الأحد، ديسمبر 13، 2009

إعرف ما لك وما عليك ...

clip_image002

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,

استمرارا مع الأيام الأولى مع مجلس جامعة جريفث و مع منهج الشفافية المتبع في إدارة المؤسسات الحكومية والأهلية في استراليا. وجدت أنه و بمجرد التعيين أو الانتخاب لمنصب ما وبالإضافة لما هو منشور أصلا عن المهام والحقوق و الواجبات على موقع الجهة المعنية إلا انه يتم إعداد برنامج متكامل للتأكد من إدراك الشخص المعني بحقوقه وواجباته خلال تأديته لمهمته.

في حالة مجلس الجامعة بدأت الرحلة التأهيلية بخطاب يبدأ بالتهنئة ثم سلسلة من الخطوات التي يجب القيام بها قبل بداية فترة التكليف ومرفق بتلك الرسالة دستور الجامعة ودليل يتضمن حقوق وواجبات عضو مجلس الجامعة بالإضافة لنماذج تفوض سكرتارية المجلس بإجراءت التأكد من خلو السوابق، كما تعطيهم الحق في الحصول على أي معلومة تهمهم من الجهات ذات العلاقة.

يحرص المجلس على تقديم الدعم الإداري والقانوني لتمكينك الأعضاء من القيام بكافة صلاحياتهم، فمثلا كعضو في المجلس يمكن أن تكون محتاج للتعامل مع طلاب تقل أعمارهم عن 18 سنة مما يعني الحاجة للحصول على البطاقة الزرقاء المخصص لذلك حسب النظام الأسترالي، ولذا تم إرسال جميع النماذج المطلوبة والتعليمات اللازمة للحصول عليها. مع ملاحظة أن كل هذه الأمور تمت ما بين إعلان النتائج و بداية التكليف والذي كان بتاريخ 28/10/2009 مما يعني تمكينك من ممارسة دورك منذ اليوم الأول.

من الأمور الجميلة جدا لترسيخ مفهوم الحقوق والواجبات (ما لك و ما عليك) حيث تم تحديد دورة لمدة نصف يوم للأعضاء المنتخبين حديثا - أربعة أعضاء - و تم عقد عدة لقاءات منفصلة مع كل من سكرتير المجلس و رئيسة المجلس ونائب رئيس المجلس ورئيس الجامعة ونائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية وقد حرص كل منهم على بيان المهام المطلوبة من كل عضو كل فيما يخصه.

سبق هذا اللقاء بأسبوعين إرسال ملف ضخم يتضمن الملفات المساعدة والنقاط التي سيتحدث عنها كل شخص، وقد احتوى الملف الخطط الإستراتيجية للجامعة على الصعيد الأكاديمي والبحثي والمالي مع عرض لميزانية الجامعة المعتمدة للسنتين القادمتين والتقرير السنوي و نسخة لآخر محضرين لمجلس الجامعة. كما تضمن شرحا مفصلا للهيكل الإداري للجامعة. وأخيرا اللوائح المنظمة و دليل أعضاء مجالسي الإدارة العليا في ولاية كوينزلاند.

طبعا جميع هذه الأمور موجودة على موقع المجلس ولكنهم يحرصون على المرور عليها مع العضو الجديد للتأكد من إدراكه الكامل (لما له وما عليه) وذلك من خلال فتح باب النقاش بشكل سلس جدا يجعل العضو يشعر بالانتماء للمجموعة ومشاركتهم في الأهداف من خلال اليوم الأول.

كما تم إرسال قائمة بسير ذاتية مختصرة و معلومات الاتصال المباشر بالأشخاص التنفيذيين في الجامعة من وكلاء للجامعة وعمداء ومدراء عموم ليتعرف عليهم العضو الجديد والذي يتم إرسال معلوماته إليهم أيضا قبل أن يتم تقديمه لهم بشكل مباشر في أول اجتماع يحضره.

كل هذه الأمور تتم بالتواصل المكتوب والتعزيز باتصال هاتفي من قبل فريق محترف ومتفرغ لتذليل الصعاب أمام أعضاء المجلس لتمكينهم من أداء مهامهم بالشكل المطلوب.

اكتفي بهذا القدر فالحديث يطول عن مقدار الوضوح والشفافية المتبعة في إدارة الجامعة و هي عبارة عن مثال لطريقة إدارة المؤسسات الحكومية في دولة تحتل مكانة رفيعة في مؤشر الشفافية وقلة الفساد فهي سياسة معرفة (ما لك وما عليك).


مواضيع أخترتها لك:

الجمعة، ديسمبر 11، 2009

خطة جديدة لآسيا

خطة لاسيا

العنوان: خطة جديدة لآسيا

المؤلف: مهاتير محمد

ترجمة: فاروق لقمان

عدد الصفحات: 230

كنت قد وقفت مع كتاب (مهاتير محمد ... النمر الآسيوي من شاب متمرد إلى بطل إسلام) والذي كان عبارة عن قراءة لرصد القواعد التي بنى عليها مهاتير محمد مشروعه التنموي في الماضي والمستقبل والذي عقد فيه المؤلف مقارنات بين ما تم في ماليزيا وما فشل العرب في تحقيقه فقد كان الكتاب موجه للقارئ العربي ليستفيد من التجربة المهاتيرية الماليزية.

أما هذا الكتاب فقد جائني كإهداء من معجب بشخصية مهاتير محمد (زميلي في مرحلة الدكتوراه من قطر) الأخ علي الكبيسي. الكتاب هو نسخة مترجمه لما كتبه مهاتير محمد كخطة لصناعة مستقبل آسيا ويقع الكتاب في سبعة فصول بالإضافة للمقدمة والخاتمة.

الفصل الأول: العالم - رؤية آسيوية

يتحدث عن نشأت مهاتير من حيث البيت والبيئة المحيطة معرج على الاستعمار الانجليزي ثم الياباني ثم الانجليزي وصولا إلى الاستقلال، ثم تدرجه الشخصي من طالب إلى مناضل ثم طالبا للطب في سنغافورا وبعدها عودته إلى ماليزيا لممارسة مهنة الطب مع انخراطه في العمل السياسي إلى أن أصبح وزيرا للتعليم عام 74 ثم تدرجه إلى أن أصبح رئيسا للوزراء عام 81 ومساهمته في تحريك الشعب نحو الهدف.

الفصل الثاني : طريق آسيا نحو الازدهار

ويتحدث عن تجربة المجتمعات الآسيوية في النهوض من دول زراعية فقيرة إلى صناعية ويرى أن المعجزة الحقيقية "37أن الشعوب الآسيوية استطاعت أن تتحرر من الوهم وتستعيد ثقتها بنفسها وأن تبين لأنفسها و للعالم مدى ظلم وخطأ النظريات الاستعمارية" كما يشنع في هذا الفصل - كما في بقية الكتاب - على سياسة البنك الدولي ثم يتحدث عن الطرق التي اتخذتها ماليزيا للنهوض ويركز على إمكانية جميع الأجناس على النهوض متى ما غيرة الثقافة.

الفصل الثالث: من الذي افسد الحلم الآسيوي

يتحدث عن الأزمة الاقتصادية المدمرة في عام 1997، كيف بدأت وما دور تجار العملة في مضاعفة نتائجها بل يذهب ابعد من ذلك حين يحملهم مسؤولية افتعالها ويختم هذا الفصل بحديثه عن "الأثر النفسي للمستقبل المسروق". ففي ليلة وضحاها تغير نظر العالم لآسيا من مكان مميز للاستثمار إلى اتهام العالم لهم بالمحسوبية والفساد بل وتحميل القيم الآسيوية وزر الأزمة الاقتصادية. يدافع بدوره في هذا الفصل عن القيم الآسيوية مع عدم إنكاره لوجود بعض الأمور السلبية وآسيا في ذلك مثلها مثل أي منطقة أخرى. أخيرا يذكر أن كل الشعوب عليها أن تنطلق من ذواتها مع الإفادة من ما لدى الشعوب الأخرى.

الفصل الرابع: القيم الآسيوية في عالم مضطرب

ويعقد في هذا الفصل عدة مقارنات بين القيم الغربية والآسيوية محاولا في معظم الأحيان إبراز الجانب المشرق في الشرق على حساب الجانب المظلم في الغرب وإن كان يختم الفصل بقوله "إن القيم الآسيوية تظل آسيوية والقيم الغربية تظل غربية وليس هناك خطأ في ذلك. و لكن وعلى العكس مما كتبه كيبلنج فإن الاثنين يمكن أن يلتقيا ومن ذلك اللقاء سوف يبرز دون شك بعض التفاهم الجديد المشترك والتقدير الجيد لحكمة كل جانب وقبول جديد لكل ما هو جيد ورفض لكل ما هو سيئ ورديء."

الفصل الخامس: النظر شرقا مرة أخرى

ويركز فيه على الدور الياباني الممكن لإحياء آسيا حيث يبدي إعجابه الشديد باليابان ويراه أهلا لقيادة آسيا في المرحلة المقبلة كما يتحدث عن إفادة ماليزيا من اليابان في الفترة الماضية (خلال رئاسته للوزراء) ويركز هنا على أن تشابه الثقافة الوطنية كان وسيضل مساعدا على الإفادة من التجربة اليابانية كما مجد الكثير من أخلاقيات العمل اليابانية. غير انه في نهاية لا يخفي قلقه بشأن استعداد اليابان للعب هذا الدور وذلك كونه قد يفتقر إلى الشجاعة الكافية ليحسم هل هي جزء من آسيا أم جزء من الغرب موجود في آسيا ويعتبر هذا مشكلة هوية يواجهها اليابان كما يذكر إشكالية كثرة تغير الحكومات في اليابان مما يسبب مشكلة وجود توجه سياسي واضح.

الفصل السادس: إعادة بناء شرق آسيا

هو أطول فصول الكتاب ويشن فيه الكاتب حملة ضروس على صندوق النقد الدولي وتجار العملة والثقافة الإمبريالية محمل إياها السبب في إفقار الشعوب وان العالم اليوم تسوده فوضى بحاجة لمن يضبطها كما يحاول الدفاع عن الآسيويين الذين كانوا ضحايا لقوى الشر العالمية وهو في هذا الفصل و الذي يليه (الفصل السابع : هل سيصبح القرن الحادي والعشرون القرن الآسيوي بالرغم مما حدث؟) يمارس نوعا من الوعظ والتغني بالقيم العليا التي يتمنى كل عاقل أن تحكم العالم فنجده يطالب بالوقوف في وجه تجار العملات بل ومنع المضاربة فيها ويذهب إلى تصورات مثالية في مثل قوله "نحن في حاجة إلى قرن وألفية يميزها توازن سليم بين القيم المادية وغير المادية. نريد عالما لا يقرر فيه المال الأجندة ولكن يتم فيه استخدام المال كأداة قوية ومفيدة لتحسين مستوى معيشة الناس."

في نهاية الفصل السابع يقول أن صراع الحضارات لن يحدث أبدا ويطلب من الجيل الجديد أن يقوموا بمسؤولياتهم لتحقيق الوئام العالمي من خلا سيناريو يذكر هو نفسه انه يبدوا مثاليا جدا."دعونا نأمل أن لا تكون مثالية للجيل القادم".

أما في خاتمة الكتاب فيبدأها بقوله الأوربيون ميالون للحرب مستعرضا أحداث تاريخية تعزز مفهوم حبهم للدماء والحروب إلى أن يصل إلى أنهم أي الأوربيون لم يعودوا مستعدين لتقديم ضحايا في الحروب مما دفعهم لتطوير الأسلحة العابرة وأخير سلاح العملات الذي لا يكلفهم شيء بل يثريهم. ويختم كتابه بالتبشير بقرن تزول فيه الحواجز وان محاولة احتواء الصين واسيا لن تنجح بل سيأخذون مكانهم المستحق.

الكتاب بجملته نوع من التغني بـ "المدينة الفاضلة" إن صحة العبارة فهو يتحدث عن مثل عليا يتمنى أن تسود ولكنه لا يقدم خطة عملية للوصول لذلك غير التعويل على رفع مستوى القيم عند صناع القرار ليعملوا لمصلحة العالم ككل وليس مصلحة شعوبهم الآنية.

ختاما؛ اعتقد أن مترجم الكتاب قدمه بطريقة جميلة وسلسة وبعبارات تنم عن احترافية كبيرة في هذا المجال.


مواضيع أخترتها لك:

الثلاثاء، ديسمبر 08، 2009

مجلس الجامعة

image

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,,,

كنت قد وعدتك عزيزي القارئ بمشاركتك بتجربتي في مجلس جامعة جريفث ولعله من المناسب أن أبدأ بالتعريف بالمجلس بشكل مبسط مع وضع روابط لمن أراد الاستزادة.

مجلس الجامعة حسب نظام التعليم العالي في استراليا هو أعلى جهة بالجامعات الحكومية وهو مسئول مسؤولية كاملة عن الإدارة السليمة والفعالة للجامعة من خلال تصريف الشؤون العلمية والإدارية والمالية وتنفيذ السياسة العامة للجامعة وهو مختص بشكل رئيسي بـ:

  • تعين موظفي الجامعة.
  • إدارة و مراقبة شؤون و ممتلكات الجامعة.
  • إدارة ومراقبة الشؤون المالية للجامعة.

ويقوم المجلس بمهامه هذه من خلال اللجان الرئيسية التابعة له والتي يتفرع عنها العديد من اللجان المتخصصة. حيث تقوم هذه اللجان بدراسة الموضوعات المحالة إليها والرفع بالتوصيات المناسبة لإقرارها من قبل المجلس.

يتكون المجلس من 18 عضوا. 7 منهم من خارج الجامعة (بعضهم من خريجي الجامعة) العامل المشترك بينهم هو كونهم ممن قدم خدمات مميزة للمجتمع وغالبيتهم من حملة الألقاب الكبيرة كأعضاء سابقين بالبرلمان أو رؤساء محاكم أو من كبار موظفي الدولة وما شابههم مع ملاحظة أن يكون هناك عضوين على الأقل ذوي خلفية مالية وعضو من القطاع الخاص. و يتم ترشيحهم من قبل المجلس ثم يصدر قرار حكومي بتعيينهم.

هناك 7 من أعضاء المجلس من منسوبي الجامعة، 5 منهم منتخبين على النحو التالي: عضوين من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وعضوا من موظفي الجامعة وطالب دراسات عليا وطالب مرحلة البكالوريوس، وكلهم منتخبين من قبل زملائهم من منسوبي الجامعة.

أما رئيس الجامعة فيتم ترشيحه من قبل المجلس ويكون أكاديمي بدرجة أستاذ. كما يتم تكليف وكيل له ذو خبرة طويلة في العمل الإداري وهما المسئولان أمام المجلس عن تسير الأمور اليومية للجامعة والرفع للمجلس بالمستجدات.

نائب رئيس المجلس يتم انتخابه من ضمن أعضاء المجلس أما رئيس المجلس فهو شخص من خارج المجلس يتم انتخابه من أعضاء المجلس. و حتى تتم هذه الأمور بسلاسة يراعا أن تكون فترات التكليف مختلفة من حيث المدة وتوقيت نهايتها مما يضمن استمرارية المجلس في أدائه لمهمته بأكثرية من ذوي الخبرة في ذلك.

تنقسم اجتماعات المجلس إلى قسم معلن وقسم سري ويحضر القسم المعلن أعضاء المجلس بالإضافة لوكلاء الجامعة كمستمعين ومقدمي تقارير في حالة طُلب منهم ذلك، كما يحضر من يرى المجلس حاجة لحضوره، أما القسم السري وهو المعني بالتعيينات وما يرى المجلس الحاجة لسريته فلا يحضره سوى أعضاء المجلس وهذا القسم سري في النقاش أما ما يتوصل إليه من توصيات فتعلن ضمن محضر المجلس.

يهدف المجلس إلى إدارة الجامعة بطريقة تراعي مصلحة الجامعة ككل دون التحيز لتحقيق مصلحة فئة على حساب فئة أخرى. كما تتم إدارة الجامعة بكل شفافية فجميع محاضر المجلس متوفرة على موقع الجامعة وكذلك ميزانية الجامعة والتقارير المالية الدورية التي تقدم للمجلس. وهي بذلك مثل جميع اللوائح والأنظمة ذات العلاقة.

وبزيارة لموقع المجلس يمكنك الحصول على محاضر اجتماعات المجلس للسنوات الماضية وعرض لأعضاء المجلس وصفة كل عضو بالإضافة لسيرة ذاتية مختصرة للأعضاء والعديد من القوانين والأنظمة للمجلس ولجانه بل ومحاضر تلك اللجان وكل ما يمكن أن يخطر بالبال من الأمور المتعلقة بإدارة الجامعة.

بقي أن أذكر في نهاية هذه النبذة المختصرة أن عمل أعضاء المجلس هو عمل تتطوعي بالكامل و لا يتقاضون عليه أي مردود مادي أيا كان فهم يعملون بمنهج "إحتسب!" في خدمة مجتمعك.

أترككم إلى لقاء قريب بإذن الله مع زاوية مجلس الجامعة.


روابط أخترتها لك: