الأربعاء، أغسطس 19، 2009

شمس الحقيقة

image

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,

(كَلاَّ وَالْقَمَرِ 32 وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ 33 وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ 34 المدثر)

إن المتأمل في هذه الآيات يلحظ عاملا مشتركا بين الأمور المقسم بها، فنحن هنا نقف مع هذه السورة التي هي من أول ما نزل من القران "المدثر"، نحاول أن نتلمس اثر هذه الآيات العظيمات على النفوس، فضوء القمر في الليلة الظلماء وإدبار الليل مع إقبال النهار لحظات جميلة جدا لمن يتأملها. إنها جميلة بسكونها و هدوئها، جميلة بما يعقبها من إشراق ونور يبدد الظلمة، فتنشرح الصدور وتنشط العقول.

لعل تكرار هذا المنظر افقدنا لذته، ولكننا مأمورون بإعادة التفكر والتأمل في هذه اللحظات. فلنستشعر أن إقبال النهار يبشرنا بيوم جديد فلنملأه بجميل أعمالنا، كما أن غروب الشمس يذكرنا بانقضاء ذلك اليوم بكل ما فيه من تقصير، فلنستغفر الله ولنسأله العفو والعافية، ولنعلم أن هذا نقص من أعمارنا ودنو لآجالنا. إن تعاقب الليل والنهار من الآيات التي دعانا الله عز وجل للتفكر فيها وهو من خلقنا وأعلم بما يصلح لمعالجة قلوبنا وترقيقها وتهذيبها.

إن كانت هذه الآيات تتحدث عن نور يجيء بعد ظلمة فهي تلفت انتباهنا لذهاب زمن الظلمة وإقبال عصر الأنوار. أي نعم ... إن بعثة محمد عليه الصلاة والسلام هي نهاية زمن الظلمات والجهل و بداية عصر الأنوار والعلم.

قد كـان هذا الكون قبل وصوله *** شؤمـــــــــــا لظالمه وللمظلوم

لمـا اطل محمد زكت الرُبــــى *** وأخضر في البستان كــل هشيم

هكذا كانت رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، رسالة نور وهداية وانتقال من ظلمات الجهل إلى أنوار العلم. لقد جاءت هذه الرسالة لنشر الحق والهدى، جاءت لنُصرة الضعفاء والمساكين.

جاءت هذه الرسالة لتُغنِي الناس من العبودية إلا لله عز وجل، فلنقبل على ربنا الرحمن، فالله (هو أهل التقوى وأهل المغفرة) أهل لأن يُتقى ويُخشى أهل لأن يُدعى ويُستغفر. و هو (أهل المغفرة) فلنحاول أن نتقرب إليه ونسأله من فضله لنكون أهلا لمغفرته عز وجل.


مواضيع إخترتها لك:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق