بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,
في يوم الجمعة 20/10/1430 هـ الموافق 9/10/2009 م كانت بداية الرحلة حين تم إعلان إنتخابي لعضوية مجلس جامعة جريفث ممثلا لطلاب الدراسات العليا لمدة عامين. خلال الأسبوعين التاليين لذلك اليوم تلقيت مئات الرسائل والإتصالات بدأت من الزملاء والأقارب ثم امتدت لتشمل عدد كبير من أساتذتي الفضلاء.
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل إن الكرة تضخمت بشكل أثقل كاهلي وذلك بعد تهنئة رسمية من سعادة السفير ثم سعادة الملحق الثقافي السعودي في أستراليا ثم معالي مدير جامعة جازان توجتها برقية تهنئة من معالي وزير التعليم العالي ليظهر الخبر من وكالة الانباء السعودية يوم 4/11/1430 هـ ثم تناقلته غالبية الصحف الورقية والإلكترونية في المملكة بالاضافة لعدد كبير من المواقع.
أصدقكم القول أن الأسبوع الأول كان أسبوع فرح بمن فرحوا لي بحكم المعرفة الشخصية، أما بعد أن زاد مستوى ونوعية التهنئة فقد انقلب ذلك الفرح إلى شعور بثقل المسؤولية فهذه التهنئة لم أكن مستحقا لها في نظري فالفضل لله أولاً ثم لزملائي الذين أوصلوني لهذا المقعد بأصواتهم وهم من يستحق التهنئة ولم أكن أرى في ذلك أي إنجاز شخصي - وإن كنت متطلعا لفائدته - بل هو نتيجة لعمل جماعي. في إحدى ليالي ذلك الأسبوع المُتِعب وصلت حد البكاء وأنا أتحدث مع عدد من الزملاء وما ذاك إلا لشعوري العميق بأني لم أكن مستحقا لكل هذا الإحتفاء.
عقدت العزم على أن أكون عند حُسن ظن كل أولئك بحسن التمثيل لزملائي المبتعثين ثم لديني ووطني وجامعتي فعزمت على تقليص كل التزاماتي الجانبية ولم أُبقي سوى التزاماتي الدراسية لأتمكن من تسليم بحثي في الوقت المحدد خصوصا أن مشرفي قرر أن يترك الجامعة منتصف عام 2010 م ولأجل غير مسمى حينها.
منذ الاجتماع التحضيري لعضوية المجلس سألتني رئيسة المجلس ماذا تعتقد أنك ستقدم للمجلس؟ و ماذا تريد أن تأخذ منه؟ كانت إجابتي واضحة ومختصر: أريد إيصال صوت زملائي وأتمنى أن أدخل في تفاصيل إدارة هذه المؤسسة الضخمة لأخرج بتجربة تفيدني وتفيد وطني.
منذ ذلك اليوم لم أعتذر عن أي دعوة وُجِهت إليَّ إلا ما ندر، فكعضو بمجلس الجامعة أتلقى دعوة لأي نشاط كبير في الجامعة كما أتلقى معاملة خاصة من الناحية التشريفية فالصفة الاعتبارية لأعضاء المجلس تفوق الصفة الاعتبارية لوكلاء الجامعة. ومما جعل حضوري ملفتا أن أعضاء المجلس لا يحضرون كثيرا من تلك المناسبات لارتباطهم بالتزامات أخرى فغالبيتهم من أصحاب المراكز القيادية وهم أعضاء في عدد من المجالس والهيئات مما يجعل من الصعب عليهم تلبية الدعوات الكثيرة التي يتلقونها فيقتصروا على ما يلزم حضوره، كما يبدو أن من سبقني من الطلاب في المجلس كانوا يخجلون من الحضور.
هذا التواجد المكثف عرَّفني على قيادات الجامعة فكسبت ثقة رئيسة المجلس ومدير الجامعة في وقت قصير مما ترتب عليه معاملة خاصة جدا كان فيها تجاوز لعدد من الأنظمة لما لمسوه من حرص لدي على التعلم فمن غير المسموح لأعضاء مجلس الجامعة مناقشة الأمور بشكل مباشر مع الأشخاص التنفيذيين في الجامعة بل يجب أن يكون ذلك من خلال المجلس. لقد تم استثنائي من ذلك فالتقيت لعدة مرات وبشكل ثنائي بعدد من المسؤولين في الجامعة منهم وكيل الجامعة للبحث العلمي و مساعد مدير الجامعة للشؤون الدولية ورئيسة معاهد اللغة ونتج عن تلك الاجتماعات دراستين متكاملتين الأولى عن وضع طلاب الدراسات العليا عموما والثانية عن وضع الطلاب الأجانب قام عليهما عدد كبير من الأشخاص قُدِمت فيما بعد لمجلس الجامعة وتم إقرار توصياتها لترى النور قريبا بإذن الله وهذا محاولة لرد جزء بسيط من الدَين لزملائي بايصال صوتهم.
كان آخر تلك اللقاءات مع مساعد مدير الجامعة للشؤون الدولية لتجهيز خطة عمل رسمية لإقامة حفل تخرج لجامعة جريفث في المملكة العربية السعودية في نهاية العام القادم يستطيع حضوره كل من تخرج من الجامعة إن يسر الله الحصول على موافقة الجهات الرسمية في المملكة حيث تم أخذ موافقة جامعة جريفث على ذلك.
في الاسابيع الأولى من عضويتي بالمجلس و بمبادرة وتفاعل عميد التطوير الأكاديمي المكلف د. عبدالله الحسين وبمباركة معالي مدير جامعة جازان تم عقد عدد من الاجتماعات مع مسؤول العلاقات الأكاديمية الدولية بجامعة جريفث لينتج عن ذلك التوقيع المبدئي لمذكرة تعاون مشترك بين جامعة جازان وجامعة جريفث يوم 11/2/1431هـ وذلك ضمن فعاليات المعرض الدولي للتعليم العالي الذي أقيم في الرياض.
لقد أتاحت لي عضوية المجلس لقاء العشرات من الشخصية القيادية في أستراليا خصوصا أثناء حضوري للمؤتمر السابع لحوكمة الجامعات الاسترالية والذي امتد ليومين حضر جلساته العشرات من أصحاب المعالي وقادة المجتمع الأسترالي. أما خلال اللقاءات والمناسبات التي تمت بجامعة جريفث فاتيحت لي فرصة اللقاء الشخصي والتعارف بشكل مباشر مع حاكمة أستراليا كونتن برايس "ممثلة الملكة" وأعلى شخصية اعتبارية في الدولة ورئيس وزراء استراليا الأسبق بوب هوك ورئيس الوزراء السابق وزير الخارجية الحالي كافن رود بالإضافة لعدد من الوزراء. أما وزراء الحكومة الملحلية ورؤساء الدوائر الحكومية وأعضاء البرلمان فتكررت لقائتي ببعضهم من خلال عدد من المناسبات. كما أتيحت لي مؤخرا فرصة حضور حفل اقيم على شرف معالي وزير الكهرباء والمياه السعودي حينما دُعيت كممثل للطلاب السعوديين بولاية كوينزلاند لحضور حفل العشاء الذي أقيم لمعاليه بمبنى البرلمان في مدينة برزبن.
تلك اللقاءات المتعددة أتاحت لي فرصة للتعريف ببلدي وبديني وببرنامج الابتعاث وبمدينتي وجامعتي وبثقافتنا عموما حسب ما يتاح فطبيعة لقاءات التنفيذيين لا يتجاوز عدد الحضور فيها الثلاثين في الغالب مع وجود هامش كبير للحديث عن أمور جانبية خصوصا في الجانب الثقافي كما أن راعي الحفل في عرفهم يجب عليه تعريف الحاضرين على بعضهم وقد سبق عرض أمثلة من هنا و هنا و هنا و هنا.
أما أعضاء مجلس الجامعة وقيادات الجامعة فقد عرفوني جيدا من خلال تواجدي المكثف حتى نلت لقب العضو الذهبي في المجلس كما ذكرت ذلك رئيسة المجلس في خطاب شكر توجهت به إلي بشكل رسمي في افتتاحية مجلس الجامعة لشهر أغسطس 2010م . ثم سُمِح لي كسابقة في الجامعة بحضور اجتماعات لجنة الرقابة والتدقيق ولجنة الشؤون المالية والتي لم يسبق أن حضرها أي طالب فنظام الجامعة يمنع ذلك فتم استثنائي بتوصية رئيسة المجلس وموافقة رؤساء تلك اللجان كما حضرت عدد من اللجان والاجتماعات المهمة الأخرى.
هذه التجربة الحافلة تُوِجت بفضل الله وتوفيقه بإشادة وشكر من رئيسة المجلس خلال الجلسة الختامية لعام 2010 م حيث ذكرت أن عضويتي بالمجلس كانت إضافة حقيقية للمجلس وأنني كنت العضو الأنشط في عام 2010 م كما وصلني خطاب رسمي تبارك فيه إجازة بحثي لمرحلة الدكتوراه وتشكرني باسم جامعة جريفث على ما قدمت خلال عضويتي بمجلس الجامعة.
عزيزي القارئ:
حاولت خلال الفترة الماضي إشراكك في تجربتي من خلال عدد من المقالات و المقابلات التي نشرتها هنا. و يعلم الله أن ترددت كثيرا في ذكر هذه التفاصيل وما ذكري لها إلا محاولة للوفاء بدين أثقلني خلال الفترة الماضية وأسال الله أن يكون فيما قدمت باسم زملائي ووطني ما يكون سدادا لجزء يسير من كرمهم معي، أحببت أن أعرض هذه الأمور بكل شفافية واختصار عرفانا بدور زملائي فلم أكن هناك إلا ممثلا لهم ومن حقهم علي أن أشركهم في تجربتي، ومن فضل الله علي أني أشركت عددا من زملائي في تجربتي من خلال المناقشة الدائمة وأخذ أرائهم وتوصيل تطلعاتهم لأصحاب القرار. هنا أحب أن اقول لهم أن في الوقت متسع لكثير من الأمور متى ما أحسنا إدارته وهذه دعوة لكل الزملائي للإنخراط في تجارب مشابهة فسيجنون منها الكثير من الخبرات والمعارف التي ستنعكس عليهم وعلى مجتمعاتهم بإذن الله.
أخيراً فقد تعودت أن أشارك من حولي بما أفكر به وبما يفرحني ويفرحهم، وما ذاك إلا من باب "وأما بنعمة ربك فحدث" و لا تزال نعمه عليَّ تترى سبحانه لا أحصي ثناء عليه أطعمني من جوع وآمنني من خوف وكساني من عُري فله الحمد والمنة والفضل من قبل ومن بعد هو المستعان وعليه التكلان وما توفيقي إلا بالله.
روابط اخترتها لك:
كبير يا حسن
ردحذفومصدر فخر لكل احبابك
فليباركك الله وكل اعمالك ، وكلي يقين بأنك ثروة لا تقدر بثمن
سعيد جدا بك ولك
تحياتي الصادقة
نايف أزيبي
نعم الرجل والصديق عرفناك أسال الله لك التوفيق في قادم الايام واتطلع لإصلاحاتك وإسهاماتك في بلادك.
ردحذفأسأل الله أن يوفقك وأن يجعلها عونا لك على الطاعة
ردحذفوخدمة دينك
عائض القرني
كل من شارك في اختيارك يحس بالفخر والاعتزاز لانك لم تكن تمثل الا مجتمعك واشهد باننا قد احسنا لانفسنا وللوطن الغالي عندما صوتنالك وقد احسنت اكثر منا جميعا في الاداء وحسن العمل ورفعت رؤسنا ووصلت ثقافتنا واخلاقنا فلك كل الشكر والاحترام , ومزيد من التوفيق
ردحذفعبدالله دماس الكناني
حسن ... يشهد الله علي انك نعم الانسان المحب لمن حولك , وكذلك نحن نحبك كأخ وصديق, أسأل الله ان يوفقك في حياتك المقبلة والتي اعتبرها اهم من اللي مضى وذلك بخدمة دينك ووطنك.
ردحذفتحياتي الخالصه
السلام عليكم أباالمعتصم،
ردحذفجزاك الله خيرا، أخي الحبيب انت ماشاءالله مثال ونموذج للطالب العربي المبتعث، دولتك لم تعتطك الرسوم الدراسيه فقط بل أعطتك كل ما تحتاج اليه، تذاكر سفر، علاج، دراسة ابناء، و و و. فأنت فالمقابل اعطيت دولتك وشعبك بل وامتك تجارب وخبرات لا من الجامعه فحسب بل من المسجد والمجتمع الاسترالي المسلم وحتى من غير المسلمين.
فهنيئا لك ابالمعتصم، وجعل ماقدمته في ميزان حسناتك آمين.
ابو عبدالعزيز
ماشاء الله تبارك ... الله يزيدك من فضله و يرفع قدرك في الدنيا و الآخرة.
ردحذفأخوك/ طالب الشهري