الأربعاء، سبتمبر 10، 2008

الثلث و الثلث كثير



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,

عشرة ايام وإحدى عشرة ليلة قد إنقضت من رمضان.


ترحـــل الشهر وا لهفاه وانصرما
واختص بالفوز بالجنات من خدما

من فاته الزرع في وقت البدار فما

تراه يحصد إلا الهــــم والندمـــــا


قبل رمضان كان يمني نفسه بإدراكه ويسأل الله أن يمن عليه ببلوغه. حاول أن يستعد له ويخطط لاستغلاله. سمع كثيرا من المحاضرات وقرأ بعض المقالات المحفزة لاستغلال هذا الشهر الكريم.


نقف معه اليوم وقفة محاسبة فقد مضى من الشهر ثلثه.


"الثلث والثلث كثير"


كم من الساعات الفاضلة قد فاتته وكم من النفحات الإيمانية قد فرط فيها. حتى لا نظلمه، لعله أدرك بعضها ولكن هل حقق ما كان يصبوا إليه. هو نفسه يعترف ويقول "ليس بعد".


اعتاد مع كل غروب شمس من أيام رمضان تذكر كلمات لابن رجب رحمه الله في وداعه لرمضان وهو يقول:

"يا شهر رمضان ترفق، دموع المحبين تدفق، قلوبهم من ألم الفراق تشقق، عسى وقفة الوداع تطفئ من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ما تخرق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يطلق، عسى من استوجب النار يعتق،


عسى وعسى من قبل يوم التفرق

إلى كل ما نرجو من الخير نرتقي

فيجبر مكســـور ويقبل تــــــائـب

ويعتق خطــــاء ويسعد من شقــي"



بعد انقضاء الثلث الأول بهذه السرعة أحس أن الأيام أسرع مما كان يتخيل وان الساعات تسابقه فلابد من مضاعفة الجهد ومحاولة الابتعاد عن ما يضيع وقته ويخرجه عن روحانية الصيام.


يسأل نفسه قائلا كم من الساعات قضيتها مع القران وكم آية استوقفته؟ و كم تكبيرة إحرام قد فاتته بل كم صلاة لم يصلها مع الجماعة بل وبكل أسف كم يوما صلى الفجر بعد شروق الشمس؟


إذا كان هذا التفريط في رمضان فكيف سيكون حاله في غيره . يرى أن رمضان هو الفرصة الحقيقية لبلوغ اعلي قمة إيمانية. فما بعد رمضان نزول في اغلب الأحيان إلا إذا منَّ الله عليه بالحج أو ببعض أيام تمر خلال العام على استحياء. لقد إعتاد أن يجني ثمار رمضان خلال العام إلى أن يَمُن الله عليه بأن يدرك رمضاناً آخر فيحاول معاودة الوصول إلى تلك القمة من جديد.


هو يعلم أن من اجل نعم الله عليه بعد الإسلام أن يدرك رمضان صحيحا معافى، غنيا مُيسراً. فهل سيكون حاله فيما بقى من الشهر أفضل مما مضى، فهو إلى الآن يشكو أن الطريق للقمة ما يزال طويلا والأيام عجلى والساعات في سباق.


أسأل الله له التوفيق ليبلغ قمته واردد معه:


دع البكاء على الأطلال والدار

واذكر لمن بان من خل ومن جار

وذر الدموع نحيباً وابك من أسف

على فراق ليـــال ذات أنــــــوار

على ليال لشهر الصوم ما جُعلت

إلا لتمحيص آثـــــــــــام وأوزار

يا لائمي في البكاء زدني به كلفاً

واسمع غريب أحاديث وأخبـــار

ما كان أحسننا والشمل مجتمع

منا المصلي ومنا القانت القاري


اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا.




روابط اخترتها لك:

هناك 7 تعليقات:

  1. نسأل الله ان يتقبلنا بقبول حسن وان يعفو عن تقصيرنا فهو ارحم الراحمين

    ردحذف
  2. بوركت أبا المعتصم ...

    خاطرة ولا أروع .. وليس غريب أن تكون بهذه الروعة وقد خطتها أنامل بارع مبدع، فجزاك الله كل الخير.

    أسأل الله أن بتقبلنا ووالدينا وجميع المسلمين في هذا الشهر الكريم
    وأسأله سبحانه أن يعتق رقابنا ورقاب والدينا والمسلمين من النار

    محبك/ أبو عبدالرحمن

    ردحذف
  3. جزاك الله خير الجزاء ابا المعتصم خاطرة جميلة وفقك الله لما يحبه ويرضاه

    ردحذف
  4. بارك الله لنا فيما تبقى من رمضان ونسأل الله أن يجزي أعمالنا في الأيام التي انصرمت بالقبول والعتق من نيرانه ...

    تحياتي
    وئام

    ردحذف
  5. جزاك الله خير أخي الحبيب أبا المعتصم ,,,
    نسأل الله أن يتقبل منا أعمالنا في الأيام المنصرمة وأن
    يغفر لنا ويجعلنا من عتقائه فيما تبقى لنا من رمضان

    أخوك :
    الحجاب ,,

    ردحذف
  6. ماشاء الله تبارك الله تكتب ياعزيزي فتجبرنا على القراءة حيث الكلمات الرقيقة والمشاعر الصادقة

    مااحوجنا لمثل هذه النصائح بالفعل رحل رمضان وبسرعة غريبة مرت عشر ودخلت عشر ومابين

    عشر الرحمة وعشر المغفرة حري بنا ان نتوقف ونراجع انفسنا ماذا قدمنا ام ان ماعملناه كانه سراب بقيعة نحسبه ماءا وماهو بذاك

    نسال المولى جل وعلا ان يتقبل منا صيامنا وصالح اعمالنا وان يتجاوز عما فرطنا ولا يكلنا لانفسنا طرفة عين

    شكر الله لك د/حسن وبانتظار مايجود به قلمك العريق

    ابو ايمن

    ردحذف
  7. رحل ثلث رمضان، وبين صفوفنا صائم عن الطعام والشراب، يبيت ليله يتسلى على أعراض المسلمين، وتقامر عينه شهوة محرمة يرصدها في ليل رمضان، يده امتدت إلى عاملٍ مسكين فأكلت ماله، أو حفنةِ ربا فأخذتها دون نظر إلى عاقبة، أو تأمل في آخرة.

    رحل ثلث رمضان، وبين صفوفنا من فاتته صلوات وجماعات، قد آثر النوم والراحة على كسب الطاعات.. وبين صفوفنا بخيلٌ شحيح، أسودُ السريرة، سيءُ المعشر، دخيلُ النية، فأحسن الله عزاء هؤلاء جميعاً في ثلثهم الأول، وجبرهم في مصيبتهم، وأحسن الله لهم استقبال ما بقي لهم.

    فنسأل الله العفووالعافية

    أشكرك مهندس / حسن على المقال الأكثر من رائع وجزيت خيراً

    ردحذف