الجمعة، مارس 06، 2009

إنه وطني .... It is my country

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله...


(إنه وطني .... (It is my country


قالتها الأخت الأسترالية المسلمة لزوجها العربي ...

قالتها حين كان يحاول إقناعها بجمع بعض الفواتير لاستعادة ما يمكن من أموال الضرائب التي تدفعها من مرتبها...


فالنظام الضريبي هنا يساعد المواطنين على الإنفاق على تعليمهم ورفع مستوى الخدمة التي يقدمها العامل ... حيث يقومون بإعادة المبالغ التي ينفقها العامل على الدورات التدريبية أو شراء الكتب والبرامج أو الأدوات التي يستخدمها في عمله ... فيحققون هدفين في نفس الوقت من خلال مساعدة العامل على تطوير ذاته في الوقت الذي يضمنون فيه تحسن جودة الخدمات المقدمة...


يقوم إخواننا العرب - مثلهم مثل الصينيون والهنود - بجمع كل ما يقع في أيديهم من فواتير ويقدمونها لقسم الضرائب على إنها مصاريف تتعلق بطبيعة العمل...

فكل سفراتهم ومشترواتهم بل حتى وجباتهم الدسمة هي في سبيل تطوير العمل !!!

في الوقت الذي يتهربون - قدر المستطاع - من دفع الضرائب...


نعود إلى أخينا العربي الذي يحاور زوجته من خلال معنى الحكومة - عنده - والذي جعله لا يفهم ما تعني

بــ (إنه وطني .... (It is my country ...


إن العلاقة بالحكومة عند صاحبنا علاقة في اتجاه واحد... أخذٌُ دون عطاء...

خذ أكثر ما يمكن وتهرب من أي مسؤولية...

فهو يعامل حكومته بالطريقة التي يشعر أنها تعامله بها...


الحكومة - في نظر صاحبنا - حرب على المواطن .. تأكل لحمه .. بعد أن تمص دمه .. غير أنها تحافظ على حياته حتى لا تفقد أصولها...


فالأجهزة الحكومية - في نظر صاحبنا - تسعى لتحصيل الرسوم دون تقديم خدمة… ولأنه يعرف ذلك فهو متهرب دائما من دفع تلك الرسوم, فلا يدفع إلا حينما يكون محتاج لخدمة ما .. كتجديد جواز أو شراء سيارة… فيجدهم له بالمرصاد فلن يتم له ما يريد إلا إذا دفع كل المخالفات والفواتير المتأخرة لكل الأجهزة الحكومية المتضامنة…فيأخذ بمبدأ (إلا ما اضطررتم إليه)...


ولن ينجيه من تكالب الأجهزة الحكومية عليه إلا مواطن يعمل في تلك الأجهزة (تربطه به علاقة من نوع ما) فيقدم مصلحة صديقه على مصلحة دائرته...


فكل من يعمل في الأجهزة الحكومية - في الغالب - هم من المواطنين الذين تربطهم بالحكومة رابطة صاحبنا...


ولذلك يستغلون كل ما يستطيعون لتحقيق مصالحهم ومصالح من يعرفون دون التفات لمصلحة الجهاز الذي ينتمون إليه إسميا...


سيحرصون على خارج الدوام والانتداب كما يحرصون على الدورات التدريبية (لا ليطوروا أنفسهم بل ليغيروا جو … ويهربوا من العمل الذي يكرهون ذكره) ... أما تطوير العمل ومصلحة الجهاز فهي كلام ليس له معنى في قواميسهم ... فلن تستطيع أن تغير العالم - كما يقولون - فأنت مجرد فرد ليس بيدك الكثير...


ومن المحزن أن هذه العلاقة امتدت لتطال علاقة صاحبنا بكل ما حوله من المرافق العامة فتجده يمارس ضدها أبشع أنواع الاستغلال…


مع كل أسف ... إن كثيرا من بلدان العالم الثالث - كما يقال عنا - تمارس هذه العلاقة مع مواطنيها الذين يبادلونها الشعور بكل إخلاص وتفاني...


هذه النظرة المتأصلة في عقلية صاحبنا جعلته لا يفهم معنى


(إنه وطني .... (It is my country


أعانك الله أختي المسلمة الجديدة وأسأل الله أن يثبتك على دينك و حب بلدك الذي أحبك فالعلاقة بينكما هي الأصل كما أتمنى أن نعي هذه العلاقة ونتصرف من خلالها...


اسأل الله عز وجل أن يبدل أحوالنا إلى خير إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين...


  • مزيد من دروس الغربة من هنا


هناك 15 تعليقًا:

  1. شكرا
    ابو المعتصم
    على تلك الدرر الثمينة
    والتي اتمنى ن لاتنقطع

    اخوك
    ابوعبدالرحمن

    جبريل زربطان

    ردحذف
  2. السلام عليكم

    شكرا اخي مهندس حسن

    هكذا الفرق بيننا وبينهم

    اللهم سلم سلم

    ابو فايز

    علي فصال

    ردحذف
  3. نعم أسأل الله تعالى ان يثبتها وان لا تتأثر بما قد يبدر من تصرفات تمثل اطباع الناس لا ديناتهم.
    ونحن هنا انما سفراء لأمتنا الاسلامية ولمملكتنا الحبيبة فنسأل الله تعالى ان يعيننا على تمثيلهما أحسن تمثيل وأن لا نسيء التصرف فتفهم الصورة خطأ عن ديننا أو بلدنا.

    بارك الله فيك ابو المعتصم

    فايز القحطاني

    ردحذف
  4. مقال اخر رائع وهو ما تعودناه منك دائما يابو المعتصم.
    فعلا التعامل مع الاجهزة الحكومية يكون من قبل المواطنين بمبدأ"الاخذ بدون عطاء" وهذا مما يضعف الانتاجية اذا فكر العامل بنفس الفكر ، وينحدر بمستوى الأداء اذا كان هذا فكر المسؤول.
    على العموم نسأل الله أن يجعلنا نافعين مصلحين لبلدنا ، وأن يوفقنا لتحمل المسؤولية.
    مع صادق الود والاحترام لكم

    علي العرجاني

    ردحذف
  5. مقال جميل كما عودتنا

    لكنك هنا تطرح المشكلة بدون حلول
    وفقك الله والى الامام
    عائض القرني

    ردحذف
  6. مقال رائع جدا

    أتمنى من الله عز وجل أن يثبتها ويعينها

    تقبل مروري واتمنى أن لا تنقطع من هذه المقالات الجميلة
    وفقك الله
    اخوك
    شوقي الحازمي

    ردحذف
  7. ربما كان الأحساس الدائم بالظلم وأن المواطن الضعيف مستغل وماخوذ حقه هو مايدفع المواطن العربي في البلدان العربيه الى التصرف بهذا الأسلوب.
    ولكن لو كانت العلاقه مربوطه بمراقبة الله وحده في كلا الحالتين سواء في الحاله الأستراليه او الحاله العربية لكان أفضل.

    ردحذف
  8. اعتقد ان مفهوم الوطنية بالنسبة لنا لم يتضح بعد من الطرفين
    لازال الإلتباس موجود. فأنا استغرب حقيقة كيف يحب اناس اوطانهم وهي لم تقدم لهم شي، وكيف نخجل نحن من حب وطننا أو الإفصاح عن حب الوطن وممارسة هذا الحب (عملياً) وكأنها جريمة!!!

    اين الخلل؟؟!

    ردحذف
  9. اسعد الله ايامك لن يتغير الحال حتى نتغبر نخن امواطنين ونراقب انفسنا اولا

    ردحذف
  10. والسلام على من اتبع الهدى

    مقال ينير العقل ويبين مدى هدف الدول المتطورة من رسخ وثبيت مبدأ تطوير وبناء البلد وهذا سبب نجاح أغلب الدول المتقدمه وليتنا نعي الهدف من ذلك ولأسف مجتمعاتنا تعطي بسخاء وتأخذ رسوما بسيطه والمواطن يفخر امام الدول المتطورة بأني لا ادفع ضرائب ولايعلم انهم يقولون ردا على سفاهته في قرارة انفسهم ان هذا هو سبب تأخرهم في أغلب المجالاتز
    هذا وشكرا لك على دعوتي واشاركك الفكر السليم ونأمل بالنظر والتأمل حلولنا كثيرا لنرى الفرق ونطور الذات





    .........

    ابوســـالم
    رمضان الكناني

    ردحذف
  11. م جبريل

    ابو فايز

    فايز القحطاني

    علي العرجاني

    عائض القرني

    شوقي الحازمي

    ابو لين

    انور الحازمي

    و رمضان الكناني

    بارك الله فيكم على تشجيعكم ومتابعتكم الدائمة

    حسن

    ردحذف
  12. حيا الله ابا المعتصم

    اصبت الاختيار لهذه التحفة الرائعة

    واصبت التحليل

    واصبت

    واصبت

    ولكن المصيبة ان عالمنا العربي بل قل الاسلامي هذه نظرته انا وانا فقط

    بقي شيء واحد ياحبذا لوغيرت العنوان الى (انها بلدي) فلها في القلب صدى اكبر من انها دولتي فالاخيرة تميل الى النوع السياسي اكثر والتملك.... وهو مجرد رأي

    وفقك الله

    ابوالخير

    ردحذف
  13. علاقة المواطن بالحكومة في وطننا العربي تأسست علي مبدأ القمع والرضوخ التام لإرادات وغايات السلطة السياسية. فالمواطن العربي ليس له من الأمر شيء سوى السمع والطاعة مع تجريده من حقوقه المدنية وهذا بلا أدني شك يولد من الكره والحقد ما الله بهي عليم , والمتتبع لأحداث أمتنا العربية علي مدي ثمانية عقود يجد من الفساد والخيانة من قبل السلطات السياسية تجاه شعوبها الكثير سواء كان داخليا أو خارجيا و ما حدث قبل بضعة أسابيع بغزة من تخاذل مهين دليل على ذلك.


    وفي الشأن الداخلي تجد التقصير والسرقة والاستهتار بممتلكات الشعب من قبل اغلب من يمثل الحكومة مع عدم وجود أي مرجعية واضحة لمحاكمة ومحاسبة من يقومون بهذه التجاوزات. فالمواطن العربي لا يحصل علي حقوقه اليومية للمعيشة إلا بواسطة أو بالقطارة!!


    وبالعكس تماما هنا فالمواطن محفوظة حقوقه مع وجود مرجعية واضحة بمطالبة ومحاسبة أي مقصر من أي جهة حكومية دون استثناء.


    فالمقارنة غير موجودة والمعادلة غير متكافئة ولكن أسأل الله أن يصلح الحال ويبدل المستحال.


    ودام أخونا العربي مخلصا لوطنه فهو يحتاج منه الكثير

    ردحذف
  14. تم نشر المقال في صحيفة سبق الإلكترونية على الرابط التالي

    http://89.144.99.10/?action=showMaqal&id=314

    ردحذف
  15. السلام عليكم أخي حسن،
    الرابط الوارد في آخر رد لك يشير إلى البريد الإلكتروني لأمانة مدينة الرياض ولا يشير إلى صحيفة سبق :)
    وتعقيباً على ما ذكرت، لا أزيد على كلام أحد التعليقات فلقد أوضح كل ما أردت إيضاحه، التعليق مكتوب أعلاه بواسطة شخص غير معرف في ٩/٣/٢٠٠٩ ١:٥٧م ... العلاقة في البلدان العربية مع الأسف علاقة غير ناضجة تستوجب محاولة الأخذ من كلا الطرفين دون العطاء. ولعل خير دليل على ذلك بالإضافة لما ذكره الأخ الكريم هو ما حصل في كارثة جدة نسأل الله أن لا تمر علينا مرة أخرى ولا على أي بلد في الدنيا.
    بارك الله فيك يا رجل.

    ردحذف