بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,
أتابع أخبار الفيضانات التي تجتاح ولاية كوينزلاند كما يتابعها الكثير هنا في أستراليا وربما في أنحاء متفرق من هذا العالم المترابط.
أحاول هنا تسجيل إشارات سريعة لا يتسع المقام للتفصيل فيها، فقد جالت بخاطري أفكار عديدة في الأيام الماضية أثناء متابعتي لما يجري على أرض الواقع ومن خلال عدد من المشاهدات الشخصية والمواقف الميدانية.
لعل الشعار الرئيسي لهذه الإشارات هو:
"المجتمع المنظم والقوي هو من يصنع الدولة القوية و المتقدمة"
المجتمع الاسترالي مجتمع منظم تشرب ثقافة العمل التطوعي واستعد للكوارث رغم قلتها حتى أصبح يواجهها بكل اقتدار وكأنه يعيشها كل يوم.
هناك جيش من المختصين في الإغاثة، فالاحياء مليئة بالمواطنين العاديين المُدَرَبين على الإغاثة التخصصية ومن ليس لديه هذا التدريب العالي فهو متفهم ومستعد للعمل مع المختصين لتقديم ما لا يحتاج تدريب طويلا.
عبارات تتكرر على لسان المسؤلين: هذا اختبار لنا جميعا ويجب علينا أن ننجح فيه … قد يكون الحدث حطم قلوبنا لكنه لم ولن يحطم عزيمتنا … سيبقى الجيران هم خط الدفاع الأول فهم يعلمون من فُقِد ومن هو أحوج للمساعدة.
رئيس الوزراء السابق (وزير الخارجية الحالي) ابن الولاية البار كفن رود يشجع جيرانه فيقرع بيوتهم بيتا بيتا للخروج منها ويساعدهم في حمل أمتعتهم ثم يعلق بقوله: بعيدا عن الشعارات السياسية فإن هذه المصاعب تعطينا دفعة معنوية لمعرفة قدراتنا.
قادة الحكومة في الميدان قولا وعملا والكل يخدم وطنه وجيرانه ليتجلى معنى وحدة المصير.
المعلمومات تحدث على مدار الساعة ومن أعلى سلطة في البلد.
الجاهزية هو ما نلحظه من الجميع وخصوصا الجهات الأمنية.
الإجراءات الاحترازية تنبئ عن استعداد تام للمواجهة فلو كانت الكارثه في غير هذا البلد لربما كان الضحايا بالآلاف فأكثر من ثلث ولاية كوينزلاند مغطى بالمياه (مساحة الولاية 1.85 مليون كلم 2).
إغلاق الجامعات وتخفيض رحلات وسائل النقل العام كإجراء احترازي و تضامنا مع العاملين فيها وليتمكنوا من المساعدة في عمليات الإغاثة.
التبرعات تصل بالملاين وتتم من خلال قنوات عديدة جدا ومتاحة للجميع.
المتطوعون يملؤون أكثر من مليون كيس بالرمل في أقل من يومين.
قد يكون مجتمع غير مترابط - في نظرنا - من الناحية العائلية لكنهم يذوبون جميعا في العائلة الكبيرة ويفدونها بدمائهم.
عدد من المحلات التجارية الكبيرة تتبرع بتوزيع الأطعمة والأغطية والألعاب على النازحين في مناطق الإيواء.
مناطق الإجلاء تتحول إلى ورشة عمل للمتطوعين كل فيما يتقنه فهذا يرسم وذاك يرفه على الأطفال والآخر يطبب المرضى وتلك توزع الأطعمة و … و...
آلاف الموظفين يقطعون اجازاتهم السنوية وينزلون للميدان.
دور العبادة والملاعب والمدارس كلها مجهزة لاستقبال النازحين.
التغير المناخي أصبح حقيقة، فهم لا يملون الحديث عنه على عدد من المستويات ومنهم الباحثين عندنا في الجامعة فقد كانوا ولا يزالون يحذرون من الكوارث الموسمية بالإظافة للإرتفاع الدائم لمنسوب المياه.
الابتسامه هي الغالبة رغم الكارثة، ومع أن فيضانات 1974 م قوبلت بالبكاء والحزن أما الآن فبالابتسامة والتعامل مع الواقع بفعالية.
التفاعل الالكتروني مع الجمهور عبر كل الوسائل المتاحة.
الجيش والحكومة الفدرالية تقدم كل ما تستطيع.
الجالية المسلمة ترتقي للشعور بأنها جزء من المجتمع وترتب نفسها للمساعدة بما تستطيع.
الطلاب المبتعثين يظهِرون التضامن مع إخوانهم بشكل يدعوا للسرور.
السفارة السعودية والملحقية الثقافية تقف موقفا مشرفا جدا مع المبتعثين في الولاية وترسل مندوبَين يقيمان بشكل دائم في عاصمة الولاية (برزبن) لتقديم المساعدة للمواطنين السعوديين إلى حين زوال الخطر كما تم توجيه الطلاب بالانتقال لأماكن آمنه على حساب السفارة.
أخيرا… اسأل الله جلت قدرته أن يصرف البلاء عن عباده فهو القادر عليهم والرحيم بهم…
لمزيد من المعلومات
http://www.brisbane.qld.gov.au
http://www.brisbanetimes.com.au
مواضيع اخترتها لك:
موقع شبكة المتطوعين من الجالية المسلمة
ردحذفhttp://muslimsvolunteers.org/wp
لنكن معهم
حسن
اتمنى ان لا يفهم من هذه الإشارات تقليلا من المأساة
ردحذففقد اخترت الإشارات الإيجابية لان هذا ما نحتاجه في هذه المرحلة اما حجم الكارثة فالصور كفيلة ببيانه
يكفي ان نعرف انها اصعب كارثة في تاريخ البلد
حسن
جزيت خيراً أبا المعتصم، الحمدلله نحن سالمون، نسأالله أن يرزقنا الوعي والاستفادة من هذا المجتمع في طريقة التعامل مع نوائب الدهر . ابوعبدالعزيز
ردحذفحقيقة مقال رائع اخي الغالي سلمت يداك من الضرر.
ردحذفخالد
هذا درس للجميع وبخاصة للطلاب المبتعثين عند وجود الكارثة فالجميع يعمل بدون القاء المسؤلية على أحد أو تميش الآخرين ، أو فقط فرصة للظهور الإعلامي .
ردحذفدرس للجميع وفرصة أن قدرة الله فوق قدرة البشر فمهم عمل الإنسان بجد وتنظيم وأتقان وقوة لتنظيم حياته فهناك قوى الهيه أقوى بكثير ممايعتقد .
رعاكم الله وحفظكم
وليد
شكرا أخي أبو المعتصم على هذه الإشارات السريعة و إن كان هناك الكثير من الإشارات التي ينبغي لنا الوقوف عليها ...
ردحذف** أنا أسكن بالقرب من مجرى الفيضانات حوالي 300 م و أرى العجب من قوة هذه الكارثة و المحنة و التي لا يمكن مقارنتها أبدا بما مرت بها كارثة جدة ... و لكن انظر إلى عدد الضحايا الذين لم يتجاوزوا العشرة و المفقودين الذين لم يتجاوزوا الثمانين و يقل , حقيقة شيء يستحق التقدير للحكومة الأسترالية و الشعب الأسترالي ,,, و أترك التعليق هنا للدراسة الأمريكية التي أكدت أن الدول التي ينتشر فيها الفساد والرشوة هي الدول صاحبة العدد الأكبر من الضحايا في الكوارث الطبيعية.
http://www.aleqt.com/2011/01/12/article_490736.html
طه
استمتعت بمقالك وتذكرت قول عمرو بن العاص كما في صحيح مسلم إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ، وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ.
ردحذفابو عبدالله
السلام عليكم ورحمة الله..
ردحذفتفكير وفكر جيد وجميل .. وأعتقد جازما انك لن تجد أمثلة اروع من ما ضربه لنا السابقون في الاسلام من امثلة التطوع التي لا تخفى عليك ولا على قرائك .. وفي المملكة في السنوات الخمسة عشر الاخيرة عقدت عدة مؤتمرات وندوات وتدريبات على أعمال التطوع والاغاثة فضلا عن ما يقوم به الهلال الاحمر السعودي والدفاع المدني من التدريب والاعمال التطوعية والاغاثة.
والمملكة دائما حاظرة في الحالات التطوعية والاغاثيةمن خلال ابنائها.
والمؤتمرات العالمية الثلاثة التي عقدت في جدة والرياض وابها تباعا كان فيها دروس وعبر ومخرجات طيبة. وفي ديسمبر من كل عام تكتب مقالات وتتخذ خطوات داعمة للعمل التطوعي. وقد اجاز مجلس الشورى قبل اسابيع قليلة نظام للعمل التطوعي سيكون فيه ان شاء الله الخير الكثير.. لا يسمح الوقت ولا المجال بالمزيد .. وارجو الله العلي القديرلكم التوفيق والسداد...
محسن علي فارس الحازمي
لقطات من الكارثة
ردحذفhttp://news.ninemsn.com.au/slideshowajax/140024/queensland-devastated-by-floods.slideshow
http://news.ninemsn.com.au/slideshowajax/139318/floods-ravage-queensland.slideshow
شكرا لكل من مر وسيمر من هنا
ردحذفوشكر خاص لمن اتحفنا بإظافته وتفاعله
شكراً أخي حسن ..
ردحذفأكثر ما أثار انطباعي تلك الصورة التي شاهدت فيها كيفن رود، رئيس الوزراء السابق ووزير الخارجية الحالي وهو يساعد المواطنين في عمليات الاخلاء بنفسه! وأقول أنه لو توفر لدى المسئولين في بلادنا رُبع هذا الحس الانتمائي لأوطانهم لكنا بأحسن حال! وأقول أيضاً: لقد هجر عمر بن الخطاب "رض" بلادنا الى الغرب! فقد شوهد في برزبن وهو يساعد "المؤمنين" في عمليات الاخلاء!! وأزيد من القول: ليس شرطاً أن يكون الانسان مسلماً حتى يكون مؤمناً من المؤمنين!!
تحياتي لك والى كل المارّين من هنا ..
أخوك/ علي المستريحي القادري الجيلاني
مقال جميل
ردحذفواتمنى انك تنشره بسبق
حتى تتضح صورة كبيرة لدى الناس ان مهما كانت الروابط العائلية في الغرب غير جيدة لكن المجتمع كله يظهر كأنه عائلة واحد في اي خطب
وايضا الجاهزية لاي كارثة ومحاولة التقليل مت اثارها السلبي ودور المجتمع والمتطوعين في تجاوز هذه المحنة... وال1ي يظهر ان هذه المجتمعات لازالت ذات مكون واحد وترابطها قوي وا انهيار مثل هذه الحضارات بعيد جدا...
شكرا لك
اخوك ابوسعدي
نقاط جميلة ورائعه يا ابا المعتصم
ردحذفاشكر لك هذا الطرح وحسن النظر في هذه النازلة التي تمر بها الولاية\
محمد القحطاني
اخي الكريم طرح جدا رائع واسلوب اجمل وحقائق جدا معبره
ردحذفاشكرك
وكلامك فعلا رائع جدا وفعلا اعجبت بتعاونهم
واسأل الله ان تنتقل هذه الثقافة لمجتمعاتنا
ومرة اخرى اشكرك اخي الفاضل