الجمعة، نوفمبر 21، 2008

لما كنا في أمريكا

-->
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
حوار هاتفي قصير مع أخي حامد بشير (أبو عبد العزيز) ذكرني بمسرحية قديمة شاهدتها وهي بعنوانها "لما كنا في أمريكا"...
المسرحية كانت ضمن فقرات الحفل الختامي لجوالة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للعام الدراسي 1996م ...
تركز المسرحية على كلمة يرددها العائدون من بلد الابتعاث "لما كنا في..." ليبرروا تصرفاتهم أو يحتجوا على واقع لا يعجبهم أو ليتباكوا على الأيام الخوالي...
مرت الأيام وها أنا كغيري من المبتعثين أحزم أمتعتي للعودة لأرض الوطن لقضاء الإجازة السنوية...
سنجد أنفسنا – شعرنا أم لم نشعر – نردد كلمات مشابهة ...
عندنا في استراليا أو هناك أو في البلدان المتقدمة ومثيلاتها من العبارات...
لعل ترديد هذه العبارات أصبح غير محبذ في مجتمعنا...
فقد ملوا تلك العبارات منذ عودة الجيل الأول من مبتعثي السبعينات والثمانينات...
لقد عاد ذلك الجيل بأفكار وأطروحات جديدة غير أن تلك الأفكار لم تتعدى الألسن في كثير من الأحيان ثم أنها نُسيت بل أختفت حتى من الألسن بعد فترة قصيرة...
لقد عاد أكثر أبناء ذلك الجيل إلى سابق عهدهم واكتفوا بالبكاء على أيام جميلة عاشوها يوما ما...
نحن محتاجون إلى التمسك بما نعتقد بأنه صواب مع الحرص على الدعوة اليه بالقدوة العملية وليس بمجرد الكلام والتنظير...
إن القناعات والأفكار التي تكونت لدينا هنا في بلد الابتعاث ستضل نظرية و جامدة لا حياة فيها, فإذا قمنا بتطبيقها في أرض الواقع - على أنفسنا أولاً - دبت فيها الحياة وسهُل تبنيها من قبل من حولنا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)...
لنحمل معنا في إجازاتنا كل مفيد وبناء من الأفكار والأساليب ولنبذل جهدنا في الثبات عليها وتطبيقها برفق ولين ولنتوقع الصعوبات فلكل مجتمع طريقته وأفكاره التي تتناسب مع العقلية الثقافية السائدة في ذلك المجتمع...
وتغير الجوانب السلبية في العقلية الثقافية السائدة في المجتمع بحاجة إلى جهد جاد ومركز لتغيير المفاهيم الخاطئة قبل معالجة الممارسات...
لعل الإجازة السنوية تشكل فرصة حقيقية لاختبار تلك القناعات خصوصا أننا نملك فرصة العودة إلى بلد الابتعاث ومحاولة التقييم الحقيقي ومراجعة الأسباب التي أدت إلى فشلنا في التمسك بقناعاتنا "لفترة قصيرة" فربما أن القناعة نفسها فيها خلل لم ننتبه له أو لعل الوسيلة التي عبرنا بها عن تلك الفكرة لا تنسجم مع العقلية السائدة...
أخيرا فإن كلامي هنا يركز على الأفكار الإيجابية التي تتفق مع ديننا الإسلامي و الذي من أساسياته "الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها"...
كما لا يفوتني تذكير نفسي وأخواني المبتعثين , بحاجتنا لمجاهدة أنفسنا لنتخلص من القيم السلبية التي تسربت إلينا خلال وجودنا في بلد الابتعاث خصوصا ما ألفناه من مناظر المعاصي...
والله اسأل أن يجعلنا دعاة حق وهدى وان ينفعنا وينفع بنا...

  • لمزيد من دروس الغربة من هنا


هناك 13 تعليقًا:

  1. أول شي حياك الله يا أبا المعتصم في أرض الوطن وننتظرك بفارغ الصبر أنت وعائلتك.

    كما أشكرك على هذا الطرح وأنتظر أن أرى منك بعض ما يجعلنا نعيش ما لديكم في استراليا {لاحظ أنني قلت نعيش أي نحس بما لديكم ونعيشه بدون أن نسمع عبارة عندنا في أستراليا :)}، أخيراً أتمنى لك رحلة موفقة وميسرة بدون متاعب.....

    أبو عبدالملك

    ردحذف
  2. صحيح في عودتي الأخيرة لأرض الوطن كانت هذه الكلمه دائما تخرج من لساني ( عندنا في استراليا ) والحقيقه كان يأنبني ضميري عندما أقولها فدائماً أندم واعقد العزم على ان لا أقولها مره أخرى حيث أحس ان البعض يقول بنفسه أزعجتنا باستراليا او على قولهم ( قروي وطاح بمريس) .
    ولكن على الجانب الأخر بعض الناس يحب ان يسمع ويعرف ما لدى الغرب ويحب ان يسمع الأختلافات والمفارقات وما الذي يميزهم وما الى ذلك.

    لذلك أقول لكل مقام مقال وينبغي محاولة أختيار الألفاظ بعنايه فممكن ان نوصل الفكره بأسلوب أخر لا يقلل من المستمع او من وطننا و أهلنا.

    ردحذف
  3. اخي الحبيب ابو المعتصم


    عيني عليك بارده ..طرح و تسلسل افكار رائع..اسال الكريم ان يزيدك من فضله



    اخي الحبيب ما تقول هو واقع لكل منا يكرر تلك العباره ..و لكن باختلاف النيه و القصد فمنا من يقصد بها التظاهر و البهرجه و كأنه يقول ها انا احد قاطني تلك الديار و منهم من يقولها و كله حرقه و الم بما وصل اليه العالم المتحضر و ما وصلنا اليه نحن من ( تاخر ) وهي مرادفه لكلمة تخلف ولكن الثانيه لا تليق بامة معلم و محضر الانسانيه محمد بن عبدالله..

    اخي الحبيب انا لا الوم من لم يرى وقد لم يسمع بما يعيشه العالم المتحضر من علم و معرفه و غيره مما لا يخفى عليك و لكن الوم اولائك القوم الذين يكررون تلك العباره وهم ابعد الناس عن فهمها فتجدهم اول من يكذب في بلد الصدق و الامانه و اول من يخالف النظم في بلد النظام و اول من يخادع و يغش في بلد الثقه في التعامل و اول و اول و اول ...

    و لكن نعود لا وطاننا لنقول لما كنا في تلك البلد



    المعذره على الاطاله ولكن الكلام كثير في تلك العباره



    تحياتي

    علي القاسم

    ردحذف
  4. اهلا ابو عبد الملك

    اتنمى ان اوفق لطلبك


    م عصام

    لا افراط ولا تفريط والفعل قبل القول


    علي القاسم

    رائع جدا تعليقك
    "الذين يكررون تلك العباره وهم ابعد الناس عن فهمها فتجدهم اول من يكذب في بلد الصدق و الامانه و اول من يخالف النظم في بلد النظام و اول من يخادع و يغش في بلد الثقه في التعامل و اول و اول و اول ..."

    نسأل الله ان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنة


    مروركم وتعليقاتك سرتني كثيرا اخوتي الكرام
    حسن

    ردحذف
  5. صدقت أخي

    وكم أتمني من الطلبه المبتعثين لو انهم يلتزمو ببعض الافكار او العادات الخيره والتي قد يكتسيبوها في غربتهم اذا رجعو الى ديارهم حتى لو انها اجازة فقط وان لا يكتفو فقط بمقولة ( عندنا هناك في استراليا او امريكا او ..... ) لاته اصبح بحكم الواجب عليهم.
    وفق الله الطلبه المبتعثين وردهم الى اهلهم سالمين غانمين ناجحين وأسال الله العلي الكريم ان ينفع بهم الاسلام والمسلمين وبلادهم واهليهم انه سميع عليم.
    مشكور أخوي على الموضوع الرائع

    ردحذف
  6. السلام عليكم

    حيا الله الأخ حسن ، أتمنى أن تكون في صحة وعافية ..

    قبل التعليق على هذا الموضوع المهم أقول : علقت على موضوع حياة الشعوب ، وانتظرت ردك ، ولكن لعلك لم تنتبه.


    وحول هذا الموضوع أقول :

    أثار موضوعك الجميل في ذهني عدة تساؤلات وأفكار :

    - ما هي الثوابت - عموما - التي لا يمكن التنازل عنها ؟ وهنا ما هي القيم الإيجابية التي تتميز بها بعض المجتمعات الغربية ؟ وكيف نستوردها ؟ وما هي القيم السلبية وكيف نتلافاها ؟

    أقترح أن يقوم بعض المبتعثين بمشروع أخلاقي وقيمي جميل ، يتمثل في التالي :

    جمع أكبر قدر - ولا أقول : حصر - من القيم الإيجابية مثل الصدق والأمانة وضبط المواعيد واحترام الإنسان والنظام والمسؤولية الاجتماعية والوطنية وثقافة القراءة والتحقق من المعلومة وغيرها والتفصيل فيها ، وذكر الأمثلة ، وكيفية نشرها أو تعزيزها في المجتمعات الإسلامية.

    وقل عكس ذلك في القيم السلبية

    أتوقع أنها ستكون إضافة قيمة للمعلومة العربية

    والموضوع ذو شجون


    محبك
    عبدالمجيد

    ردحذف
  7. اخي عبد المجيد حياك الله

    تساؤلاتك جميلة وهي فعلا تحمل فكرة جاهزة للتطبيق

    لعل الله ييسر القيام ببعض جوانبها


    مرورك وتعليقك محل التقدير والعرفان

    اذا اردت ان اسل لك جديد المدونة فارسل ايميلك او يمكنك التسجيل في الملخصات

    حسن

    ردحذف
  8. أخي أبا المعتصم صدقت في قولك

    ولكن هل هناك أحد يعمل على العادات والتقاليد الغربية الايجابيه وحتى لو نقلناها بشكل صحيح وقد حصل لي ذلك في الصيف الماضي أول ما رجعت أتعرف ما الرد قالوا ( أنتم فيين وأحنا فيين )

    مهما كانت الاختلافات في الثقافات والعادات لكن عندهم ثقافات وعادات المفروض على المجتمع الاسلامي خاصة العمل بها

    أرجو من الله حسن الخاتمه وعم الفائدة وجدا أعجبتني مدونتك وبالتوفيق ان شاء الله

    أخوك

    الفياض

    ردحذف
  9. إجازة سعيدة يا أباالمعتصم في أرض الوطن . طرح حميل و أسلوب أجمل و فقك الله

    مرزوق العلياني

    ردحذف
  10. شوقي


    اعانك الله


    ابو احمد

    حياك الله نورت الحته

    ردحذف
  11. أخي أبا المتعصم

    مقالك في الصميم واعتقد التغير الكبير والصدمة الثقافية والتطور الكبير في حياة الدارس هي التي جعلته يتحث بعبارة ( كنا في .... )ولكن الإنسان يحاول بقدر المستطاع كسب القيم النبيلة والعادات الحميدة التي من المفترض كمسلمين التمسك بها

    وأخيرا تمنياتي لك باجازة سعيدة في أرض الوطن ..

    ردحذف
  12. أول شي حياك الله أخي العزيز والله يجيبك بالسلامة ويطوي عنك بعد سفرك...

    الأمر الثاني...أقول أنه لا أحد يتكلم بعدك .. ا شاء الله كفيت ووفيت .. ,اشوفك أخذت على التدوين أكثر وصرت محترف ومبدع كما تعودنا..
    سر فلا كبا بك الفرس...<< جملة تنقري من الجهتين :)

    الشي الثاني ألاحظ أنك تجيد سد ثغرات مقالاتك ولا تدع مجال للقائلين ( لهم الدنيا.. غزو مدري ايش .. شوف السلبيات الي عندهم.. لا تتأثر بهم.. احذر من موالاتهم وووو إلخ )


    هذا كان رأيي المتواضع في المقال ... تقبل ممروري :)

    NiceBoy

    ردحذف
  13. ماشاء الله ولاحول ولاقوة الا بالله أخي أبا المتعصم "حفبد علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه" وفي رقي دائما ونفع به الله اخوانك ووطنك وكتبه الله في ميزان حسناتك

    ردحذف