الاثنين، أغسطس 10، 2009

الآن سأبدأ، ولن أتوقف بإذن الله…

image

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,

سر في نموذج الفلاح الذي كان محور المقال السابق، آثرت أن افرده بمقال مستقل لعظم شأنه، فلو عدنا إلى النص المقدس الذي كان زادنا في المرة الماضية فسنجد قول الله عز وجل:

(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ 1 قُمْ فَأَنذِرْ 2 وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ 3 وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ 4 وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ 5 وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ 6 وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ 7)

سنجد الخطاب في الآيات الكريمات يتحدث عن ما يجب فِعلُه من الآن فصاعد، إنه يحدد لنا نقطة بداية ترسم ما بعدها وتحدد ملامحه.

إذن ابدأ من الآن، من هذه اللحظة، بكل همة ونشاط، فلا يهم إن كان ماضيك يدعمك في ذلك أم لا، فمع أن محمداً عليه الصلاة والسلام كان طاهر الثوب حسا ومعنى وهاجرا للأصنام حسا ومعنى قبل الرسالة، فقد جاء الخطاب بهذه الصيغة التي تحدد نقطة بداية لكل من أراد التغيير، نقطة لا تعطي كبير اهتمام للماضي ولا تجعله عائقا للتقدم...

لقد استوقفني هذا كثيرا، فنظرت في حالي وحال كثير ممن عرفتهم، تأملت كيف يُقعِدنا النظر إلى الماضي عن التطلع للمستقبل.

ويا الله كم هم أولئك الذين أعاقهم ماضيهم عن بداية حياة جديدة!

كم من مكبل بأغلال العادات التي يعتقد أن قدره أن يموت معها!

كم من مستسلم لشهوة يظن أن لا فكاك منها!

كم هم أسرى ذكريات سيئة أو مواقف مشينة جعلوها أمامهم بل نصب أعينهم في كل حين، فأصبحت عائق وحائل بينهم وبين النجاح!

كم من فتاة اسودت الدنيا في وجهها بسبب موقف عابر، سمحت بأن يكون نهاية الحياة!

كم وكم وكم ؟؟؟

لو قام احدنا مجتهدا و عازما على التغيير، مكبرا لله عز وجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ثم رسم هذا الخط الفاصل في حياته، ليقول لنفسه ولمن حوله بلسان الحال قبل لسان المقال:

ها أنا ذا ... هذه حياتي وهذا طريقي

سأطهر ثوبي، سأطهر سمعتي، سأبتعد عن كل خلق سيء من الآن ومن هذه اللحظة...

انسوا ذلك الشخص الذي عرفتموه فأنا نفسي لم أعد اعرفه...

لا تحاسبوني بماضي لم يعد له مكان في الوجود، وسأبرهن لكم بأنه انتهى وإلى الأبد...

الآن سأبدأ ولن انتهي بإذن الله إلا هناك... هناك مع من علمني هذا الطريق، مع محمد عليه الصلاة والسلام.

الآن سأبدأ بكل همة ونشاط، منتبها لكل خطر في طريقي...

الآن سأبدأ مخلصا محتسبا...

الآن سأبدأ مكبرا لربي مستصغرا لعملي ...

الآن سأبدأ صابرا على ما ألقاه في سبيل تحقيق هدفي، ولكن صبري بنكهة مميزة وبطعم خاص فهو لربي العظيم، لربي الكبير، لربي الكريم، لربي الغفور، لربي الرحيم...

هو حسبي ومولاي فنعم المولى ونعم النصير ...


فقلها وبصوت عالي ... بل ورددها كل يوم


"الآن سأبدأ، ولن أتوقف بإذن الله"


مواضيع إخترتها لك:

هناك 5 تعليقات:

  1. الله الله
    راااااائع بكل معنى الكلمة
    سأعود لقراءة هذا الموضوع كلما قلة العزيمة وثبطة الهمة ولاح افق للتخاذل

    اخي وعزيزي الغالي
    كم هو شرف لي نجاحك وعطاءك !!

    ردحذف
  2. سلمت يمينك أبا المعتصم

    كم أحزن عندما أرى من أسرهم الماضي الدفين وتقوقعوا ندماً وحسرةً عليه فأضاعوا زيادةً عليه حاضرهم ومستقبلهم....

    نفع الله بك وبقلمك.

    ردحذف
  3. very nice article my dear brother

    Plz keep going :)

    And make sure all the effort u r exerting won''t go in vain and will sooner or later get huge ajr out of it

    May allah bless u soooo much

    Loai

    ردحذف
  4. بارك الله فيك أبا المعتصم

    كلمات تكتب بماء الذهب

    وفقنا الله وإياك

    أخوك/ محمد العنزي أبو متعب

    ردحذف
  5. سلمت يا أبا المعتصم

    وبارك لك في ما تكتب


    تركي القحطاني

    ردحذف