الثلاثاء، يونيو 22، 2010

أجمل ما رأيت في نيوزلندا !

image بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,

سألني أحد أصدقائي: ما أجمل ما رأيت في نيوزلندا؟ إنه سؤال صعب فالحديث عن أجمل ما رأيت في بلاد هي من أجمل بلاد الدنيا يستحق التفكير بعناية !

إن الجمال في تلك الديار يبدأ بمجرد دخول الطائرة لأجواء مدينة أوكلاند كبرى مدن نيوزلندا وهو يرافقك أينما حللت في تلك الأرض التي لعله يصدق فيها أنها جنة الله في الأرض.

لكن الجمال الحقيقي الذي شدني في تلك الديار بدأ حين قابلت في صالة القدوم ألأخ العزيز عمر الحميدان مشرف اللجنة العلمية بنادي الطلاب السعوديين في أوكلاند فعمر بحق هو واحد من كوكبة النجوم التي تزين سماء أوكلاند بعطاء متدفق غير منقطع.

كان سفري لأوكلاند بعد دعوة كريمة من الإخوة في النادي السعودي هناك لتقديم دورتين كانت إحداها بعنوان "البحث الأكاديمي ... طرائق وأسرار" و الأخرى بعنوان "البعثة ... فرصة لن تتكرر". كان ألأخ عمر والأخ يحيى الهاشمي معي خطوة بخطوة في تنسيق الحجز واختيار السكن والتنقلات وكل ما يمكن أن أحتاجه في أرض أوكلاند بل وسمائها، وإلى أن ودعاني في صالة المغادرة. ببساطة هم يرون أن من يحل في تلك الأرض ضيفا عليهم مستحقا للإكرام والمساعدة.

لم يكن هذا حال عمر ويحيى فقط ففي الأيام الخمسة التي قضيتها هناك قابلت العديد من الشباب الذين يبعثون الأمل في النفس، لقد كنت تلميذا صغيرا يتعلم من عطائهم وبذلهم وحملهم لهم أخوتهم وأخواتهم المبتعثين.

لعل هذا هو حال أكثر القائمين على الأندية السعودية حول العالم فكذالك هم هنا في استراليا ولي تجربة مع عدد من الأندية في قولد كوست و برزبن و أرمديل وسدني وملبورن، لكن ما شدني في تجربة إخواننا في أوكلاند أن القائمين على ترتيب نشاط النادي هم في غالبيتهم من طلاب مرحلة اللغة أو مرحلة الدبلوم التي تسبق دخول الجامعة مما يعني أنهم من صغار السن نسبيا أذا ما قارناهم بالقائمين على الأندية هنا في استراليا، فلم أقبل في الأيام التي قضيتها هناك أي مبتعث لمرحلة الدكتوراه.

إن هذا يبشر بالخير فإخواننا رغم حداثة تجربتهم إلا أنهم يحملون من الهِمم ما يجعلهم يُسخِرون طاقاتهم وجهودهم لخدمة إخوانهم، بل حتى من حضر الدورتين كانوا في غالبيتهم من هذه الفئة التي كثيرا ما يُخشى عليها من خطر التأثر بالبيئة المنفتحة وخطر الانجرار وراء الشهوات.

مما يبشر بالخير أن ترى شابا في هذا السن يقضي عطلة نهاية الأسبوع في حضور دورة بل يذهب ابعد من ذلك ويقوم بالتنسيق لهذه الدورة بكل تفاصيلها من حجز للقاعات وتغطية إعلامية مميزة و إحضار ما يحتاجه الحضور من الشاي والقهوة وملحقاتها، لقد كان بوسعهم قضاء عطلة نهاية الأسبوع بطريقة أخرى لكنهم أبو إلا أن يسلكوا سُبل المعالي بالبحث عن المعرفة والسعي للإفادة والاستفادة.

مما يبشر بالخير ما تلمسه في أولئك الشباب من حُرقة على إخوانهم الذين لم يحضروا والتماسهم العذر لهم ومحاولة بذل كل ما يستطيعون لاجتذابهم، فهم يقيمون الدورات رغم شكواهم وتخوفهم من قلة الحضور، إنهم يشعرون بالتقصير ولكن بطريقة إيجابية تحفزهم لبذل مزيد من الجهد.

إن أدبهم الجم هو مما يبشر بالخير، فتعاملهم مع من يكبرهم ولو بسنين قلائل ينم عن معدن أصيل وكرم في الطبع، وأقول لهم إذا كانت هذه بداياتكم فأبشروا بالخير وأملوا، فالبدايات المحرقة لها النهايات المشرقة بإذن الله.

بقي أن أذكر بأن ذكري للأخوين عمر ويحيى هو فقط للإشارة إلى بعض تلك الأمثلة الرائعة وهم كثر والحمد لله التي تجعلني أقول وبكل اعتزاز و فخر أنتم يا شباب - بحق - أجمل ما رأيت في نيوزلندا.

image

مواضيع أخترتها لك:

هناك 3 تعليقات:

  1. الحقيقة رسمت لنا أحلى اللوحات لطلابنا المبتعثين رغم أني قد ألحق بركبهم وأتخوف كثيراً لما سيواجهني هناك ..

    لكني وجدت في هذه الكلمات ما يبعث بالسرور ويشرح الخواطر, إن مجرد الإحساس بإخواننا المبتعثين نعمة عظيمة تبعث على الثقة فيهم ودعمهم معنوياً ونفسياً مما يساعدهم في قضاءِ أيام جميلة مليئة بالجد والاجتهاد وهو أمرٌ في غاية الروعة ..

    من الجميل جداً أن يكون أجمل ما رأيت هم ؤلائك الطلاب وهذا بحد ذاته بطاقة شحن سريعة تزيد من رصيد جلدهم وعطائهم وإبداعهم ..

    قد يكون شعور المنظمين من خوفهم على ضعف العدد أو التفاعل أمراً مؤلماً, لكن كفاحهم يستحق الإشادة في الحقيقة, ولعل الله أن ييسر لنا ما يسر لهم .. ويعيننا على تلك الأيام المغريبات ..

    شكراً لك هذه الكلمات ..

    فارس الحرمين

    ردحذف
  2. ..
    .. أهـــلابك أستاذنا الكريم..
    .
    .. شكرا لثنــاءك على إخواننــا هنـاك .. ولن ندعك تبرح الأرض حتى توافينــا بالصور إن كان لك عليه سبيل..
    ..
    .. قراءتي لكلماتك الجميلة عن الملتقيات هناك.. تمنيتُ أن لو كنتُ معهم ..

    خالد العمر

    ردحذف
  3. اخي ابو المعتصم نشكر لك هذه الكلمات التي اطريت بها الطلبة السعوديين في اوكلاند. والمثالين الذين ذكرت كل من الاخ عمر والاخ يحيى من خيرة الشباب الذين نفخر بوجودهم بيينا وهم من انشط الاخوة الذين بذلوا من وقتهم لخدمة اخوانهم وانما هم نموذجين لكثير من الشباب الذين سخروا وقتهم وجهدهم للعطاء.

    اشكرك مرة اخرى على هذه الكلمات وان شاءالله نتطلع منك لزيارة اخرى لاوكلاند في المستقبل.

    مشرف الشمري

    ردحذف