بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,
منتدى "منتديات جازان" هو من أكبر المنتديات العامة بمنطقة جازان وينتمي إليه اكثر من 94 الف عضو وأشرف بأني أحد أعضاءه منذ بداية عام 2008م وقد كان هذا اللقاء عقب انتخابي لمجلس جامعة جريفث، وهنا أحاول نقل الأسئلة والأجوبة متجاوزا الردود الجانبية.
قدم مشرف المنتدى العام بعرض السيرة الذاتية كما كتب:
يسر إدارة منتديات جازان أن تستضيف عضوها الفخري المهندس حسن الحازمي عضو مجلس جامعة جريفث بأستراليا و المبتعث من جامعة جازان لدرجة الدكتوراه في هندسة وإدارة المشاريع. ورغم مشاغله إلاّ أنه منحنا من وقته وجهده ما يستحق عليه منا الشكر والتقدير . فأهلاً وسهلاً بالمهندس حسن الحازمي.
1. نترك المجال لك لتطلعنا عن تفاصيل تجاربك في الحياة والجانب التطوعي وتطلعاتك المستقبلية. كما نترك للأخوة والأخوات الأعضاء المداخلة والمشاركة بما يجوب في خواطرهم .ونكرر ترحيبنا مجدداً بأبي المعتصم ...
لعلي هنا أبدأ بعد شكر الله عز وجل بشكركم أنتم إخوتي وأخواتي أعضاء منتديات جازان على منحي هذه الفرصة ثم شكراً لجازان المنطقة ولجازان الجامعة التي شرفتني بهذا الزخم الإعلامي،
شكراً لسفارة خادم الحرمين الشريفين و الملحقية الثقافية باستراليا ونيوزلندا،
شكراً لكل من ادخل السرور على قلبي وقلب أسرتي بتهنئته أو مباركه،
شكراً لزملائي الذين منحوني ثقتهم و أوصلوني لهذا المقعد،
شكراً للوطن المعطاء المملكة العربية السعودية إنسانا وأرضا،
وهنا أتذكر بعضا من أبياتا شاعر الأحساء الزميل المهندس جاسم الصحيح لأهديها إلى الوطن:
وطني.. أقمتك في حشاي مزارا
ونصبت حولك أضلعي أسوارا
وطني.. وذاكرة الطفولة لم تزل
في حيرة تستجوب الفخارا
وطني.. أفتش في فصول دراستي
فأراك أضيق ما تكون مدارا
ما لم يقله (النحو) أنك (فاعل)
(رفعته) أذرعت الرجال منارا
ولعل أستاذ الخرائط حينما
رسم الخطوط وحدد الأمصارا
لم يدر أنك لا تحد برسمة
كالشمس حين توزع الأنوارا
وطني.. وما كل المنابع زمزم
حتى أقيس بطهرك, الأطهارا
هذا ثراك قماشة الشرف التي
بقيت تقمط أحمد المختارا
في كل حبة رملة سجادة
تلد الهداة وتنجب الأبرارا
أما بالنسبة لتجربة العمل التطوعي فسأبدأ بعرض جزء من تجربة العمل الطلابي المنظم كنموذج للعمل التطوعي الذي هو من أهم القيم المتأصلة في المجتمعات الغربية وهو ما أسعى للإفادة منه قدر المستطاع فقد أصبحت جزء من هذا العمل منذ سنوات الدراسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1418 هـ وتحديد من خلال عشائر الجوالة.
إن كانت قناعتي بهذا النوع من الأعمال قد تكونت منذ تلك المرحلة فإن حياتي هنا في استراليا قد زادت قناعتي وصقلت تجربتي في هذا المجال وذلك لما لمثل هذه المناشط من تأثير في بناء المجتمع هنا.
أسمحوا لي أن أشبه المبتعث بالذاهب إلى السوق، فهو يبحث عن أجمل ما يجد بأقل سعر ممكن "والسعر هنا سيدفعه من وقته الثمين جدا" ومن نافلة القول هنا أن هذا السوق فيه من البضاعة الجيدة جدا كما فيه من البضاعة المزجاة التي لا تستحق حملها حتى ولو وزعت بالمجان فضلا عن أن يشتريها.
من هنا فهو مطالب بأن يندمج اندماجا واعيا في المجتمع الذي يعيش فيه مستشعرا دائما انه في رحلة لطلب العلم والمعرفة في شتى مناحي الحياة.
فهو طالب معرفة في ممارسته اليومية وليس في قاعة الدراسة فقط ... هو هنا ليحتك بثقافات مختلفة ... هو هنا ليعطي ويأخذ ... هو هنا ممثل لوطنه ولدينه ... هو هنا ليصنع نفسه ويعدها لسنوات من العطاء ورد الدين لأهله الذين يعانون بعده ولوطنه الذي قدم ويقدم له الكثير والكثير.
لعل وصولي إلى مجلس جامعة قريفث هو نتاج عمل طلابي منظم، فهذا المجلس يعد المجلس الأعلى لتسيير الجامعة التي يدرس بها أكثر من 37000 من أكثر من 120 جنسية وهو مخول بصلاحيات كبيرة جدا وتتبع له أكثر من 40 لجنة دائمة ترفع له التقارير والتوصيات لإقرارها أو إبداء الملاحظات.
ما كان هذا ليتم بعد توفيق الله لولا تجربة طويلة لعلي أشير هنا إلى جزء منها، فقد يسر الله بالتعاون مع أخوة أعزاء هنا في مدينة القولد كوست باستراليا منذ عام 2005 لما يمكن أن اسميه ريادة في العمل الطلابي المنظم تمثلت هذه الريادة في اعتماد نادي الطلاب السعوديين كأول نادي تحت مظلة الملحقية في استراليا ونيوزلندا في بداية 2006 ولم نركن إلى هذا الاعتراف بل كان هناك جهد متواصل لتعلم ونشر ثقافة العمل التطوعي المنظم والذي وجدناه من أهم القيم المتأصلة في المجتمع الأسترالي. فشاركنا في مهرجانات و مناشط متعددة بل وكان لنا قصب السبق في تبني بعضها مما اكسبنا وبفضل الله احترام الجهات المسئولة الاسترالية والسعودية و الأندية الصديقة على حد سواء ولله الحمد والمنة.
كان آخر هذه الأعمال الريادية التي بادرنا بها هي حملة التوعية بالعمل الطلابي كنموذج للعمل التطوعي وهذه الحملة انطلقت على مستوى استراليا ونيوزلندا بمباركة سعادة السفير وسعادة الملحق بالتزامن مع انتخابات الأندية الطلابية ولها موقع على شبكة الانترنت بعنوان حملة الانتخابات الطلابية في استراليا ونيوزلندا 2010.
هدفنا من هذه الحملة هو نشر ثقافة العمل التطوعي وترسيخ قيم الحرص على مساعدة الآخرين والتي هي من صميم تعاليم ديننا ... هذا التشبع بهذه المفاهيم سيساعدنا على العودة بما تعلمناه لنسهم به في العمل في هذه الأنواع من الأنشطة والتي بدأت تنتشر ولله الحمد في وطننا.
2. يقال قوي من مهاراتك استمر في التألق ,, ابحث عن مواطن القوه وأدعمها ,, "الاعتقاد بإمكانية الوصول للهدف هي أول خطوة لبلوغه". أحط نفسك بالمتفائلين كلها كلمات جميلة وتدفع للأمام لكن لو طوعت نفسك وأشعرتها بقيمة مهاراتك ,, أنت فقط بينك وبين نفسك فقط ولكن عند التطبيق تجد مليون عقبه في طريقك تصدك عن تحقيق هذه الأهداف والمهارات مثل عيب // أنها لا تليق بك // أنك غير محتاج حتى تعمل في هذا المجال // ماذا سيقول الناس ... رغم ما تتمتع به من مهارات لا المجتمع ولا أسرتك متقبل أفكارك وأحلامك رغم أنها بسيطة ولا تنقص من دينك أو كرامتك شيء ,, في هذه الحالة أجد لا الطموح ولا المهارة ستستمر في ظل القمع وخصوصاً إذا كانت صاحبة المهارات فتاه فهذا سيجعل من تميزها في مجال تحبه بمثابة الجحيم,, مع الوقت ستنتهي الموهبة ,, ويخلق عاطلين جدد وفاشلون كان لهم حلم ,, وألغي وحطم مبنى وراء مبنى ينهار ويتحطم من الأعماق مع الوقت سنرى أنفسنا مجموعة فاشلة والسبب مجتمعنا أسرنا التي تعتبر المهن البسيطة عيب. لذلك سؤال يطرح نفسه:
كيف نتخطى العقبات التي نصادفها يومياً وتحد من تميزنا ؟ رغم أننا يومياً نقوم بإعداد أنفسنا لكن هذا فقط لا يكفي في ظل الصعوبات القائمة؟
اشكر لك مشاركتك التي سبق وقرأتها كرد على موضوع النجاح المهني وبما أننا لا نملك تغير مجتمعنا فما علينا سوى التركيز على إعداد النفس والمثابرة والمتابعة.
دعني أتحدث هنا عن ما اسميه "معامل الزمن" فكثيرة هي الدورات والكتب التي تتحدث عن التغيير ولكنها تغفل عامل الزمن فتمني المتدرب أو القارئ بتغير سريع وهذا أمر لا يمكن حدوثه إلى بمراعاة معادلة التغير التي سبق أن تحدثت عناه في مقال بعنوان معادلة التغير وكان مما ذكرت :
"فمجتمعاتنا العربية من اقل المجتمعات مراعاة للزمن...
فالكل يتحدث عن الحلول السحرية والتغيرات النوعية دون توضيح لحقيقة مهمة تسبق وترافق بل وتتبع كل عملية تغيير وهي ضرورة وجود الجد والاجتهاد والمثابرة والصبر والدموع وأحيانا الدماء فبدون ذلك ستكون وعود تتكرر وأماني وأحلام نتسلى بها ولن نجني منها شيء ...
زمن + وسط جديد = تغيير حقيقي"
3. زمن + وسط جديد = تغيير حقيقي، ما الذي تعنيه هنا من وسط جديد؟
اشكر لك متابعتك وتفاعلك وإن كنت لا أريد أن احصر اللقاء في هذا الجانب فالنقاش قد يطول ويمكن الرجوع لمقال معادلة التغير.
أما بالنسبة لمن تجاوز هذه المرحلة فيمكنه تغير وسطه بتغير الصحبة أو حتى ما يسمى بالعزلة الشعورية والتركيز على تنمية المهارات الشخصية ومجالسة الناجحين ولو من خلال كتبهم أو قراءة نتاجهم. فسيجد اثر ذلك مع مرور العامل المهم وهو "الزمن" ولكن باختصار ما أعنيه بالوسط الجديد هو حاجة من أراد التغيير إلى تغير وسطه كل بحسبه فمن استطاع التغيير الكلي لمرحلة الإعداد وصناعة النفس فهذا من أقوى الوسائل وذلك مثل الذهاب للدراسة في مكان بعيد عن الوسط الذي نشأت فيه وليس بالضرورة خارج المملكة ولكن حتى في مدينة أخرى مما سيربي الطالب على الاعتماد على النفس والخروج من الوسط المألوف.
4. إلى أي مدى وصل تطور التعليم الجامعي بجازان من وجهة نظرك؟
وإن كنت أفضل أن يوجه السؤال لمن هو اقرب مني لهذا المجال لكن مسيرة جامعة جازان تعتبر مسيرة متسارعة جدا قياسا بالعمر الزمني، و شخصيا أتطلع إلى مستقبل زاهر خصوصا وأن المنطقة ولودة للإبداع والتميز ولله الحمد .
ولعله من المناسب هنا الإشارة إلى أثر نظرة الناس سواء بالإيجاب أو عكسه. لعل منطقة جازان عُرف عن أبنائها الاهتمام بالعلم والأدب، وحين ينظر إليك الناس من هذا المنطلق تجد نفسك تلقائيا تتبنى تلك النظرة وتحاول تطوير نفسك لمواكبتها. ولعل كرم أهل حائل مثال جيد للسمعة التي ترفع أهلها وتجعلهم يتخلقون بالأخلاق المشتهرة عن أهلهم.
لذا فإني متفائل جدا بالمستقبل الأكاديمي للمنطقة بشرط أن نراعي مسالة الزمن ويكون حديثنا عن المستقبل بالتخطيط له والاستعداد لتحدياته. وعدم الوقوف كثيرا عند الاحتفال بالانجازات المرحلية البسيطة.
5. ما الحل برأيك لحالة الركود الفكري السائد والمتنامي في أروقة التعليم في المملكة العربية السعودية ؟
أشكرك أخي الكريم على تفاعلك وإن كان السؤال اكبر من أن يجاب عليه من شخص مثلي. دعنا نعود إلى ما قبل التعليم الجامعي لأحدثك عن نظرتي للثقافة السائدة في مجتمعنا...
فمن وجهة نظري هذه الثقافة تدفع بالمتميز إلى مزيد من التميز ليحافظ على المكاسب التي تتحقق له في مرحلة مبكرة من عمره من الثناء عليه وتقديمه لتمثيل المدرسة في المناشط المختلفة بل حتى التجاوز عن ألأخطاء التي يعاقب عليها أقرانه. وفي المقابل لا يجد ذوي المستويات الأقل أي رعاية أو تحفيز مما يفقدهم الثقة في أنفسهم حتى وإن كان لديهم قدرات جيدة يمكن استثمارها، ولكن حالت ظروفهم الاجتماعية دون استثمارهم لقدراتهم. فمن الطبيعي أن يزداد المتميزون تميزا في حين تدفن الكثير من القدرات والطاقات. والتي كان من الممكن استثمارها بشكل اكبر ، فنجد أفراد هذه الفئة حتى وإن وصلوا للجامعات فهم لا يزالون ضعيفي الثقة بقدرتهم على التميز وإنما يكتفون بالحد الأدنى الموصل للنجاح.
كما أن أسلوب التلقين في المدارس ينشئ جيل متعود على التلقين بل إن بعض مؤسسات التعليم العالي تستمر في هذا الأسلوب وهنا أقول أن من أجمل ما تعلمته هنا في استراليا أني تعلمت كيف أتعلم. فالتعليم في مجتمعنا قائم على تعلم كيف تفعل، أما هنا فتعلم كيف تتعلم. وأعتقد أن هذه الطريقة هي الأكثر فائدة وإيجابية.
6. دائماً نسمع عن الشخص المبادر وكيف إنه يكون في صفوف المتميزين ,, لكن لو وجد هذا الشخص في جو وظيفي خامل ومتكاسل هل تضمن له الصمود في تميزه أو أنه ينهج طريقه الباقين ويترك التميز ويصبح صوره طبق الأصل عنهم حسياً؟
لعلي أحيل هنا إلى موضوعي الأخير إعداد نفسك للنجاح المهني : من هنا إلى أين؟ وقناعتي الشخصية بأن الفرص كثيرة ومتنوعة لضعف المنافسة عليها. ما عليك سوى المثابرة وتعزيز القيم الإيجابية في نفسك وفي من حولك وستجد أبواب الخير مشرعة لك بإذن الله وتوفيقه "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" .
أما ما ذكرت من الأجواء المحبطة هي خطيرة ولا شك ولذا لابد من مضاعفة الجهد في تغير النفس أولا ومحاولة التغير في الوسط المحيط وإن كنت أفضل محاولة تغير الوسط ولو مرحليا حتى يتمكن الشخص من بناء نفسه بقوة فإذا ما عاد لوسطه كان لديه قدرة أقوى على التغيير أو على الأقل الصمود "أستعن بالله ولا تعجز".
7. كيف للفرد أن يرتب أولوياته حين تزدحم بداخله؟
الأخت صحوة قلم وجميع المداخلين اشكر لكم حسن ظنكم غير أن نوعية الأسئلة المطروحة عامة وكبيرة جدا يصحب الإلمام بها في إجابات مقتضبة ضمن لقاء متعدد الجوانب. ومن باب التفاعل مع ما طرحت من أسئلة كبيرة سأذكر وجهة نظر مختصرة وشخصية في نفس الوقت بمعنى أن الكثير قد يختلف معي فيها.
ترتيب الأولويات من الأمور التي يكثر الحديث عنها ولي حولها تعليق وهو أن أكثرنا يحتاج لهذا الترتيب وليس الإلغاء لبعض الأمور. فمثلا عندما تخطط للقيام بعدة أمور فأنت مضطر لتخصيص وقت لكل أمر منها ولكن هذا لا يعني حاجتك بالضرورة لإلغاء أي شيء منها ففي الوقت متسع والحمد لله إذا اتقنا استثماره، ومن تجربة واطلاع على حال كثير من الإخوة أجد انه غير محتاج لإلغاء أي شيء وإنما ترتيب وقته فالمشكلة الكبيرة عنده مشكلة إدارة وقت ولنا في قصص الناجحين عبرة فرغم اهتماماتهم المتعددة إلا أننا نجد لهم نجاحات متعددة أيضا.
الخلاصة أننا أول ما نتحدث عن الأولويات فإننا نتحدث عن إلغاء بعضها والصحيح أن نرتب لعملها كلها (ما دامت أولوية) ما استطعنا إلا ذلك سبيل.
8. كيف للشخص أن يعي أيها سيكون هو الأمل المنشود الذي ينبغي له أن يسعى خلفه ويحققه؟
أعملوا فكل ميسر لما خلق له... اعمل ثم اعمل ثم اعمل ولا تنسى أن تعطي نفسك فرصة "وقت" وتتسلح بالصبر و ستجد الأثر وسيفتح الله لك ما يقربك منه إن أنت أحسنت النية وصبرت في سبيل تحصيل هدفك.
لا حلول سحرية غير الدأب والإصرار والتوكل على مالك الملك ذي الجلال والإكرام.
على فكرة ليس لدي قناعة كبيرة بتحديد الأهداف بعيدة المدى بدقة فهذا يصعب في مجتمعنا (حيث تكثر الفرص التي قد تغير الاتجاه تماما) غير أني مؤمن بتحديد اتجاه الهدف بشكل عام مما يكسبك مرونة اكبر (أتحدث عن الأهداف بعيدة المدى "10 سنوات فما فوق"). وفي نفس الوقت أركز على أهمية التفصيل بكل دقة في الأهداف قصيرة المدى.
9. هل يعقل أن يترك أحد طموحه لأجل طموح آخر يواكب العصر الحديث؟
قد لا يكون بالضرورة أن يتركه ولكن يمكن أن يحوره أو يدمجه بآخر أو يطوره وهنا يأتي الإبداع فزمن التخصص الواحد قد أفل نجمه وبدأ زمن العمل في دائرة التقاطع بين أكثر من تخصص. وهنا أركز على الانطلاق من الداخل (من ذاتك) وعدم الانجرار خلف ما يطلبه الآخرون.
10. هل نعير هذا المجتمع أولوية أم أننا نلغي ما يلغيه لنا المجتمع؟
الأمور ليست مفاصلة إما مع أو ضد، كما أن المجتمع ليس ثابت فما كان غير مقبول أصبح هو عين العقل وهكذا، فلنتجنب المقاطعة كما نتجنب الصدام ولنكبر مساحة الحوار والتعايش.... أتمنى أن أكون قدمت ما يفيد و أسأل الله أن يتجاوز عن الخطأ والتقصير..
11. إلى أي مدى يأثر الوقت بحياة حسن الحازمي؟
إستمرارا مع الأسئلة الكبيرة والإجابات المختصرة ،،، الوقت هو رأس المال في هذه الدنيا وكما قال الأول:
والوقت أعظم ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع
لعل من المعين على الاستفادة من الوقت أمور منها:
-
الاستعانة بالله ومجاهدة النفس على التقليل من المعاصي والاستزادة من الطاعات.
-
الالتزام وإعطاء أولوية قصوى لكل المواعيد والبرامج.
-
المحافظة على أداء الصلوات حتى السنن في أوقاتها وقد سبق لي كتابة موضوع بعنوان وقتي والصلاة يمكن الإطلاع عليه من هنا فالصلاة من أعظم المرتبات للوقت !
-
احمل ورقة وسجل جميع أنشطتك لمدة أسبوع أو أكثر ثم تعرف على مضيعات الأوقات في برنامجك وحاول التقليل منها قدر الإمكان.
-
اقرأ عن تنظيم الوقت قراءة المتدرب الذي يريد أن يطبق وليس للترف فقط.
-
استعن بالله ولا تعجز.
12. كيف أطور وأحافظ على قدرتي على التركيز في ظل ازدحام الواجبات وتشابه المعطيات وحساسية الخطاء علماً بأنها مشكلتي التي أعاني منها كثيرا. ولم أجد لها حل سوى بالهروب قدر الإمكان وعدم تقبل فكرة الإضافات والمسؤوليات مما افقدني جزء من تحقيق طموحي؟
باختصار لا تضف إلى جدولك إلا ما تعتقد انه سيفيدك ويساعدك في الوصول إلى هدفك مع مراعاة أن ذلك لا يودي إلى التنصل من التزام مسبق فكثرة التغيير من برنامج إلى آخر تجعل العمر ينقضي دون أن نحقق شيء.
13. قرأت في سيرتك الذاتية حصولك في عام 2000 على دبلوم للبرمجة اللغوية العصبية NLP .فما مدى تأثيرها على حياتك وهل تشجع الجميع بالالتحاق بها؟
كانت جزء من البدايات وهي مفيدة - كغيرها من برامج التدريب- لمن يحضرها لتساعده على التغير مع العزيمة والتطبيق أما من سيحضر ليجد حلولا سحرية فلن يخرج بشيء.
ونصيحتي العامة بأن تحرص على حضور اكبر قدر من الدورات بشرط أن تحرص على التطبيق.
لعل القارئ الكريم قد لاحظ تركيزي على الذات والإصرار والعزيمة والمداومة والصبر والبذل والعطاء فبدون هذه المعاني سنظل نحلم كثيرا ولكن سنستيقظ لنجد أنفسنا في فرشنا الدافئة.
وهنا أحيل على موضعين قد يكون فيهما تمام للفائدة وتفصيل أكثر وهما مرتبطان ببعضهما الأول هو الطريق إلى النجاح والفلاح بـ 6 والثاني هو الآن سأبدأ ولن أتوقف بإذن الله.
ملاحظة : أعتذر هنا عن كثرة الإحالات ولكني حريص على توضيح ما أريد من خلال طرح منظم ومؤصل قدر المستطاع وهذه عبارة عن رؤية شخصية تحتمل الخطأ كما تحتمل الصواب شاكرا جميل تفاعلكم.
14. ابو المعتصم البعض يسمع عن البعثات وقد تأتي للبعض فرصه ولكنه يفكر في الغربة فيتوقف ما هي النصيحة التى تقدمها لمثل أولئك؟
بالنسبة للغربة فلم يعد هناك غربة بالمعنى القديم فمع وسائل الاتصال أصبحنا نعيش في عوالمنا الافتراضية التي نأخذها معنا حيثما ارتحلنا.
ونظرتي الشخصية بأن الابتعاث فرصة ممتازة للدراسات العليا خصوصا ومع اشتراطي الشخصي بأن يكون المبتعث أو المبتعثة متزوج وهنا أحيل أيضا إلى مقالين مرتبطين أيضا فيهما تفصيل عما سألت عنه الأول بعنوان الابتعاث ... شبهات أم شهوات والثاني بعنوان تزوج … ي و تعال … ي .
15. أبو المعتصم لا شك أن لكل إنسان مصدر طاقه يبعث فيه روح النشاط فيحقق أهدافه من أين كنت تستمد تلك الطاقة؟
اعتقد أن وضوح اتجاه الهدف (وليس الهدف) مع كثرة مخالطة المتميزين سواء بالقراءة أو السماع من الأمور التي تشحذ الهمة وتدفع للعمل. كما أن تحقيق بعض النتائج المرحلية تزيد من الحماس لتحقيق نتائج أفضل. وهنا اذكر بأهمية وجود أهداف مرحلية متعددة فمن أصعب الأمور أن تصل إلى هدف وليس لك هدف بعده.
أتمنى أن يكون فيما طرحت جزء من الإجابة
16. الذات الإنسانية ماذا ينقصها كي ترقى نحو القمم ؟
أن تحدد اتجاه تلك القمة ثم تسعى مستعينة بالله متزودة للطريق ومتسلحة بالصبر والاستمرار في تحصيل المعرفة .
17. نقطة التحول في حياتك والتي جعلت منك مثال للرجل الشرقي المكافح والمفكر الطموح ,, من يقف وراءهـــــــــــــا ؟
لا أؤمن بنقطة تحول بمعنى الحدث الواحد و إنما هي تراكمات قد تبدأ ولا تنتهي. أما بالنسبة لمن له الفضل علي بعد الله:
فأولهم والديَّ حفظهما الله فلهما مني كل الدعاء بأن يبارك الله في أعمارهما ويرحمهما كما ربياني صغيرا.
أما خارج البيت فقد كان العمل الطلابي خير ميدان لتطوير المهارات وصقل الشخصية. أدركت ذلك من إذاعة المدرسة وحصص النشاط في المدرسة، و ترسخت تلك القناعة أيام دراستي بجامعة الملك فهد وخصوصا مع انخراطي ضمن نادي عشائر الجوالة - النادي الأكبر والأبرز في الجامعة - وبالعموم فإن جل من يتولى المراكز القيادية في النشاط الطلابي هم من المتميزين دراسيا. أما حين قدمت إلى استراليا فكان العمل الطلابي قد تعمق في شخصيتي إلى النخاع - كما يقال - فلا استطيع منع نفسي من الانخراط فيه والإسهام بما تكون لدي من خبرة خلال السنين الماضية ولا زلت أرى نفسي المستفيد الأول من مشاركتي.
ولا أنسى هنا أخوتي وأساتذتي وأخص بالذكر منهم الدكتور حسين مشهور الحازمي فقد كان لمتابعته لي وتوجيهاته أعظم الأثر وكذلك الدكتور محسن بن علي فارس الحازمي والكثير من الأساتذة الفضلاء الذين نهلت من علمهم وأدبهم فالله اسأل أن يضاعف لهم الأجر والمثوبة. .
أما في بيتي فقد رزقني الله بزوجة تصبر على انشغالاتي وتشجعني على البذل وتعينني عليه فلها مني كل الدعاء والحب فقد كانت ولا تزال خير معين بتوفيق الله وفضله.
18. أنقل لنا صورة حية للمرأة السعودية المبتعثة لأستراليا هل ترى بأنها مثلت وطنها ودينها؟ و ما هي أكبر الصعوبات التي تواجهها وما مدى حريتها هناك؟
اسمحوا لي هنا أن أدرج تقسيم سابق كنت قد قسمت فيه الطلاب المبتعثين عموما إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: لا يواجه مشكلة في العيش في المجتمع الجديد وهم الشباب المستعد نفسيا وتربويا من خلال تجاربه السابقة أو القراءة والاطلاع أو التربية الجيدة التي بنت المبادئ لدى هذا الشاب وجعلته مقتنعا بدينه مؤمنا به وهم ليسوا الأكثرية وهذا النوع دوره فاعل ويعطي صورة مشرفة والحمد لله (الفتيات أكثر من الفتيان في هذا القسم).
القسم الثاني: وهم أكثر من القسم السابق وهم غالبية الطلاب هنا، وهم الذين تنقصهم الخبرة أو ليسو بمستوى سابقيهم من حيث القناعة والمبادر ولكنهم بحكم التربية الإسلامية بالعموم يتنازعهم التأثير والتأثر من وقت لأخر خصوصا بمجرد قدومهم إلى هنا ولكنهم يعودون بعد فترة وتنضج نظرتهم وتزداد قناعتهم بدينهم.
القسم الثالث: وهو كالقسم الأول من حيث النسبة وان كانوا معاكسين لهم في الاتجاه فهم يذوبون في المجتمع الغربي ناسين أو متناسين أي خلق أو دين بل أنهم يتحولون في الغالب إلى محطات تشويش وإفساد للقادمين الجدد اسأل الله للجميع الهداية والسداد. (الفتيات أقل من الفتيان في هذا القسم).
وبما أن السؤال المطروح عن المرأة فلعله من المناسب أن اعدل في النسب وإن بقي نفس التقسيم فبفضل الله نجد الفتاة من خلال اطلاعي هي أكثر التزاما وبعدا عن الذوبان في المجتمع الغربي خصوصا الأخوات المتزوجات فهن يقدمن صورة إيجابية عن المجتمع المسلم أكثر مما يفعل الشباب وذلك في ظني ناتج عن طبيعة الفتاة المحافظة والتي لا تقبل أن تتنازل عن حيائها بخلع حجابها (وهنا أنبه إلى أن الحجاب قد يختلف كثيرا عن المتعارف عليه في بلدنا) ولكنه يبقى في دائرة الحجاب الشرعي المقبول في (أغلب) الأحيان.
وهنا أنبه إلى أن المرأة تتعرض لتحديات اكبر خلال فترة الابتعاث من تلك التي يواجهها الرجل وذلك لأن المجتمع مختلف تماما وهي من خلال هذه التحديات تخرج بنتائج إيجابية وسلبية في نفس الوقت.
فتياتنا بحكم طبيعة المجتمع السعودي لديهن ضعف شديد في الاعتماد على النفس والغربة مما يوقي هذا الجانب. ولكن في الجانب الآخر فتياتنا شديدات الحياء في مجتمعنا السعودي والبعثة وللأسف تقلل من درجة هذا الحياء.
ويمكنك قياس الكثير من الأمور على هذا فبقدر الإيجابيات قد يكون هناك سلبيات هذا بالنسبة للمتزوجة التي تدرس أما التي لا تدرس فالإيجابيات أكثر من السلبيات وقد سبق لي ذكر بعضها في المقال الذي أشرتي إليه.
أما الأخوات غير المتزوجات فلدي تحفظ شديد على إقامتهن في المجتمعات الغربية فالتحدي كبير جدا وهذا الشيء أراه ينطبق حتى على الشباب العزاب صغار السن (هذه وجهة نظري).
خاتمة من مشرف المنتدى العام:
نشكر ضيفنا العضو الفخري المهندس حسن شوقي جعبور الحازمي الذي منحنا وقته وخبراته وتجاربه العملية رغم انشغالاته وأبحاثه الدراسية متمنيين له دوام التوفيق ونشكر أعضاء منتدانا الفضلاء على مداخلاتهم الهادفة وتقبلوا صادق التحيات.
أخيرا ... بدوري هنا أكرر بعد الله عز وجل شكر الإخوة القائمين على منتديات جازان على ثقتهم واتاحتهم لهذه الفرصة وشكري الخاص لك أخي الزائرعلى تشريفك لي بمنحي وقتك لقراءة طرحي المتواضع ولا استغني عن توجيهاتك وملاحظاتك ولا أقل من دعائك.
دمت في رعاية الله.
روابط اخترتها لك:
أسئلةذكية
ردحذفواجوبة رائعة كروعة الضيف
كان فرصة لنا حين استضفناك ليس للتعريف بالدكتور حسن بل ليكتسب الأعضاء الكرماء من ثقافتكم وطموحاتكم ما يشجعهم لبلوغ المجد .
ردحذفففي تعريفنا لك أنموذج لشاب طموح وصل لمجد العلم.
أخيك / المهندس لامع