بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله...
هنا على زاوية المكتب نظرت إليه ...
تأملته ... أحسست بالشفقة ... فقد أصبح هزيلا لدرجة تثير العطف...
لعل شفقتي في هذه المرة هي أحساس بالذنب على سنين مضت وأنا استمتع بتمزيقه...
بل كثيرا ما كنت أُقلب صفحاته قبل الأوان...
في هذه المرة لم اعد أجد تلك اللذة...
بل إني أُغالب النوم حتى لا أجدني مضطرا لنزع ورقة جديدة من هذا الجسم النحيل في اليوم التالي...
مع أني سأسافر غدا إن يسر الله الى وطني وأهلي فلماذا لا اريد أن أنزع هذه الاوراق... لا أدري لماذا ؟
ألست مشتاقا لرؤية أهلي؟
بلى.... أنا في أشد الشوق لذلك...
إذا ما السبب؟
لعلي اشعر بأنها عامين ستنتهي وليس عاما واحدا (1429 هـ و 2008 م )...
بل لعلي لا أريد أن أودع العقد الثالث من عمري ففيه كانت أجمل الأيام وأسعدها والحمد لله...
أكاد لا أصدق أني سأطوي غداً عامي الدراسي الرابع هنا في استراليا...
لقد مرت سريعة جدا ...
طويت صفحاتها بسرعة كبيرة ...
طويت على ما فيها من تقصير وإحسان...
فكم صفحة طويت دون أن أودعها ما يسرني أن ألقاه يوم العرض؟
بل كم صفحة سودتها بالأخطاء والآثام ؟
اسأل الله بعفوه ومنه و كرمه أن يتقبل الإحسان ويعفوا عن التقصير والعصيان...
هكذا هي الحياة ...
تمر السنين...وتنقضي الأعوام ... والله المستعان وعليه التكلان ...
يا الله... عفوك ورحمتك ...
فهذه أيام عمري تتساقط ... وصفحات من كتابي تطوى يوما بعد يوم...
أريد أن أوقف الزمن...
قف أرجوك ... أرجوك أمهلني لألتقط أنفاسي وارتب أوراقي ...
لم كل هذا الاستعجال ؟
هل سئمت تفريطي فيك ؟
أم هل أثقلتك بذنوبي وآثامي؟
احمد الله أن أشفقت عليك قبل فوات الأوان ... علني أتدارك ما بقي و أشفق على نفسي...
فما زالت أوراقك - مع قلتها - تحمل خير أيام السنة على الإطلاق بشهادة محمد بن عبد الله عليه أفضل صلاة وأتم تسليم...
إنها عشر ذي الحجة وفيها يوم عرفة ويوم النحر...
لعلها الفرصة الأخيرة لأشفق على نفسي لا عليك...
أمامي فرصة حقيقية إن يسر الله في بر والديَّ وصلة أرحامي...
كما أن هناك إخوة أحبهم - وأحسب أنهم يبادلونني ذلك - وسأبذل جهدي للتواصل معهم وتمتيع بصري و سمعي برؤيتهم وسماع كلامهم...
سأجاهد نفسي لأفعل الخير وأكف قدر المستطاع عن المعاصي علَّ الله أن يرحمني .. ويقبل مني .. ويبارك لي فيما بقي من عمري...
سأكثر من الاستغفار ... فطوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً...
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك, وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت, أعوذ بك من شر ما صنعت, أبوء لك بنعمتك عليّ, وأبوء بذنبي, فاغفر لي, فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
- لمزيد من الخواطر