الاثنين، أغسطس 17، 2009

يا غريب ، ُكن أديب…

image

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ,,,

نسمع بين الفينة والأخرى عن تعرض إحدى الأخوات أو الإخوة المبتعثين لنوع من الإيذاء أو العنصرية. لن أتحدث هنا عن ما يجب على سكان البلد، بل سأحاول الإشارة سلوكيات قل أن نتحدث عنها صراحة ونشخصها بشكل دقيق، كثير من هذه السلوكيات تخطر ببالنا وتكون محور حديثنا من وقت لآخر، ولكن يجب أن نحولها من مجرد خواطر إلى خطوط حمراء تكون واضحة لنا وللقادم الجديد لنبتعد عنها ونحن مستشعرين حاجتنا لذلك حفاظا على أنفسنا ومراعاة لسمعة ديننا ووطننا.

مشاركتي هذه موجه لأختي وأخي المغترب في رسائل قصيرة عنونتها بـ "يا غريب كن أديب". هذه الرسائل هي من باب المشاركة بجزء من الحل، سأكتفي بذكر بعض الأخطاء التي يقع فيها بعضنا وتكون في أحيان كثيرة مصدرا للفت الانتباه، وصدور بعض العبارات الغير لائقة أو النظرات المحرجة.

يا غريب: الوقوف في طوابير الانتظار والتي هي جزء من ثقافة أهل البلد، هذا فن غائب عنا في الغالب ويزيد الطين بلة عندما نصادف شخصا نعرفه في موقع متقدم في الطابور فنقترب منه للسلام عليه وما نلبث أن ندخل معه دون مبالاة بالواقفين قبلنا.

يا غريب: إذا كنا متواجدين كمجموعة من الأخوة أو الأخوات في مطعم أو مقهى، فسنجد التردد في الطلب ومشاورة الجميع فيما يريدون من طعام و شراب، ثم المعضلة الكبرى "من سيحاسب"، كل هذا والمحاسب والزبائن في انتظار وصولنا إلى حل.

يا غريب: عند مشي مجموعة من الأخوات (خصوصا) في المجمعات التجارية فهم يمشون في مجموعات كبيرة وعلى شكل صف (عرضَّة) يكاد يسد الطريق، مع ارتفاع في الأصوات وتجول للأطفال بين المارة و المرور بين شخصين يسيران مع بعضهما مما يجعل وجود مجموعة من الأخوات في مجمع تجاري حدثا مميزا وملفتا للأنظار.

يا غريب: شخص وزوجته (مثلا) يسيران في السوق في خطوط متعرجة تسبب الاصطدام بكثير من المارة ويزداد الأمر سوءا إذا كان هناك عربة طفل، ملاحظة: الناس هنا يلزمون المسار الأيسر في الغالب.

يا غريب: أمام المصعد، عدم إعطاء فرصة لمن بداخله للخروج و إنما ننتظر إمام الباب مباشرة مما يجعلنا نتلقى نظرات الاستغراب المؤلمة، كما أن بعضنا قد يؤخر المصعد ليكمل حديثه مع احد معارفه، أو يزاحم الناس ليصافح صديقا له في الطرف الآخر من المصعد. كما قد نتحدث بالعربي ونقلب النظر في شخص راكب معنا.

يا غريب: أكبر خطأ (في نظري) والذي يجب أن ننتبه له، الخروج من البيت أو العودة من زيارة لأحد الأصدقاء في أوقات متأخرة يكثر فيها حركة السُكارى، وهذا يحصل كثيرا من الأخوات في عطلة نهاية الأسبوع مما يعرضهن لتطاول أولئك السُكارى ومحاولة مد اليد بهدف السؤال عن الحجاب أو من باب خفة الدم التي تكثر من السُكارى.

يا غريب: "مع قرب شهر رمضان وكثرة الخروج في أوقات السحور" تجنب الخروج في أوقات متأخرة قدر المستطاع فإن كان ولابد فلا تخرج الأخت بمفردها، كما أن أفضل طريقة للتعامل مع السكران هي في تجاهله والابتعاد عنه قدر المستطاع.

يا غريب: الحديث والأمثلة تطول ولكن شاهدي في الموضوع أننا في كثير من الأحيان نتسبب في لفت الانتباه إلينا كما أكرر أني لا ادعي القداسة لأهل البلد ولكني أخاطب بني قومي. فمع وجود أنظمة للحماية من التميز العنصري ولكن الوقاية خير من العلاج، ولن يعوضني السجن مدى الحياة لمن يعتدي على زوجتي أو طفلي لا قدر الله.

يا غريب: اذكر نفسي وإخوتي بأننا غرباء في هذه البلاد سواء من حيث ملامحنا أو ملابسنا فلنتجنب ما يسيء إلينا قدر ما نستطيع ولنتوكل على الله ونسأله أن يحفظنا وأهلينا وإخواننا وأخواتنا هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.

أخيرا يا غريب: هذه مجرد محاولة لتحريك المياه الراكدة والمصارحة مع النفس أحببت أن أشاركك بها، وإلا فالموضوع كبير ومتشعب والأمثلة كثيرة جدا ويصعب حصرها أو الإحاطة بها في مقال كهذا، وأدعوك أخي القارئ لإثراء الموضوع، فرأيك محل تقدير وتجربتك مصدر ثراء...


مواضيع وروابط أخترتها لك:

هناك 16 تعليقًا:

  1. يا غريب: إذا حبيت تنادي واحد في مساحة عامة يبعد عنك مئات الامتار، فلا يتحرك فيك العرق السعودي وتبدأ تناديه بأعلى صوتك. يا فلااااااااااااااااان
    لأن هذا عيب ويخرق الذوق العام للمكان.

    يا غريب: إن أحببت أن تسأل أو تطلب الآخرين، فلا تخش عليهم عرض، فهناك صيغ كثيرة للتأدب والتلطف التي يجب البدء بها وكذلك عبارات الشكر التي يجب الإنهاء بها.


    يا غريب: إن أعوزتك الحاجة لأن تتقدم على جميع الطابور لكي تلحق بصديقك كأن تقوموا بنشاط مع بعض في لعبة مشتركة أو ماشابه، فاستأذن كل الذين يقفون خلفه
    Could you allow me to attend my freinds please
    أو ماشابه من أسئلة تأدبية.

    يا غريب: إن كنت في قاعة سينما فاقفل جوالك تكفى.

    يا غريب.. كن سفير
    :-)


    شكراً ابو المعتصم..

    ردحذف
  2. موضوع رائع اخى حسن.
    وقد اسمعت لو ناديت حيااااااااااا.
    فى الحياه تجارب و مجال للتعلم .
    لماذ لا نحاول قدر المستطاع ان نكون لوحدنا حتى نتعلم.

    علي

    ردحذف
  3. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الحبيب أبو المعتصم ...

    ينزعج البعض عندما يخرج من منزلك متأخرا (قرابة الساعة 11م في وسط أيام الأسبوع) وتقول له وطي صوتك ترى الجيران ممكن ينزعجوا , ربما لا يصرح لك بانزعاجه ولكن يمكنك قراءة ذلك من عيونه ...

    السؤال اليس بعض مما ذكرت من ضمن الأدب العام الذي يستنكر على الشخص غيابه ... فمثال المصعد مثلا , والصوت العالي والأطفال المزعجين كل هذه آداب عامة لا يحتاج شخص ما يأتي ويلقنك اياها بل تأتي من التربية منذ الصغر ...

    فأنت عندما تربي طفلك أن يخفض صوته وهو صغيرا ويتأدب في مشيته وسلوكه العام يصبح ذلك جزء منه اذا شاب وكبر ...

    اللهم حسن خلقنا كما حسنت خلقنا

    تحياتي

    ردحذف
  4. والمشكلة ان البعض ينسى انه هو الغريب وينظر للامور بالعكس او يقحم الدين في مواقف غير مناسبة

    كفيت ووفيت
    شكرا
    هشام الإدريسي

    ردحذف
  5. جزاك الله خير أخي ابا المعتصم

    فعلا

    يا غريب كن أديب وسفير

    أكرر شكري

    ردحذف
  6. نصائح ذهبية لجميع المبتعثين وحتى السواح، نغفل عنها جميعا باعتقادنا انها امور تافهة، وقد تًفسر من الغرب بانها همجية، وعلى النقيض فهناك تصرفات من اخواننا واخواتنا تدل على الرقي في التعامل ومنها اماظة الاذى عن الطريق واحترام ومساعدة الكبار في السن، ولنا في ديننا الحنيف خير منهاج في ادرب السير في الطرقات والاسواق وادب وحق الجار

    شكرا ابا المعتصم على هذه اللفتة الكريمة وخصوصا في هذه الايام المباركة


    ولنكن خير سفراء لإسلمنا وبلدنا،

    ردحذف
  7. ياغريب ,, وكأنك تقصد ياعربي ,, وياخليجي أكثر دقةً ,,
    وإن قلت ياسعودي فلن تلام ,,
    فهذه الأخطاء التي نبهتنا عنها ,, نحن أبطالها بلا منازع ,,

    بارك الله فيك أستاذنا المهندس حسن الحازمي ,,
    ونفعنا بك ,,


    وليد

    ردحذف
  8. أتفق مع أخي وئام أن البعض قد لايقبل أن يسمع هذا الكلام زعماً منهم أنها من الأساسيات التي لايجب أن نشير إليها (نعلمهم إياها) والبعض يرى أننا حساسين أكثر من اللازم ولكن عامة الناس قد لاتعرف منا الا القليل ويكفي أن يروا بعض من هذه التصرفات ليحكموا علينا سواء بالهمجية أو عدم إحترام الآخرين.
    مبدع كما عودتنا أبوالمعتصم

    تقبلوا خالص تحاياي ومبروك عليكم الشهر

    أبورند - ملبورن

    ردحذف
  9. أعجبني تقديمك للأخت في النصيحة <<<< والمثل يقول السيدات اولأً ثم الرجال لحقاَ
    نصائح جيده


    برنسيسة

    ردحذف
  10. ما شاء الله

    لعلي حركة مياه راكدة فعلا فتفاعلكم اخوتي الكرام يعد إضافة حقيقية لهذا الموضوع


    اشكركم جميعا على تعليقاتكم ومداخلاتكم

    والله اسأل ان يبلغنا رمضان ونحن بخير حال

    ردحذف
  11. فعلا كلام واقعي وصحيح
    مشاكل يواجهها بعضنا ولا يعلم مالسبب !
    أجدت اخي الكريم في ترجمتها لنا

    جزيت خيراً

    ردحذف
  12. الموضوع يا ابا المعتصم كما تفضلت طويل ومتشعب

    اتفق معك في غالبية ما تطرقت اليه وبنسبة 90 %...

    اتمنى ان نوازن بما تفضلت به وبين عدم الوقوع في فخ "جلد الذات" ذلك حتى لا نضيع حقوقنا بايدينا (وما اعنية عدم الخوف في البحث عن اي استفساراتك تدور في مخيلتك )أذا لم تكن تسبب لك ضرر،،،،مثال (الجانب التعليمي /العقود مع الشركات المقدمة للخدمات / او العقود مع الملاك للوحدات السكنية ....الخ)يعتري الكثير منا عدم معرفة حقوقة (وانا منهم )حتى لو كان الذي امامي يغلب عليه طابع الاستغلال ...ولقد حدثت لي مواقف عندي بداية قدومي لاستراليا كان حاجز اللغة والخجل هو الدافع للسكوت والخوف من المجهول


    ختاما :

    ما تطرقت اليه في موضوعك جميل من ناحية السلوك (التعامل اليومي ان صح التعبير ) اضيف اليه التالي

    يا غريب / إذا بُليتم فأستتروا




    وفقك الله ونفع بك


    محمد القحطاني

    ردحذف
  13. اخي الكريم حسن الحازمي
    تشرفت بزيارة مدونتك الخاصة وبكل صراحة اسجل اعجابي الشديد
    مواضيع وعبارات وكلمات سلسه جداً تشد القارئ


    بارك الله فيك

    اخوك
    عبدالعزيز التميمي

    ردحذف
  14. فيه ناس لما أشوفهم برى أتمنى أروح اسألهم سؤال واحد ليش مسافرين ؟؟
    يعني المعروف إن اللي يسافر يكون له سبب أو هدف يدفعه إنه يتكلف مصاريف السفر و يشد الرحال مع إن الناس تختلف في هذه الناحيه بعضهم يطمح لمستوى معين من الرفاهيه لا يتوفر في وطنه بعضهم يحمل اسلوب حياه منفتح لا يستطيع هو و أهله التمتع به في الوطن فيطلع برى " وهذه خاصه بالسعوديين" بعضهم ممن يملك شخصيه للأيام العاديه و يستحضرها في الوطن و شخصيه تستحضر أيام الصيف خارج الوطن " وهذه أيضا خاصه بالسعوديين" البعض كل ما يتطلع له هو الاسترخاء فتجده يستأجر كوخ في أحد الأرياف او على احد الشواطيء النائيه و تتعدد الأسباب.
    بس اللي إذا شفته هو و اللي معه صرت تتلفت حولك تتأكد انت هنا ولا هناك هذا أنا أحتار إيش اللي مطلعه برى.
    تجده يتحدث مع أهله بأعلى صوته و كل مكان يحلون فيه يضايقون كل من فيه بإزعاجهم و زحمتهم و عدم احترامهم لأدنى الآداب العامه حتى أهل البلد الأصليين يتعاملون معهم بدونيه و هذا ملاحظ في الدول الآسيويه و لا يستذكر الواحد فيهم أنه يسيء لسمعة دينه قبل أي شي آخر يعني مو أحسن تجلس في بلدك عالأقل ماتصير شاذ بتصرفاتك هذي و لا تحصل على نظرات الاستحقار من الناس.
    طبعا كل هالظواهر و غيرها معروفه بس الشيء الباعث عالاشمئزاز التصرفات اللي انتشرت من قبل العرسان السعوديين في الفتره الأخيره في الخارج فاهمين السياحه الخارجيه غلط
    تجد المرأه ملتفه بالسواد من أعلى رأسها إلى اخمص قدميها و قد لا تظهر حتى عينيها و ريحة العطر تشمها قبل لا تمر من عندك ولا الحركات اللي مدري إيش أسميها من التقبيل من فوق الغطا و الحضن و التلامس و غيره من الحركات اللي لا تليق في مكان عام و من مسلمين عالأقل من باب الوقار اللي المفروض يتلازم مع الغطاء اللي ترتديه.
    ما أقول إلا كان الله بعون كل من يستحق العون من أهل تلك البلاد.

    ردحذف
  15. حسن الحازمي ,,, طرح راقي بمعني الكلمه .. اسلوب وتنسيق كلمات وعبر

    اشكرك على طرحك الجميل ... واتمني لك التوفيق

    تقبل مروري ... دمت بوود

    المعشلي

    ردحذف
  16. اخي العزيز وكانك تعيش معاناه الطلاب في جميع دول الابتعاث بدون استثناء
    فولله ما يحزننا ان الخير يخص والشر يعم
    ويتم الحكم على جميع الطلاب بالهمجيه بناء على تصرفات بعض ممن هداهم الله فاهمين الابتعاث غلط

    علمتني الغربة
    "نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله"

    تقبل تحياتي

    ردحذف