الشعر ديوان العرب

Publish Post

بسم الله الرحمن الرحيم

الشعر ...

متعة الأديب , وذوق البلاغي , وحجة المفسر , وسند الأصولي , ودليل الفقيه , وشاهد النحوي , ووثيقة المؤرخ , وخارطة الجغرافي ,

ثم هو بوح عاشق , وحنين غريب , وانين فاقد , وبهجة واجد , ومرثية عزيز , وآهة ملتاع , وتجربة حكيم.

إن بيت شعر واحد قد يصور لك المعنى بشكل معبر ومختصر وهو لا يخلوا من حكمة حملها هذا البيت إما انعكاس لحكمة الشاعر نفسه وفي أكثر الأحيان لحكمة شاعت في زمانه فحفظها لنا بتعبير جميل وبقالب مميز.

كم من بيت شعر ثبت جبانا وجود بخيلا, كم هي الأبيات التي كانت أنسا للمحبين وسلونا للمفجوعين, كم من منظومة سهلت حفظ متن ولخصت أصول علم. انه ديوان العرب, يعبر عن مكنونات النفوس , ويدخل إلى القلوب والعقول بلا استئذان بأفكاره الصحيحة منها والخاطئة.

كثيرا ما يبدأ نقاش في موضوع ما..... فيه أكثر من وجهة نظر فينبري لك احد المتحاورين قائلا الم تسمع قول الشاعر (....) مستدلا ببيت شعر ويعتبره دليلا قاطعا.. وحجة لا تقبل النقاش...

إن الشعر هو عبارة عن كلام حسنه حسن و قبيحه قبيح وبهذا جاء الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال :

( الشعر بمنزلة الكلام ما كان منه حسن فهو حسن وما كان منه قبيح فهو قبيح ) رواه النسائي .

ولأن أذن العربي لا تزال تطرب للشعر فإن حفظ الشواهد الشعرية لمكارم الأخلاق والحكم المشهورة يزيد من قدرة المثقف على الإقناع ويقوي حجته لكن الاتكال على شواهد شعرية غير مقطوع بصحة ما ورد فيها بل في أحيانا كثيرة تخالف عقل صريحا أو نقلا صحيحا لا يعطي للمستشهد بها أكثر من مظهر خادع لا يسمن ولا يغني من جوع إلا عند الجهلاء وأنصاف المثقفين.

للأسف فقد امتلأت ثقافتنا العربية ودواويننا الشعرية بالكثير من الأبيات التي تكرس معاني خاطئة وللأسف أننا نردد الكثير منها دون تدقيق فيما تحمله من معاني سلبية لا تصمد أمام الباحث المتجرد.

إن استسلامنا لنفسيات الشعراء المريضة منها والمتكبرة. المتهورة منها والمتشائمة والمقدسة للأنا , يجعلنا أسرى لهذه النفسيات نتقمص شخصياتها ونحاكي أمراضها فتنتقل إلى نفوسنا ونحن لا نشعر.

الجمعة 9/3/2007 الموافق 19/2/1428هـ

الرياض

روابط ذات علاقة :

• مزيد من الخواطر
• مصدر الصورة