الأربعاء، أغسطس 13، 2008

9%

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ...

9% ليست زيادة في مكافئات المبتعثين ولا في رواتب اعضاء هيئة التدريس وليس لها علاقة بالكادر الهندسي الجديد...

بل رقم يعرفه الموظفين جيدا...

أنه مقدار ما يؤخذ من دخلهم الشهري من قبل التأمينات الاجتماعية أو المؤسسة العامة للتقاعد...

هذا الرقم ارتبط بخاطرة تكررت علي وأنا أرى إلتزام الناس هنا - من مختلف الأعمار- بممارسة أنواع مختلفة من الرياضة...

يلتزمون بها في الحر وفي البرد, في أيام العمل وفي الإجازات...

انتظاماً يفوق انتظامنا في أي عمل حتى في صلاتنا...


فما هو الباعث والدافع لهذا الانتظام والالتزام؟

لعله الإدراك الكامل للحاجة لبذل جزء من الوقت والجهد لتأمين المستقبل...

فهم ونحن نبذل جزء من دخلنا المالي لتأمين المستقبل المالي...

وكذلك هم يبذلون جزء من الوقت والجهد لتأمين المستقبل الصحي!!!

ولذلك تجد أن معدل أعمار المتوفين عندهم أعلى من المعدلات الموجودة في بلادنا , فضلا عن أن ما بعد الستين في بلداننا غالبا ما يكون في صراع مع المرض وتردد على المستشفيات...

إن ما بعد الستين في المجتمع الغربي عمر ذهبي لتلخيص التجربة وكتابة المذكرات والاشتغال بالاعمال الخيرية و و و ...

على سبيل المثال جاري في المكتب عمره 65 سنة وهو للتو بداء في دراسة الدكتوراه...

قد يقول قائل إن الأعمار بيد الله...

وهذا أمر مقطوع به ولا خلاف عليه...

ولكن أليست الأرزاق بيد الله أيضا...

فلم نجد أرزاقهم أوسع كما أن أعمارهم أطول !!

إنها سنن الله في هذا الكون لا تحابي ولا تجامل فمن أخذ بتلك السنن خدمته وتحققت له بغض النظر عن لونه أو عرقه أو حتى دينه...

من يهمل صحته سيصاب بالمرض وحتى إن طال عمره فهو مع المرض والأدوية...


فشتان بين من يقضي سنواته الأخيرة بصحة وعافية يعبد الله ويفيد من حوله خصوصا ان دافع اللهو قد زال والتعلق بما عند الله قد زاد...

شتان بينه وبين من يقضيها قعيدا حسيرا على فراش المرض...

فما للمرء خير في حياة ** إذا ما عد من سقط المتاع

اعتقد أننا نحتاج أن نستثمر 9% من أوقاتنا وطاقاتنا لنحقق هذه السنة الإلهية...


وأخيرا فما أجمل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:


{ اللهم متعنا بأسماعنا ، و أبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ، و اجعله الوارث منا}

اللهم آمين...


هناك تعليقان (2):

  1. سلام الله عليك أبا المعتصم و أحتفي حقاً بهذه الكلمات و آمل منك أن تضرب أمثلة بأشخاص مسلمين و من المملكة نجحوا في الموضوعات المطروحة. أعرف عدداً من الزملاء بل من كبار المشايخ يداومون على المشي و الرياضة حتى في أسفارهم رغم كثرة أشغالهم و تقدم أعمارهم
    كما أن الشيخ عمران إمام جامع ساحل الذهب مثال جيد لهذا النوع من الناس عامة و المسلمين خاصة.
    لعلك تتحدث مستقبلاً عن أساليبنا في الطعام و أنواعة الضارة و عدم الاستفادة منه و عاداتنا الغذائية السيئةو التي لا بد من تغييرها لنكون شعباً أكثر شباباً و نشاطاً و أسلم عافية. و بالمناسبة نحن من أعلى الدول في الإصابة بمرض السكري و النسبة في المملكة فاقت 30%. الله المستعان و عاش قلمك لنشر الحق والخير و الحب و السلام.
    أحمد

    ردحذف
  2. مشكور اخي احمد على تعليقك

    ولكن اي احمد انت؟


    حفطك الله ورعاك

    ردحذف