السبت، يناير 24، 2009

تشي غيفارا نهاية بطل .. وميلاد أسطورة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...

خلال زيارة عابرة لمكتبة جرير لفت نظري كمٌ من السير الذاتية لأشخاص أعرف أسمائهم - فهم ممن أحدث تغيرات جوهرية في خريطة العالم في القرن الماضي - وإن كنت أجهل تفاصيل حياتهم ...

ما شجعني على شراء بعض تلك الكتب هو حجمها الصغير نسبيا مما يعني أن قراءتها لن تأخذ الكثير من الوقت وستعطي معرفة لطرفا من تاريخهم بل وتاريخ شعوبهم …

سأشاركك أخي الكريم بتلخيص بسيط لأهم ما وجدت في تلك الكتب...

من تلك الكتب :

wh_10055375

العنوان: تشي غيفارا نهاية بطل .. وميلاد أسطورة

المؤلف: فريد الفالوجى . حسن حمدي

الناشر: ار الكتاب العربي للنشر والتوزيع, 2007

عدد الصفحات: 320

يتحدث الكتاب عن نشأة تشي في الأرجنتين ورحلته قبل تخرجه من كلية الطب والتي شملت كثير من دول أمريكا الجنوبية واستفاد منها طبيا وثوريا …

ثم عاد للأرجنتين إلى أن تخرج طبيباً…

شارك في الثورة الكوبية وتدرج في الجهاز العسكري الكوبي إلى أن أصبح وزيرا ومثل كوبا في كثير من المحافل الدولية…

مل ذلك الثائر من النعيم والراحة فسافر إلى إفريقيا للمشاركة بنقل تجربته الثورية ولكنه باء بالفشل في الوسط الجديد الذي لم يجد التعامل معه خصوصا مع وجود الفوارق الثقافية و صعوبة التواصل أضف إلى ذلك ضعف الالتزام من المواطنين وانغماسهم في الخمور واللهو…

عاد بعدها أدراجه إلى أمريكا الجنوبية ولكن إلى بوليفيا هذه المرة ليموت في نهاية غامضة بعض الشيء…

يوجد في آخر الكتاب بعض الوثائق والصور لمراحل مختلفة من حياة جيفارا …


السبت، يناير 03، 2009

معادلة التغيير

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله...


مع بداية عام جديد وقد اعتدنا الاستغناء عن أوراق تقويم منصرم لاستبدالها بأوراق جديدة لنمزقها.

في كل عام أقف متأملا لتصرم السنون والأيام. في بداية العام الماضي 1429هـ وقفت مع معادلة التغيير وارتباطها ببداية العام وحاولت البحث في القران وازعم أني وجدت رابطا....


إن أول عبادة نمارسها مع بداية العام هي صيام يوم عاشوراء ....


إننا نعلم ارتباط هذه العبادة بنجاة موسى عليه السلام من عدو الله فرعون (انتصار المستضعفين على الطغاة), وقد حاولت أن أُراجع هذه القصة في القران ولعل ابرز المواضع التي تتكلم عن هذه المعركة بتفصيل زمني جاء في سورة القصص.....


وإذا قرأنا فواتح هذه السورة نجدها تبدأ بقوة. وفيها قدر كبير من المفاصلة والوضوح في بيان إرادة الله عز وجل فلنقرأ قول الله عز وجل:

{طسم، تلك آيات الكتاب المبين، نتلوا عليك من نبأ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون، إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين، ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون}


إذا فإرادة الله عز وجل قد تمت ولكن العجب ما يأتي بعد هذه البداية القوية فلم يقل الله عز وجل فأغرقناه وجنوده أو فخسفنا به الأرض أو فأنزلنا عليهم رجزا من السماء

وإنما قال :

(واوحينا الى ام موسى ان ارضعيه فاذا خفت عليه فالقيه في اليم)


يا الله .......


إن المنقذ والمخلص المقترح لا يزال في المهد....

وفي زمن إعداد هذا المنقذ لم يتغير شي ففرعون ماضي في ظلمه وعدوانه وذلك بعلم الله وحكمته....

فهناك سنن في الحياة لا تتغير ولا تتبدل فلابد للتغيير من زمن ولابد للنصر من اعداد يتطلب عشرات السنين......


في قصة موسى عليه السلام نجد أن موسى عليه السلام بعد أن تربى في بيت فرعون ورأى الظلم والقسوة مع ما صاحب ذلك من حياة مترفة وبعد عن المشقة ومخالطة للناس بتلقائية احتاج هذا المنقذ (أن يحصل على منحة دراسية)......


ليتخلص من تراكمات عيشة القصور القائمة على الترف والتعالي وظلم الناس .......

فتهيأت الأسباب بعلم الله وقدرته لهذه التجربة الضرورية لاكتمال شخصية القائد المنقذ ....

" ولما توجه تلقاء مدين" ......

"قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ " .

موسى عليه السلام يرعى الغنم ....!!

و الظلم قائم مستمر ..!!

عشر سنوات على أرجح الأقوال كلها بعلم الله وتدبيره لم يضع منها يوم .....

كما قال الله عز وجل (ولتصنع على عيني) ( ثم جئت على قدر يا موسى) فصناعة القادة هي من أعقد الصناعات على وجه الأرض....


إن التخلص من تراكمات الماضي و مسلمات الوسط الذي يعيش فيه الإنسان يحتاج إلى جناحين ....... غربة عن ذلك الوسط .... وزمن كفيل بالتغيير .....



وبعد أن نجا الله موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده وخرج بهم إلى الأرض المقدسة وأبو أن يدخلوها وقالوا:

( فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ )

عوقبوا على هذا النكوص والتخلي عما كلفوا به ( فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ) لتتحقق معادلة التغيير.....


فهذا الجيل الذي تربى في زمن الذلة والهوان وألفهما يحتاج إلى سنين طويلة وبيئة مختلفة (جناحي تغير القيم إن صحة التسمية)

للتخلص من هذه الصفات التي خالطت شغاف القلوب وأصبحت ملتصقة بها.....


بل حتى موسى عليه السلام القائد المخلص مات في زمن التيه لتتم عملية التغير بشكل عميق ويتعود الجيل الجديد على قيادة نفسه بقادة من الذين تربوا في الوسط الجديد المتحرر من قيود الماضي...


نخلص من هذه القراءة البسيطة مع بداية العام إلى معادلة التغيير إن صحة التسمية والتي حددنا لها جناحين هما تغيير الوسط والزمن الكافي للتغيير...


فمجتمعاتنا العربية من اقل المجتمعات مراعاة للزمن...


فالكل يتحدث عن الحلول السحرية والتغيرات النوعية دون توضيح لحقيقة مهمة تسبق وترافق بل وتتبع كل عملية تغيير وهي ضرورة وجود الجد والاجتهاد والمثابرة والصبر والدموع وأحيانا الدماء فبدون ذلك ستكون وعود تتكرر وأماني وأحلام نتسلى بها ولن نجني منها شيء ...


زمن + وسط جديد = تغيير حقيقي


ولا أنسى تذكيركم بصيام يوم عاشورا والدعاء لإخواننا في غزة تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال...



روابط ذات علاقة:

الخميس، يناير 01، 2009

ماذا حدث للمصريين؟

758

العنوان: ماذا حدث للمصريين؟ تطور المجتمع المصري في نصف قرن

المؤلف: جلال أمين

الناشر: دار الشروق، الطبعة السادسة، 2008

عدد الصفحات: 188

يقدم لنا جلال أمين أستاذ الاقتصاد قراءة للحَراك الاجتماعي الذي حصل في مصر خلال الـ 50 سنة الماضية ويقوم بتتبع ذلك من خلال عدة نماذج لهذا الحراك...

ولعل أبرز ما في الحراك الاجتماعي يظهر من خلال النظام الطبقي وتحطمه بعد ثورة 1952 م…

كما يقدم عرضا للتعصب الديني السائد في فترة من الفترات وما حل بالبلاد من موجة تغريب شملت كل نواحي الحياة ...

ثم ركز على التغير الذي طرأ على خدم المنازل من حيث تغير مرتباتهم و أصولهم الإجتماعية التي يأتون منها كمثال للتغير الذي مس المجتمع المحيط بهم…

كما أن تغير النظرة للوظيفة الحكومية يُعتبر في وجهة نظر الكاتب من النقاط المفصلية في التاريخ الاجتماعي المصري …

ولم يغفل الكاتب تغير مركز المرأة الاجتماعي في مصر بل إنه يعتبره الجانب الأكثر تغيرا في السنوات الخمسين الماضية…

أما موقف الناس من اللغة العربية واستخدامها فقد مسه ما مس غيره من الجوانب السابقة…

ومن مسببات أو مؤشرات الحِراك في الفترة الماضية ضاهرة الهجرة ونوعية المهاجرين في بداية طفرة النفط في الخليج والتي ألقت بظلالها على المجتمع المصري وأثرت في التركيبة الاجتماعية بشكل واسع…

كما نجد أن السيارة الخاصة وما تعنيه للمصريين يعتبرها الكاتب من مؤشرات ذلك الحراك…

أفرد الكاتب صفحات للحديث عن كيف تتم افراح الأنجال وأين تقضي العائلة المصرية صيفها …

بل حتى الغناء والسينما تغير من حيث الكم والنوع متماشيا مع الوضع الجديد…


وكاقتصادي عرج على الاقتصاد المصري من الناحية البحثية ثم ختم بعرض التحول إلى ثقافة السوق في المجتمع …


ما شدني في الكتاب هو إحساسي بأنه بالقدر الذي يتحدث فيه عن ماضي مصر هو يتحدث عن الحاضر والمستقبل القريب في السعودية



كما أن هناك قراءات أكثر إسهابا على الرابطين أدناه….

المفكر جلال أمين يشرح "ماذا حدث للمصريين ؟ لشيماء عيسى

قراءة في كتاب: ماذا حدث للمصريين؟ أضواء كاشفة على حال المجتمع المصري في نصف قرن