الأحد، نوفمبر 30، 2008

المهاتما غاندي . محرر المقهورين

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...

خلال زيارة عابرة لمكتبة جرير لفت نظري كمٌ من السير الذاتية لأشخاص أعرف أسمائهم - فهم ممن أحدث تغيرات جوهرية في خريطة العالم في القرن الماضي - وإن كنت أجهل تفاصيل حياتهم ...

ما شجعني على شراء بعض تلك الكتب حجمها الصغير نسبيا مما يعني معرفة طرفا من تاريخهم بل وتاريخ شعوبهم...

سأشاركك أخي الكريم بتلخيص بسيط لأهم ما وجدت في تلك الكتب...

من تلك الكتب :

image

العنوان: المهاتما غاندي . محرر المقهورين

المؤلف: عصام عبد الفتاح

الناشر: دار الكتاب العربي. 2008

عدد الصفحات: 150

يعتبر هذا الكتابة مقدمة مختصرة لمن أراد معرفة شيء من حياة أشهر شخصية هندية على الإطلاق ( المهاتما غاندي)

يبدأ الكتاب بتمهيد عن وضع الهند تحت الاحتلال الإنجليزي كلمحة تساعد القارئ على تخيل الوضع الذي ولد فيه ذلك الرجل ...

بعدها يقوم الكاتب بعرض سيرة ذاتية للمهاتما وتحدث عن تأثير أمه عليه كما أشار إلى ذهابه إلى بريطانيا لدراسة القانون وكيف انه بعد عودته للعمل في الهند ذهب إلى جنوب إفريقيا كمحامي وكيف طال به المقام هناك ومساهمته في حرب نظام التمييز العنصري هناك....

كما تحدث الكاتب عن عودة غاندي إلى الهند وبداية النضال...

يركز الكاتب على التقشف في حياة غاندي وطيبة قلبه ...كما يشير الى أثر الدين و القانون في حياته وفكره...

فلسفة اللا عنف هي ما يميز غاندي عن غيره من الثوار ... و ثقافة الصوم والعصيان المدني سلاحه الذي ابتكره ...

رفاقه في الكفاح محمد علي جناح (مؤسس باكستان ) جواهر نهرو واختلافه وتوافقه معهم تعرض إليها الكاتب في فصل مستقل مع عرض لعملية استقلال باكستان والحروب الهندية الباكستانية...

وختم الكاتب بالحديث عن وفاة غاندي ...


يقول الناشر :

عندما انتصف.. النصف الأول من القرن الماضي كانت الحضارة الإنسانية على موعد لبزوغ شمس رجل وصف بأنه أهم زعماء القرن العشرين.. رجل ضئيل الجسم .. يأتزر الملاءة البيضاء.. أعزل.

إنه غاندي ذلك الثائر الذي كان سلاحه غصنا من الزيتون.. وطلقات مدفعه كلمات.

وذخيرته عقيدة آمن بها حتى دفع حياته ثمناً لها.. ومد يده ليوقف عجلة الزمان في بلاده.. وينتزع منها ترس هيمنة الإمبراطورية البريطانية في الهند ويلقى به خارج حدود الزمان.. ثم يمضى بها اتجاه الاستقلال.. بعد أن أيقظ في شعبه نيران التمرد على كل مظاهر الضعف والخضوع التي استسلموا لها صاغرين على مدار ما يقرب من ثلاثة قرون من الاحتلال والاستعمار البريطاني.. وقادهم ليقوموا بأشهر ثورة سلمية عرفها التاريخ..

حكاية هذا الزعيم.. مختلفة عن سيرة وحياة جميع الزعماء الآخرين الذين تمتلئ بهم صفات التاريخ عبر كل الأزمنة.. والعصور.. فهي حكاية تاريخية من نوع خاص جداً.. أسباب خصوصيتها.. هي قصة هذا الكتاب.


3/2/1429هـ

العشة - جازان



الثلاثاء، نوفمبر 25، 2008

من يشفق على من؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله...


هنا على زاوية المكتب نظرت إليه ...

تأملته ... أحسست بالشفقة ... فقد أصبح هزيلا لدرجة تثير العطف...

لعل شفقتي في هذه المرة هي أحساس بالذنب على سنين مضت وأنا استمتع بتمزيقه...

بل كثيرا ما كنت أُقلب صفحاته قبل الأوان...


في هذه المرة لم اعد أجد تلك اللذة...

بل إني أُغالب النوم حتى لا أجدني مضطرا لنزع ورقة جديدة من هذا الجسم النحيل في اليوم التالي...

مع أني سأسافر غدا إن يسر الله الى وطني وأهلي فلماذا لا اريد أن أنزع هذه الاوراق... لا أدري لماذا ؟


ألست مشتاقا لرؤية أهلي؟

بلى.... أنا في أشد الشوق لذلك...

إذا ما السبب؟


لعلي اشعر بأنها عامين ستنتهي وليس عاما واحدا (1429 هـ و 2008 م )...

بل لعلي لا أريد أن أودع العقد الثالث من عمري ففيه كانت أجمل الأيام وأسعدها والحمد لله...


أكاد لا أصدق أني سأطوي غداً عامي الدراسي الرابع هنا في استراليا...

لقد مرت سريعة جدا ...

طويت صفحاتها بسرعة كبيرة ...

طويت على ما فيها من تقصير وإحسان...

فكم صفحة طويت دون أن أودعها ما يسرني أن ألقاه يوم العرض؟

بل كم صفحة سودتها بالأخطاء والآثام ؟

اسأل الله بعفوه ومنه و كرمه أن يتقبل الإحسان ويعفوا عن التقصير والعصيان...


هكذا هي الحياة ...

تمر السنين...وتنقضي الأعوام ... والله المستعان وعليه التكلان ...


يا الله... عفوك ورحمتك ...

فهذه أيام عمري تتساقط ... وصفحات من كتابي تطوى يوما بعد يوم...

أريد أن أوقف الزمن...

قف أرجوك ... أرجوك أمهلني لألتقط أنفاسي وارتب أوراقي ...


لم كل هذا الاستعجال ؟

هل سئمت تفريطي فيك ؟

أم هل أثقلتك بذنوبي وآثامي؟


احمد الله أن أشفقت عليك قبل فوات الأوان ... علني أتدارك ما بقي و أشفق على نفسي...


فما زالت أوراقك - مع قلتها - تحمل خير أيام السنة على الإطلاق بشهادة محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وأتم تسليم...

إنها عشر ذي الحجة وفيها يوم عرفة ويوم النحر...

لعلها الفرصة الأخيرة لأشفق على نفسي لا عليك...


أمامي فرصة حقيقية إن يسر الله في بر والديَّ وصلة أرحامي...

كما أن هناك إخوة أحبهم - وأحسب أنهم يبادلونني ذلك - وسأبذل جهدي للتواصل معهم وتمتيع بصري و سمعي برؤيتهم وسماع كلامهم...

سأجاهد نفسي لأفعل الخير وأكف قدر المستطاع عن المعاصي علَّ الله أن يرحمني .. ويقبل مني .. ويبارك لي فيما بقي من عمري...

سأكثر من الاستغفار ... فطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً...


"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك, وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت, أعوذ بك من شر ما صنعت, أبوء لك بنعمتك عليّ, وأبوء بذنبي, فاغفر لي, فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"




الجمعة، نوفمبر 21، 2008

لما كنا في أمريكا

-->
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...
حوار هاتفي قصير مع أخي حامد بشير (أبو عبد العزيز) ذكرني بمسرحية قديمة شاهدتها وهي بعنوانها "لما كنا في أمريكا"...
المسرحية كانت ضمن فقرات الحفل الختامي لجوالة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن للعام الدراسي 1996م ...
تركز المسرحية على كلمة يرددها العائدون من بلد الابتعاث "لما كنا في..." ليبرروا تصرفاتهم أو يحتجوا على واقع لا يعجبهم أو ليتباكوا على الأيام الخوالي...
مرت الأيام وها أنا كغيري من المبتعثين أحزم أمتعتي للعودة لأرض الوطن لقضاء الإجازة السنوية...
سنجد أنفسنا – شعرنا أم لم نشعر – نردد كلمات مشابهة ...
عندنا في استراليا أو هناك أو في البلدان المتقدمة ومثيلاتها من العبارات...
لعل ترديد هذه العبارات أصبح غير محبذ في مجتمعنا...
فقد ملوا تلك العبارات منذ عودة الجيل الأول من مبتعثي السبعينات والثمانينات...
لقد عاد ذلك الجيل بأفكار وأطروحات جديدة غير أن تلك الأفكار لم تتعدى الألسن في كثير من الأحيان ثم أنها نُسيت بل أختفت حتى من الألسن بعد فترة قصيرة...
لقد عاد أكثر أبناء ذلك الجيل إلى سابق عهدهم واكتفوا بالبكاء على أيام جميلة عاشوها يوما ما...
نحن محتاجون إلى التمسك بما نعتقد بأنه صواب مع الحرص على الدعوة اليه بالقدوة العملية وليس بمجرد الكلام والتنظير...
إن القناعات والأفكار التي تكونت لدينا هنا في بلد الابتعاث ستضل نظرية و جامدة لا حياة فيها, فإذا قمنا بتطبيقها في أرض الواقع - على أنفسنا أولاً - دبت فيها الحياة وسهُل تبنيها من قبل من حولنا (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)...
لنحمل معنا في إجازاتنا كل مفيد وبناء من الأفكار والأساليب ولنبذل جهدنا في الثبات عليها وتطبيقها برفق ولين ولنتوقع الصعوبات فلكل مجتمع طريقته وأفكاره التي تتناسب مع العقلية الثقافية السائدة في ذلك المجتمع...
وتغير الجوانب السلبية في العقلية الثقافية السائدة في المجتمع بحاجة إلى جهد جاد ومركز لتغيير المفاهيم الخاطئة قبل معالجة الممارسات...
لعل الإجازة السنوية تشكل فرصة حقيقية لاختبار تلك القناعات خصوصا أننا نملك فرصة العودة إلى بلد الابتعاث ومحاولة التقييم الحقيقي ومراجعة الأسباب التي أدت إلى فشلنا في التمسك بقناعاتنا "لفترة قصيرة" فربما أن القناعة نفسها فيها خلل لم ننتبه له أو لعل الوسيلة التي عبرنا بها عن تلك الفكرة لا تنسجم مع العقلية السائدة...
أخيرا فإن كلامي هنا يركز على الأفكار الإيجابية التي تتفق مع ديننا الإسلامي و الذي من أساسياته "الحكمة ضالة المؤمن أنا وجدها فهو أحق بها"...
كما لا يفوتني تذكير نفسي وأخواني المبتعثين , بحاجتنا لمجاهدة أنفسنا لنتخلص من القيم السلبية التي تسربت إلينا خلال وجودنا في بلد الابتعاث خصوصا ما ألفناه من مناظر المعاصي...
والله اسأل أن يجعلنا دعاة حق وهدى وان ينفعنا وينفع بنا...

  • لمزيد من دروس الغربة من هنا


الأربعاء، نوفمبر 19، 2008

سلام ومصالحة ..... معها

بسم الله الرحمن الرحسم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...


هذا اليوم لكِ وحدكِ , لن أكلم غيركِ ولن أفكر بسواكِ...

أنت التي كنتُ أتوهم أني أعرفكِ وازعم أني أملككِ...

وقد كان ذلك وهماً احمد الله الذي أبعده عني...

فكرت وسأفكر كيف أروضك لأحقق رغبتي وأحقق مرادي...

أتيتكِ اليوم قائلا :


ألقيــــت بين يديــــكِ السيف والقلــــم

أرجو رضاكِ الذي أعلو به القمــــــم


جئتك اليوم أريد الصلح... أريد السلام... فبدون المصالحة سنظل مفترقين بل متضادين, كل منا يبحث عن ذاته ويسعى لتحقيق رغباته وشهواته...


أريد أن أصل معك للحد الأدنى من التوائم والانسجام فقد تعبتُ مثلكِ بل ربما أكثر...

لقد أيقنت أن انطلاقي لوحدي دون دعمكِ لن يوصلني لما أريد...


كنت أزعم أني أجيد تحديد الأهداف ورسم الخطط لكني اكتشفت أنك من يملك المفتاح لتحقيقها والعزيمة على تنفيذها, فبدون مباركتك سأضل أسبح عكس التيار...


أنا أطلب منك أن تكوني صريحة معي ولك مني أن أكون كذلك...

اطلب منك أن تعطيني فرصة أخيره أُصلح فيها ما قد أفسدتُ وأحاول ترقيع بعض ما خرقت...


أريد أن أكشف أسرارك وأسبر أغوارك فأنا أحس أنك كائن جديد بالنسبة لي أريد أن اتعرف عليه وافحص كل جزء فيه لأفهمه بعمق...

اخبريني عن ما يرضيك ويسليك...

دليني على ما ينشطك ويقويك ...

وخذي وعدا مني بأن ابذل جهدي لتحقيق ما تريدين ما استطعت إلى ذلك سبيلا...


صارحيني وقولي لي ما الذي يكدر صفوك ويعكر مزاجك...

وخذي المواثيق عليَ ألا أعود إليه أو اقترب منه...

صارحي.....


عفوا عفوا يا حبيبي!!!

هل أنا في حلم ؟ هل أنت أنت؟ هل أنت من أعرف؟

لقد عرفتك قاسيا جافا, فكيف خرجت من لسانك هذه العبارات...

لم أكن أظن أن هذه العبارات موجودة في قاموسك أصلا...

لقد مضى زمن طويل وأنا أنتظر عطفك وحنانك حتى فقدت الأمل في وجودهما...


مللت منطقيتك وتحليلاتك...

مللت تحميلك للأمور أكثر مما تحتمل...

مللت كثيرا من الكلام لا افهمه ولا اعرف معناه...

مللت لماذا فعلتِ ولماذا تمنيتِ ولماذا ولماذا...


أريد أن أتحرر من قيودك...

أريد أن أعيش حياة بسيطة كأمثالي...

أريد أن ....


مهلا مهلاً يا حبيبتي...

لقد جئت اطلب الصلح ولم آتيك مستسلما...

ولا أريد هنا أن اسرد لك تلك القائمة الطويلة مما مللتهُ منك ,فقد رددتها حتى حفظتيها...


لنفتح صفحة جديدة ولنتصالح...

وهذا وعد مني أن أحاول إشراكك معي في كل شيء وأن أكافئك على كل إنجاز...


حبيتي,,, أريد منك أن توقني بان الباعث على كل ما أقوم به هو حبي لك وحرصي عليك...


يا نور عيني,,, لا أريد أن ننشغل بالشهوات العابرة والنعيم الزائل عن الراحة الأبدية والنعم المقيم...

أسمحي لي يا روحي أن أساعدك في الوصول إلى تلك الراحة الحقيقية فنصيبك فيها اكبر من نصيبي...

ارجو....


اسمح لي يا حبيبَ القلب و قرة العين أن اعترف لك ...


فكل ما كنت انتظره منك هو بعض من هذا الكلام الذي لا أملك معه إلا أن أطيعك في كل شيء...

يا حبيبي هذا المفتاح الذي أريدك أن تتعامل معي من خلاله وابشر بما يسرك...

وضح لي ما تريد ومنني بما سيكون فانا اطرب لذلك ولا أملك نفسي أمامه...

أنا لا أحمتل أن تمنعني مما أريد دون مبرر مقبول لدي أنا وليس لديك أنت...


حبيبتي...

بشرك الله بالخير وأنت كذلك ابشري بما يسرك...

فقد كنت اعتقد أن قدرنا أن نعيش في عراك دائم...


لكني الآن على قناعة بأننا إذا استعنا بالله أولا وجاهدنا في سبيل هدفنا فسنصل إلى ذلك الوفاق الذي نريد ...


ليس لنا خيار آخر وليس هناك طريق سواه...

فلن يرتاح أي منا وليس هناك رابح في هذا الصراع...


من اليوم وصاعدا سأعقد سلام معك...


لقد تعلمت كثيرا وقرأت كثيرا عن السلام مع الآخرين وحسن التعامل وحسن العرض والطلب لكني لم أتعلم أن أتصالح معك "مع نفسي"...


اعترف لكي بأنني أيقنت بعدم قدرتي على السير في هذا الطريق وحدي...

ولذالك أنا اطلب منك بل...


أرجوك أن تساعديني...

أرجوك ... أرجوك...


فراحتك أريد وسعادتك اطلب


· حوار بين العقل والعاطفة