بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد,,
فرغم الهجرة والتضحية بكل غال ونفيس, إلا انه ليس هناك في الدنيا ما يمكن أن يكون ثوابا لذلك...
فأنضر إلى الأنصار في بيعة العقبة الثانية وهم يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يعدهم بغير الجنة فيقبلون البيعة فرحين وهم يقولون :
لم يعدهم بالتمكين في الأرض ولا بأن يسودوا العرب والعجم...
وإن كان كل ذلك قد تحقق إلا انه خارج البيعة, بل هو زيادة من الله عز وجل لمن صدق...
فإعداد الجيل الأول كان يتطلب إخراج الدنيا من قلوبهم جملة وتفصيلا...
وأن يكون مقياسهم وأملهم أن يكفر الله سيئاتهم ويضاعف حسناتهم...
فإن تحقق لهم ذلك فهوا أغلى ما يصبون إليه...
أما الدنيا الفانية فبذلها أولى عندهم من تحصيلها وإن ملكوها فإنما هي مطية يستخدمونها ولا تستخدمهم...
إن لله عبـــــــــــاداً فطنـــا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنـا
نظــــروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحى وطنـــــا
جعلــوها لجــــةً واتخـذوا
صالح الأعمال فيها سفنـا
ولكن حتى لا تتأثر قلوب المؤمنين من مظاهر التمكين التي قد يرونها في أعدائهم, نجد هذه الآية تقف جوابا لكل زمان ومكان يكون فيه الباطل له صولة وجولة...
لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)
لا تغتروا بهذا التمكين المؤقت ولا تتطلع إليه أنفسكم فهوا لا يساوي شيئا...
ثم بينكم وبينهم العواقب في الآخرة...
ثم يعزز معنى التعلق بالاخرة مرة أخرى...
نزلا من عند الله وكفى بها عظمة...
فالعظيم لا يعطي إلى عظيما...
رزقنا الله جميعا ذلك النزل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق