الأربعاء، أغسطس 27، 2008

أولومبيات بكين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,

أخيرا إنتهت أولمبيات بكين 2008 بعد أن أشغلت العالم أياما...


وإن كنت لست من المهتمين كثيرا بهذه المسابقات غير أني كنت متشوقا لرؤية ما ستقدمه بكين للعالم...


هذا دفعني لمشاهدة بعض اللقطات من حفل الافتتاح من خلال جوجل فيديو وإن كنت لم اجده الى باللغة الفرنسية فمزجت بين لغة فرنسية بعروض صينية وقد لفت نضري أمرين:


الأول: الاستعراض الصيني بالتاريخ والعراقة مع التكنولوجيا والتقدم في امتزاج وانضباط شديدين.


الثاني: اللباس المرتبط بالعراقة التاريخية والذي جعلني أقول لعل الناس ملت التعري والتفسخ فعادوا يقلبون في صفحات التاريخ ليصنعوا المستقبل ويُخرِجوا ألبسة المتاحف والعروض الشعبية.

إن كنا قد سمعنا كثيرا عن المارد الصيني الذي بدأ يتحرك فقد رأيناه قوي العود نشيط الجسم من خلال هذه الاولمبيات, بل لقد تفوقت ال 100 ميدالية الصينية على ال 110 ميداليات الأمريكية من حيث النوعية هذه المرة وليس من حيث الكم !!

وقفتي الثانية هنا مع البلد الذي أعيش فيه

"استراليا"

أحببت أن تكون هذه الوقفة بلغة الأرقام بعد نقاش جميل مع أخي المولع بالرياضة المهندس هشام الإدريسي والذي كثيرا ما أجد عنده آخر الأخبار الرياضية...

هذا الجدول الذي اعددته هذا اليوم لأخرج بعدة دلالات فالبلد الذي لا يتعدى سكانه ال 21 مليونا يحل في المركز السادس رسميا وهو يحتل المركز الخامس من حيث عدد الميداليات...


وبالنسبة والتناسب فإن الشعب الاسترالي هو بطل العالم في الألعاب الاولمبية في بكين 2008 كشعب وليس كأفراد...

ففي الوقت الذي حقق فيه كل نصف مليون استرالي ميدالية نجد أن أقرب منافس لهم هم آبائهم الإنجليز بثلاثة أضعاف هذا الرقم بعد أن فقدوا حيوية الشباب. أما الصينيون فنصيب كل 13 مليون صيني ميدالية واحدة...

وقفة أخيرة:
رئيس الوزراء الاسترالي لم ينتظر الوفد الاولمبي حتى ينزل من الطائرة بل صعد ليستقبلهم عند بابها...


لعل هذه الرعاية الحقيقية مع حب الشعب الاسترالي للرياضة بشكل عام وتنميتهم للهوايات لدى أطفالهم وترك المجال لهم لممارسة أي نوع يحبونه من الرياضة ثم توفير المرافق المساعدة على حب تلك الرياضة, كل هذا جعل هذا الشعب يتصدر العالم بلغة "الأرقام" ...

ولعل ال 9% لها آثار عاجلة كما سبق وأن تحدثنا عن آثارها الآجلة في خاطرة بعنوان 9%...

أترككم أحبتي الكرام في رعاية الله...



هناك 7 تعليقات:

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخي ابو المعتصم ، جميل هذا الاستقراء منك ، والاجمل هي لغة الارقام ويظهر لي انها اخذت منك جهد في الاعداد ( مع ان حجم الصورة يحتاج تكبير ، اقصد صورة الاحصائيات) ولكن مالم يعجبني هو انك بحثت عن طريقة تجعل بها البلد الذي يتضح في سطورك اعجابك بهم ، وهذا من حقك ، حاولت ان تجعلهم بالمركز الأول ، ولكنك نسيت ان هناك من سيتابع وراءك وانت طالب الدكتوراة الذي لا اشك لحظة في انك تعمدت الخطأ ، ونسيت ايضاً انني منبهر بالجمايكيين الى حد البحث عن طريقة تجعلني اتنصل من عروبتي في اي اولومبياد او محفل رياضي واكون جمايكي حتى العظم ...

    عدد سكان جمايكا لا يصل الى 3 مليون نسمة ، عدد ميدالياتهم الذهبية ( وهي الأهم ، وعلى ضوئها يتم تقييم الدول ) عددها 6 واجمالي الميداليات لديهم 11 ,

    نحن العرب عددنا فوق 100 مليون ، وماعندنا الا ذهبيتين

    وتلوموني في جمايكا؟؟

    ملاحظة : معظم العاب الأولومبياد العاب فردية وبالتالي في ظني ان قلة او كثافة الشعب مالها معنى من ناحية الجودة ، يعني لو يجمعون 50 رياضي عندنا ويدربونهم ٤ سنوات ، راح نجيب نتائج ، لكن ماعندك احد

    اخيراً ، التقارير الواردة من حقوق الانسان عن الانتهاكات التي قامت بها الصين على مستوى الاضطهاد والاستغلال في التجهيز للؤلمبياد ، او التدريبات الشاقة للأطفال حتى يكونو ابطال بالغصب ، تؤكد ان الصين ( كمؤسسة حاكمة) بعيدة الاف السنوات عن الحضارة الحقيقية للإنسان .

    ردحذف
  2. السلام عليك أبا المعتصم
    أجدني أتفق مع أنور في مسألة الإحصائيات وأخالفه في النظرة للصين من وجهة نظر غربية.
    ولكنني أوافقكما في أن التجهيز الرياضي على المستوى المادي والمعنوي هو ماينقصنا لننافس مشاركينا هذا الكوكب الجميل

    جميل أن تحب استراليا أبا المعتصم
    وجميل أن تجد من يخالفك في ثوب أخيك

    ردحذف
  3. الاخ محمد عسيري

    كنت اتمنى ان اعرف وجهة نظرك الخاصة عن الصين ، لأني انا نفسي معجب بكثير امور في سياستهم وتوجههم خصوصا بعد الانفتاح الجزئي في ثمانينيات القرن المنصرم ، ولكن اظن ان ويلات الفكر الشيوعي الذي شربوه عقود عديدة ، اثر عليهم كثيرا ، وخصوصا في مسألة حقوق الافراد ، وهل فعلا الفرد الصيني يتمتع بالحقوق ويعامل كإنسان كالفرد في الغرب ؟؟ اتمنى ان ننظر للموضوع من وجهة نظر ( افراد) وليس مؤسسات او شركات او شعب ( بالجملة)
    تحياتي لك عزيزي الكريم

    ردحذف
  4. مرحبا أخي أنور..
    وجهة نظري الشخصية عن الصين هي في المثل الصيني الذي لن أكتبه بالصينية بطبيعة الحال وهو "صيني واحد يساوي نملة وصينيين اثنين يساويان فيلا"
    الصين بلد قادم لقيادة العالم ولكن من نواميس الكون كما تعرف أن قيادة العالم في كل حقبة لها مقوماتها المختلفة
    القيمة الإنسانية التي تستخدمها العقلية الغربية للتقليل من شأن التنين الصيني كانت مقومات القرن المنصرم أما الآن فالاقتصاد هو مايجعل الغرب يُجن جنونه مركزاً على انتهاك الفكر الشيوعي للقيم الانسانية كل ذلك لكي لاينقلب السحر على الساحر
    لأن لغة المال لاتنفع معها العواطف
    لأن لغة المال تقرب أوباما من البيت الأبيض
    لاتظن أنني أنتقص من القيمة الإنسانية التي يشتهر بها الغرب
    لكن ما أردت قوله أن واضع قوانين اللعبة قد يخسر هذه المرة

    ردحذف
  5. الاخ محمد ، مراحب
    اظن اننا لا نختلف اذاً ، من ناحية ان الصين قوة اقتصادية قادمة بقوة ، واظن ابو المعتصم يشاركنا الرأي خصوصا انه اهداني كتاب (العالم المسطح) واشار الى الصين والهند انهم قوتين اقتصادية ستغير موازين الاقتصاد العالمي . الى هنا لا نختلف يا عزيزي ، ولكن الجزئية الثانية التي تسميها انت معايير ( غربية) وكأنها( مسبة تلتصق بهم) فهي اولاً معايير انسانية اسلامية اقرها ديننا الحنيف وطبقها الغرب في كثير من الامور ، مثل حقوق الفرد ، ساعات العمل ، اقل اجر يسمح به النظام ، ممارسة الحرية الدينية ، ممارسة الحرية الفكرية ، ممارسة مختلف الحريات التي يكفلها لك النظام، هنا وهنا تحديداً اظن ان اي شخص يتعمق قليلاً في الوضع الداخلي الصيني (المسحوق)، يعرف ماذا يحدث هناك ، لمسلمين وغيرهم من اقليات اخرى .

    ولكي تفهم قصدي بالأثر الشيوعي على حالة الشعب ، يمكنك ببساطة مقارنة اي شعب من شرق اوربا مع نظيره من شمال اوربا مثلا في النرويج او فنلندا او حتى المانيا(النازية سابقاً) ، لتتضح الصورة اكثر .
    كذلك اظن ان حضارة الفرد وقيمة الانسان كإنسان لا تتغير بتغير القرون.

    اخيرا وليس اخراً ، عندما تشكلت الإمبراطورية الأمريكية ، تفاخر الجميع ، والى الان يتفاخرون بحمل الجواز الامريكي
    كقيمة حقيقة تكفل لحامله ( حريات متعددة نحلم بها انا وانت ) ، ولكن هل يا ترى سنرى من يحلم بالجواز الصيني بعد مئة سنة لأن الصين اكبر بلد اقتصادي فحسب؟؟

    نعم اتمنى ان تتقهقر وتنكسر الهيمنة الرأسمالية العسكرية القذرة لأمريكا . ولكن لا اتمنى ان تسود ثقافة (التنين)

    ردحذف
  6. الاخوان انور ومحمد

    شكرا لنقاشكما الماتع

    اما عن الخطاء الذي وقعت فيه

    فلعله ناتج من المقولة الشهيرة

    "من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب"

    وكليكما يعرف قلت بضاعتي في الجانب الرياضي

    شاكرا ومقدرا مروركما الذي صبغتموه بإهتمامكم السياسي والايديلوجي اكثر من الجانب الرياضي

    وهنا انصحكما بقراءة كتاب ماذا خسر العالم بإنحطاط المسلمين للمفكر الهندي ابو الحسن الندوي رحمه الله والذي سيوضح فكرة ان الحضارتين الشرقية الاشتراكية والغربية الرأس مالية احلاهما مر


    دمتم في رعاية الله

    ردحذف
  7. ولعل كتاب الرئيس البوسني السابق المفكر الكبير علي عزت

    "الإسلام بين الشرق والغرب"

    يعطي نظرة أوسع في عذا الشأن

    ح س ن

    ردحذف