الجمعة، أكتوبر 01، 2021

فصل جديد في مدرسة الحياة !

 


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد,,,

أنهي اليوم 30.9.2021 رحلة  امتدت لقرابة ال 19 عاماً كموظف في القطاع الحكومي والتي أمضيت ال 6 سنوات الماضية منها في منظومة مهمتها خدمة المواطنين على كافة رقعة الوطن من خلال تقديم الحلول السكنية الملائمة. 

جمال هذه التجربة أنها كانت في واحد من أنجح برامج الرؤية وفق ما ذكره قائد الرؤية المباركة سمو ولي العهد حفظه الله وبارك جهوده.

بفضل الله ومنته كانت سنين مليئة بالتحديات والعطاء والأخوة الصادقة والمنافسة على تقديم ما ينفع بقيادة رجل نبيل نذر نفسه لخدمة هذا البلد (معالي الأستاذ ماجد الحقيل) فهو يعمل ليل نهار وبحماس لا يفتر للخروج بأفضل النماذج وأسرع الحلول وأدوم الاستراتيجيات للوصول لتنظيم وتيسير بيئة إسكانية مستدامة، وبرفقة ثلة مباركة من أبناء الوطن المخلصين الذين سخروا أنفسهم للخدمة العامة وبذلوا ويبذلون زهرة شبابهم راضية بذلك نفوسهم الكريمة. 

كُلف ذلك القائد الفذ بقيادة ملف أكثر تعقيداً وتأثيراً "وزارة الشؤون البلدية والقرية" ثم ضمت لها "وزارة الإسكان" ويسر الله لي أن نلت شرف تجربة جديدة بالخدمة في هذه الوزارة التي تلامس كل جوانب الحياة لكل من يعيش على أرض هذه المملكة الحبيبة بل وحتى الجمادات وكانت تجربة ثرية ماتعة رغم قصرها.

اتسمت تجربتي بالتعلم والتعليم المستمر لنفسي ولمن حولي حيث يسر الله بناء فريق مميز ومبدع استطاع إحداث الفرق وصناعة الأثر في هذه المنظومة المباركة وفي هذا الوطن المعطاء. 

الحمد لله أشعر بالفخر والغبطة بما تحقق ومتطلع لخوض تجربة أخرى في القطاع الخاص أستمر فيها تلميذاً متعلماً في مدرسة الحياة وإن كنت متيقناً من أني سأفتقد العمل مع قائد ملهم وزملاء داعمين و محبين وفريق يدفعك للنجاح دفعاً.

ستحتفظ الذاكرة بكثير من اللحظات الجميلة والأشخاص الرائعين ونستمر في سعينا في هذه الدنيا آملين من ربنا عز وجل دوام الستر والتوفيق والمعونة وأن يقبل قليلنا ويتجاوز عن تقصيرنا.

ح س ن

الخميس، سبتمبر 30، 2021

صناعة القادة أم استيرادهم !

 



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وبعد,,,
كانت الأيام القايلة الماضية من أسعد الأيام في حياتي المهنية فقد وقعت عددا من المستندات هي الأجمل في تجربتي المهنية. لم يكن عقداً جديداً أو طلباً يخصني بل قرارات بتكليفات متعددة في الإدارات التابعة لوكالة وزارة الإسكان للشؤون الفنية (الوكالة التي أتولى قيادتها)، كلها لشباب من داخل المؤسسة كانوا قبل ثلاث سنوات يشعرون بالخوف في بداية حراك التغيير داخل المؤسسة (كما هو في غالب الجهات الحكومية) ويشعرون بضبابية حول مستقبلهم المهني. واليوم مع اقتراب اتمامي لعامي الثالث في مهمتي استطعت بتوفيق الله وفضله أن أحقق هدف وضعته نصب عيني بمجرد تكليفي بقيادة هذا الفريق، وهو صناعة قادة من داخل المؤسسة فرغم الصلاحية الكبيرة التي امتلكها في التعاقد على العقود الاستشارية التي أديرها وبمبالغ مجزية وبرغم تنوع واتساع علاقاتي المهنية بعدد من المميزين، رغم هذا كله لم أسعى لاستقطاب كفاءات من خارج المؤسسة بل اخترت الطريق الأصعب ولكنه الأعمق وهو الاستثمار في شباب المؤسسة.

كانت الرحلة شاقة لكنها ممتعة فقد كنت أرى الفريق ينمو يوما بعد يوم والطاقات تنبعث والابداع والثقة في النفس تزداد. كانت هناك تحديات وستستمر لكنها ممتعة ومحفزة.

يعتقد بعض القادة المنضمين حديثاً للمؤسسات أن الحل في استقطاب كوادر جديدة وبمزايا مالية عالية متجاهلين الأثر السلبي الذي يحدثه مثل هذا الإجراء من شروخ داخل المؤسسة وتوليد حزب ممانعة داخل المنظومة. إن أبناء أي مؤسسة فيهم من لديه الخبرة المتراكمة والدروس المستفادة التي لن تجدها لدى الأشخاص الجدد مهما كان تميزهم. ستواجه في كل مؤسسة خامات مميزة بحاجة إلى الثقة والتوجيه وستجد فيهم ما يبهرك.

الشباب الذين انتقلوا من الصف الخامس إلى الصفوف الأولى باستحقاق وليس بالمجاملة أو الاستلطاف لم يكونوا بالضرورة الأكثر طاعة أوالأقل معارضة بل بالعكس ستجد فيهم صاحب الحجة والعنيد والمزعج وهذه صفات مهمة اذا أردت فريقاً قوياً وليس ببغاوات تردد ما تقول فأنت كقادم جديد قد تعتقد -خطأ- أنك تملك حل لكل مشكلة فتكون أحوج لمن يخبرك بأن هذا المقترح قد جُرب من قبل وأثبت فشله لأسباب منطقية.

وصيتي لنفسي واخوتي بالاستثمار في كل من حولنا بالتوجيه والصبر وإعطاء الفرصة فهذا ما كنت تحتاجه في بداية حياتك المهنية وما أجمل أن تعطيه لمن حولك وسترى ما يسرك بإذن الله.

ح س ن
4/4/1440
13/12/2018
الرياض