الخميس، نوفمبر 05، 2009

طموحات إمبريالية


العنوان
: طموحات إمبريالية

المؤلف: نعوم تشومسكي، ترجمة عمر الأيوبي

الناشر: دار الكتاب العربي، 2006

عدد الصفحات: 175

الكتاب عبارة عن مجموعة حوارات أجراها ديفيد برساميان مع المفكر نعوم تشومسكي أستاذ اللغويات الأمريكي اليهودي المعارض للسياسة الأمريكية الخارجية ومن المهم أن نذكر هنا أن اسم تشومسكي قد ذكر كمرجع أكثر من أي شخص آخر حي، وكثامن شخص على الإطلاق.

في بداية قراءتي للكتاب أحسست انه يدور حول مرحلة انتهت ولن اخرج منه بتلك الفائدة حيث تدور الكثير من الأسئلة حول الاحتلال الأمريكي للعراق في أول أيامه فالمقابلات أجريت ما بين عام 2003 و منتصف عام 2005 م. غير أن الإبحار مع هذا المفكر يعد متعة فكرية بمنظور مميز. يقع الكتاب في تسعة فصول سأكتفي باستعراض بعض النصوص التي وردت فيها.

1. طموحات إمبريالية:

عنوان هذه الفصل هو عنوان الكتاب ومعظم الأسئلة عن رؤيته لاحتلال العراق وتوقعات مستقبلية أصبحنا نراها على أرض الواقع ولذا لن أطيل فيه.

2. لغة الأضرار الجانبية:

يتحدث عن فلسفة الإعلام الذي كان يسمى الدعاية ويضرب مثلا بالإعلام البريطاني بقوله :" تجدر الإشارة إلى أن هذه الصناعة نشأت في المجتمعات الديمقراطية، فقد استُحدثت أول وزارة للدعاية المنسقة، وزارة الإعلام، في بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى. وكانت مهماتها كما عبروا عنها، توجيه فكر معظم العالم. لقد كانت الوزارة مهتمة على وجه الخصوص بعقل أميركا، وبخاصة عقول المثقفين الأميركيين. كانت بريطانيا بحاجة إلى الدعم الأميركي للحرب، واعتقد المخططون في الوزارة أنهم إذا تمكنوا من إقناع المثقفين الأميركيين بنبل المجهود الحربي البريطاني، فسينجح أولئك المثقفون في دفع الأميركيين المسالمين من حيث الأساس –الذين لا يريدون بحق أي علاقة بالحروب الأوروبية- إلى نوبة من الهستيريا التي تحملهم على الانضمام إلى الحرب."

ومما قال "فإذا كان بوسعك السيطرة على الشعب بالقوة، لا تصبح السيطرة على أفكاره أو مشاعره مهمة جدا. لكن إذا فقدت القدرة على السيطرة على الشعب بالقوة، فلابد من السيطرة على مواقفه و آرائه."

وضرب مثلا لأثر الإعلام بأن الأمريكيين يعتقدون أن العراق يهدد أمنهم "ولا يعتبر أي بلد آخر بأن العراق يشكل تهديدا لأمنه. بل إن الكويت و إيران، وهما البلدان اللذان غزاهما العراق، لا يعتبرانه تهديدا لأمنهما. ذلك أمر يستحق السخرية".

وحين سؤل عن "ما الذي علي القيام به؟ " قال في إجابة تكتب بمداد من ذهب : "الناس في الثقافات ذات الامتيازات العالية هم الذين يطرحون هذا السؤال فحسب .... إذا أردت أن تفعل شيئا، يجب أن تكرس نفسك له وتلتزم به كل يوم .... هل تريد مفتاحا سحريا لكي تتمكن من معاودة مشاهدة التلفاز غدا؟ لا يوجد مثل هذا المفتاح."

و أما هدف الإعلام الموجه فيسعى لترسيخ قناعة لدى كل أفراد الشعب مفادها "لا يفترض بك أن تتعلم أن الجهد المتفاني والملتزم يمكن أن يحدث تغييرات كبيرة في الوعي والإدراك. فتلك فكرة خطيرة جدا، ولذالك تم محوها من التاريخ."

3. تغيير النظام:

هذا الفصل يقول ما أشبه الليلة بالبارحة فكل الإمبراطوريات تتعامل بطريقة المافيا فعلى الزعيم "التحقق من أن الناس يدركون أنه الزعيم، وأنه لا يمكن شطبه" لذا فإنه يرسل البلطجية لضرب أحدهم ومسح الأرض به لا لأنه يريد موارده وإنما لأنه يقف في وجهه."

"تذكر أن المثقفين يضمرون الفكرة بأن عليهم جعل الأشياء تبدو معقدة. وإلا ما هي علة وجودهم؟"

4. حروب عدوانية:

ما الذي يجعل الحرب غير أخلاقية إذا خسرت وأخلاقية إذا ربحت؟ وكان مما ذكره "و قد وضعوا تعريفا عملانيا لجريمة الحرب باعتبارها أي شيء ارتكبه العدو ولم يرتكبه الحلفاء."

"فالديمقراطية نظام تشعر فيه بأنك حر في فعل ما يحلو لك طالما أنك تفعل ما نقول لك."

"إذا أردت أن تحدث تغييرات في العالم، عليك أن تشارك يوميا في القيام بالعمل البسيط والممل لاجتذاب أشخاص مهتمين في قضية ما، وأن تتبنى منظمة أكبر قليلا، وتنفذ الخطوة التالية، وتشهد الإحباط، وتصل إلى مكان ما في النهاية. هكذا يتغير العالم."

5. التاريخ والذاكرة:

حين تحدث عن تغيب الإمبرياليون للأخطاء التي تقع منهم ولسان حالهم يقول: "كل ذلك لم يحدث ولا يهم لأننا ارتكبناه. وذلك سبب كافي لمحوه من التاريخ."

6. مذهب النوايا الحسنة:

يقرر في هذا الفصل أن كل الغزاة لهم شعاراتهم البراقة فلا جديد البتة في ذلك "بل إن عليك بذل جهد كبير لإيجاد مثال تاريخي معاكس للوقائع. الفرنسيون كانوا يؤدون مهمة تمدينية، وكان موسيليني يرفع بنبل مستوى الأثيوبيين. ولو كان لدينا سجلات من جنكيز خان عندما كان يقوم بذبح عشرات الملايين من البشر، فربما نجد لديه رؤية نبيلة أيضا. حاول أن تحصل على استثناء."

7. الدفاع الفكري عن النفس:

"القوة تكمن دائما في جانب المحكومين، وليس لدى الحكام شيء سوى الرأي. لذلك فإن الحكومة تقوم على الرأي، وهذه الحكمة تمتد لتشمل الحكومات المستبدة والعسكرية، بالإضافة إلى معظم الحكومات الحرة والأكثر شعبية". "في الولايات المتحدة لا نستخدم الخازوق أو الهراوة أو غرفة التعذيب، فلدينا وسائل أخرى."

8. الديمقراطية والتعليم:

يتحدث في هذا الفصل ع تجربته في التعليم ومن جميل ما قال عن الصفات التي يبحث عنها في الطالب: "استقلال العقل، والحماسة، والإخلاص لحقل الدراسة، والرغبة في التحدي والسؤال واستكشاف الاتجاهات الجديد."

9. عالم محتمل آخر:

يتكلم في هذا الفصل عن رؤيته للوضع الأمريكي الداخلي وينقده بكل شدة بمثل قوله "إن الولايات المتحدة هي ما يسمى أساسا دولة فاشلة. ففيها توجد مؤسسات ديمقراطية رسمية، لكنها نادرا ما تعمل."

"أعتقد أنه سيطرأ تحسن إذا أصبحت الولايات المتحدة ديمقراطية بقدر ديمقراطية البرازيل." !

يقول الناشر :

يقدم ديفيد برساميان في هذه الحوارات تشومسكي، وهو يناقش لسياسات الأميركية في العالم الذي يتزايد اضطراباً ما بعد 11 أيلول/ سبتمبر، وفي هذه الحوارات التي تظهر مطبوعة لأول مرة. يعرض تشومسكي آراءه الصريحة المبنية على سعة معلوماته بشأن غزو العراق واحتلاله. ومذهب الضربات الاستباقية ضد ما يسمى بالدول المارقة، والتهديد المتنامي الذي يشكله الاندفاع الأميركي نحو الهيمنة على السلام الدولي. ويحلل تشومسكي بأسلوبه الفريد نظام الدعاية الذي تختلق الماضي الخرافي وينشر الوقائع غير الملائمة في التاريخ.

ويستكشف كتاب "طموحات إمبريالية" أراضي جديدة بما في ذلك الحملة الانتخابية الرئاسية في سنة 2004 ومستقبل الضمان الاجتماعي في الولايات المتحدة، والتهديد المتنامي لإقرار الأرض. والنتيجة حوار رائع مع أحد أبرز المفكرين في عصرنا، وصور مدهشة عن العالم المضطرب الذي نعيش فيه، وتأكيد على الاحتمالات العديدة لمستقبل إنساني أكثر إشراقاً.


5/11/2009

17/11/1430

قولد كوست - استراليا



مواضيع أخترتها لك:

هناك تعليقان (2):

  1. رائع
    اظن انني سأستعير منك هذا الكتاب
    تشومسكي تكرر معي بشكل مفرط عند قرائتي لبعض كتب المفكر ادوارد سعيد

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله ، مشكور على الجهد الكبير الذي تبذله يا أخي العزيز الموضوع مهم جداً وهام وما لفت نظري نقطتان: الأولى أنك ذكرت أنك أحسست أنه يدور حول مرحلة إنتهت و من الواضح بداهة أنه مستمر وطالما ظهر في الأرض دولة أو أمة تظن أنها لها الحق في السيطرة على ثروات ومقدرات الأمم الأخرى دون مراعاة مصالح وطموحات هذه الأمم وطالما كانت الفلسفة البرجماتية النفعية هي الأعلى صوتاً والأكثر نفيرا، فستظل القيادات النخبوية (وليست الشعبية ) تحاول وبطريقة إجرامية (في معظم الأحيان ) السيطرة على الرأي العام لشعوبها وتبرير أي أعمال تحمل طابع الاستغلالية والاستعمارية للشعوب والأوطان المخالفة ،
    النقطة الثانية وما لفت نظري هو حرية هذا المفكر اليهودي في عرض أفكاره رغم مخالفتها في أجزاء كثيرة لسياسة السلطة الحاكمة في بلده دون خوف أو إرهاب وهذا ما جعل هؤلاء يسودوا الدنيا على علتهم وباطلهم وهذا المناخ هو الذي يزهر أمثال هذا المفكر وأمثاله مثل فوكوياما وغيرهم .
    نرجو الله أن يرزق أمتنا هذا المناخ ولا يضن علينا بمثل هؤلاء الذين ينبهون الناس ويرفعون الالتباس ، ودمت يباً أبا المعتصم ولا تنسانا من صالح دعائك أخوك أسامه الشناوي

    ردحذف