريب في السعودية
كما أن هناك قراءات أكثر إسهابا على الرابطين أدناه….
حياتنا مليئة باللحظات الجميلة والمؤثرة.وتعبيرنا عن مشاعرنا وخواطرنا يثبت معانيها ويعمق أثرها. مرت سنين طويلة دون كتابة لتلك الخواطر، مكتفيا فيها بالذاكرة ...
اخترت أن اسمي مدونتي مدرسة الحياةقناعة مني بالتطوير والتعليم المستمر الذي لا ينقطع وليس له حد ...
أشكرك أخي الكريم على مرورك، فإن أعجبك بعض ما تجدفاعلم أنتعليقاتكوملاحظاتك هيما يُجري دم الحياةفي هذه المدونة ولا تنساني من دعائك ...
ملاحظة:
المدونة تعرض عدد من المقالات التي كتبتها والذكريات التي سجلتها في فترة إقامتي في استراليا في مرحلة الدكتوراة من عام 2007 الى نهاية 2010 م وهي تحمل بصمات تلك الفترة من ناحية التفضيلات الفكرية والنظرة النقدية وبطبيعة الحال فإن أفكارنا تنمو وتتغير باستمرار وقد آثرت أن أتركها دون تعديل أو تمحيص لتبقى توثيق لمرحلة عمرية معينة .... ح س ن