الخميس، يوليو 03، 2008

وعلمتني دراجتي 1- 2


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد

منذ عدة سنوات وتحديدا في 1/5/1422هـ تعرضت لحادث أدى إلى تهتك في الرباط الصليبي لركبتي اليمنى...

كنت قد راجعت مستشفى الملك خالد الجامعي وقرر الدكتور مروان زمزمي حفظه الله عملية جراحية...

وفي يوم العملية نصحني الدكتور بإمكانية الاستغناء عن العملية إذا ما عملت على "تقوية عضلات الركبة"...

الشاهد في الموضوع انه ومنذ ذلك التاريخ لم اعمل بجد لتحقيق ذلك الهدف...

في يوم الأحد الماضي أقدمت على فِعلة نكراء وجريمة شنعاء...

لقد ذهبت مصطحبا ابني المعتصم - حفظه الله ورعاه - لشراء دراجة (سيكل) له هو فقط...

فشدني الحماس ورجعت بي الذاكرة لأيام الطفولة ووجدتني اذهب إلى قسم الدراجات الكبيرة بدلا من البحث له عن دراجة تناسبه... وهو بعفويته وبراءته يقول لي لا يا بابا هذي كبيره مره ما اقدر أسوقها...

وهو لا يدري أن ابحث عن دراجة للطفل الكبير المتواري في داخلي...

والحمد لله على كل حال فالحجة موجودة "تقوية عضلات الركبة"...

اشتريت الدراجة الكبيرة بعناية وسؤال عن التفاصيل ثم اشتريت الدراجة الصغيرة على عجل ودون اهتمام فقد أصبحت متشوقا لركوب دراجتي...

هنا في استراليا بإمكانك أن تشتري الدراجة جاهزة أو مفككة وتقوم بتركيبها بنفسك – مع فرق في السعر طبعا – فأحببت أن أوفر وأمارس هواية قديمة في العبث بالدراجات وتركيبها...

عدنا إلى البيت فرحين وإن كنت متأكدا أن فرحتي كانت اكبر وشوقي اشد فقد قمت بتركيب دراجتي قبل دراجة ابني وفاوضته على تأجيل تركيب دراجته إلى اليوم التالي...

ثم تخيلت نفسي مكانه فقمت بتركيبها...

انطلقت فرحا في أول رحله تجريبية على الدراجة الجديدة وكانت في المنطقة المجاورة لسكني...

جالت في خاطري أفكار متنوعة ومشاعر متفاوتة في تلك الرحلة وما تبعها من رحلات عده في الأيام القليلة الماضية - ولأننا هنا في مدرسة الحياة - قررت أن آخذكم معي في حلقات تحت عنوان علمتني غربتي وإن كانت حقيقتا علمتني دراجتي...

ولعل أول ما تعلمته هو ذلك الطفل الذي يسكن في داخلي محاصر منذ زمن بعيد بحدود "هذا عيب" "وهذا لا يصلح لمثلك" تلك الحدود التي نتخيلها أو نفترضها ثم نصدق بوجودها...

فكان الدرس الأول


اكسر العادة واخرج من الصندوق


لقد رأيت في رحلتي - القصيرة والتي لم تتجاوز الحي الذي أقيم فيه منذ أكثر من عامين ونصف – أشياء كثيرة وجميلة وكأني لأول مره أراها والسبب:


السرعة في الوصول تفقدك لذة الطريق



وهذا درس قيم بالنسبة لي شخصيا فمن طبعي العجلة...

فكم هي الأشياء الجميلة التي مررت بها في حياتي دون أن استمتع بها ولم استفد منها كما ينبغي أن تكون الفائدة...

ولأن الزمن لا يعود فسأكرر قولي


السرعة في الوصول تفقدك لذة الطريق


علي أتذكرها في مستقبل أيامي.


وحتى لا أطيل عليكم أترككم في رعاية الله لأذهب وأتأكد أن دراجتي بخير فقد اشتقت إليها...


والى لقاء قادم في علمتني غربتي آسف دراجتي


  • لمزيد من دروس الغربة من هنا

هناك 20 تعليقًا:

  1. صغيرين نرعى البهم ياليت اننا
    بقينا فلم نكبر ولم تكبر البهم

    حسن بكل صدق قرأتك فاستمتعت

    اذا كان الطفل الذي يسكنك اقتنع بسيكل فمن يقنع طفلا داخلي لايقتنع
    أهنيك على وقفاتك ...
    وفقك الله

    ردحذف
  2. وااااااااااااااااااو

    والله ألف مبروووووك يا أبا المعتصم
    بصراحة ركوب السياكل من أحلى الهوايات وخصوصاً في ديار زي الي انتم فيها جو حلو ومناظر أحلى
    عموماً أنا كنت ناوي أجي أزورك وموضوع السيكل زاد حماسي ان شاء الله أجي وأروح أتمشى على سيكلك وانت ممكن تستخدم سيكل المعتصم اذا ودك أو ممكن تستأجر، إلا على فكرة عندك سواقة السياكل تحتاج لرخصة!؟

    تمنياتي لكما (أنت والمعتصم) بجولات ممتعة في منطقكتم على سياكلكم

    تحياتي

    ردحذف
  3. عزيز ابو ناصر

    مرورك اسعدني

    ولعلي اذكرك هنا بأنالطفل من طبيعته ان يتسلى بما يجده في الطريق فأي لعبة ترضيه

    لكن هذا الرضى لا يستمر

    فالطفل سريع الرضى سريع الملل

    فأرجوا ان تطول فترة الرضى...


    تحياتي

    ردحذف
  4. اهلا وسهلا اخي ابو عبدالملك


    حياك الله وبياك

    وانا وما املك تحت امرك

    بس السيكل صعب على الاقل في هذه المرحله

    بس بعد شهر شهرين يمكن...

    ردحذف
  5. الرائع ابو المعتصم ...


    اي والله ياابو المعتصم كنا باستراليا بنعمة ومع ذلك لم نكن نستمتع بها على اصول ... والا كيف للمنظر البانورمي من صالة شقتك وشقتي سابقا ... يكون امر عادي وعادي جدا ... اهنئك واستمتع بكل ثانية فالعودة للوطن على الرغم من غلاته ستعاود لنا الروتين الممل في حياتنا ...

    وعلى فكرة ...اجل المعتصم مبسوط كل يوم يدور بالساوث بورت معاك ... بس مادري انت اللي تردفه ولا هو اللي يردفك :) ...


    وبعدين ياليت ياحسن لو تساعد المتمرد اللي في داخل ابو ناصر لكي يلاقي له شغلة يلهى فيها بدل طقطقة الكورة ...


    واصل مدونتك فنحن متابعون وبشغف ...


    تحياتي ...

    ردحذف
  6. حياك الله يابو ريان

    مرورك سرني

    واتمنى ان اراك قريبا في حفل التخرج :)

    فعلا المكان هنا جميل ولا يمل

    لكن كثرت المساس تقلل الاحساس

    تحياتي

    ردحذف
  7. اهلا ابو المعتصم
    في البداية خفت لما جبت طاري ركبتك ، وذكرت خيار العملية وانك ما اهتميت ، فصرت اقرأ الموضوع وانا متوجس ،، وش صار في ركبة الادمي ، الله يستر ، لكن الحمد لله ، جات سليمة .

    بالنسبة للدراجة ، الف مبروك واهنيك على هذا الاختيار ، وياليت تستمر فرحتك واستمتاعك بها . وفعلا، لابد ان نستمتع بالاشياء التي حولنا وزي ماقلت ( السرعة في الوصول تفقدك لذة الطريق) بالله يا حسن انا سبع سنوات اداوم جامعة الملك سعود مع الجسر المعلق ، قول لي اي لذه بلاقيها بعد ما انزل مع وادي لبن ؟ ماغير ( سباق سيارات ، وشتم ، ومرور سري) المهم ، اتمنى تستمع بالطريق وتحفظ المناظر زين عشان اذا رجعت تعيش على ذكراها ...

    اخيرا يا عزيزي ، اظن انك قد تستغرب تفاعل الزوار مع هذه التدوينة تحديدا ، اما انا ، فأظن انك اصبحت مدون محترف ، وهكذا مواضيع يجب ان تكثر منها ، فنحن جميعا نبحث عن ذواتنا في كتابات وتدوينات الاخرين .اذا
    اقترب دائما من حياتك الخاصة ، ستجدنا نتجسس عليك بلذة



    دمت بحب

    تحياتي للمعتصم ولبنى وامهم

    أنور

    ردحذف
  8. مرحبا بالعريس المنتظر

    حبيي انور ابشرك ركبتي بخير حال

    وقد خدمتني في الوقت المناسب فخرجت من الصندوق والحمد لله...

    لا شك ن المكان له اثره...
    ولكني بسراحة لم اندم على الاماكن الجميلة التي زرتها ولم استمتع بها..

    بل على اللحظات الجميلة التي مررت بها سريعا دون توقف...

    وانا متأكد من كثرتها في حياتنا كلنا

    ولكن السرعة افقدتنا لذتها...

    واخيرا

    انتم من يبث الحياة في هذه المدونة وانا اعرض نفسي على من احب ودون تحفظات امل في الافادة والاستفادة..


    فلا تترددوا في التوجيه والتقويم..

    اخوك
    حسن

    ردحذف
  9. من الأمور المؤسفة جداً في بلادنا الحبيبة عدم تقبل المجتمع لهذه المناظر ... والسبب ... أنها "لعبة أطفال" أو وسيلة تنقل البنقالية.

    وأنك إذا رآك أحداً عليها فكأنك اخترقت المروؤة. وعلى الرغم من أنها وسيلة عملية جداً ورائعة ومفيدة في رياضة الجسم وصحته، لكن يبدو من شدة الترف الذي نعيش فيه يستنكر من لا يستطيع شراء سيارة.

    كنت في أيام الجامعة (جامعة البترول) قد اقتنيت دراجة هوائية، وكنت أداوم فيه أيام الأوريا ... ثم لما "نضجت" صرت أداوم على رجولي ... والسبب أن قيادة الدراجة بالثوب السعودي منظراً "غير لائقاً" وحقيقة فيه نوع من الخطورة حيث أن الثوب ممكن أن ينشب في الجنزير! لذا كنت أداوم فيه لما يكون عندي كلاس "PE" فقط. ثم لما خلصت كل كلاسات الـ "PE" أصبحت الدراجة معلقة على نافذة غرفتي في اللاينات وتتراكم عليه طبقات الغبار.

    ودراجتي من نوع "هفي" الأمريكي، وكان فيها "دبل ثقيل" و"دبل خفيف" وكانت مواصفاته رائعة وجودته عالية.

    الله يجزاك خير يا أبا معتصم أرجعت إلينا ذكريات جميلة

    ردحذف
  10. ونظراً لزيادة الوزن وكثرة الشحم التي ابتليت بها خلال الست سنوات الأخيرة ، اشتريت لنفسي لباساً رياضياً كاملاً وصارت لي ثلاثة تمارين في الاسبوع مع الشباب بعد الفجر ، طبعاً الآلام والتعب مع كثرة المشاغل والأعمال ولكنني حملت مثلك شعاراً "اكسر العادة واخرج من الصندوق" ..
    وفقك الله وسدد خطاك م حسن.

    طه بافضل

    ردحذف
  11. بسم الله الرحمن الرحيم

    "السرعة في الوصول تفقدك لذة الطريق"

    كلمة جميلة ...

    الحياة واحدة يجب أن نعيش كل لحظة فيها بكل ما يفيد

    adventure

    ردحذف
  12. جميل هذا السرد بعفويته و إن أتى مباشراً تماماً ، و الأسلوب المباشر عدو الإبداع ، لكن دون المبالغة في الترميز أيضاً .
    عندي إحساس قوي أن صفحتك ستشهد نظرات أعمق للحياة و لتجربة السفر و للبشر ، خلال هذا الطفل القابع بداخلك و منحته مؤخراً شيئاً من الحرية .

    ذرة ضوء
    المشرفة العامة على فضاء الفضائيات

    ردحذف
  13. أمتعتنا بسردك ..
    جميــل أن نكسر العادات ونلبي رغبات أنفسنا مادام في الأمر سعة ..

    .. وكما قيل
    (في كل قلب رجل طفل يريد أن يلعب)

    ردحذف
  14. افتراضي
    لا ادري ما سر التفاعل مع هذه المشاركة بالذات



    لعل الوتر الحساس

    هو الاطفال المحبوسين بدواخلنا


    شكرا على مروركم احبتي

    ردحذف
  15. أنا عندي روضة أطفال في داخلي ليس طفل واحد فقط،
    الله يستر بس

    كلما أسكتنا الأول صاح الثاني، وكلما أمسكنا بالأول شرد الآخر


    خاطرة جميلة للغاية أخي العزيز حسن الحازمي


    اخوك فهد الحازمي
    مشرف الفضاء العام
    بمنتديات الاسلام اليوم

    ردحذف
  16. ارك الله فيك كم منا في هذه الحياة عليه أن يتعلم سواء من الجمادات أو غير الجمادات حتى من تاريخ الأجداد


    اخوك ياسر عطيف

    ردحذف
  17. الاخ العالي ابو معتصم

    قد تذهب ايام كثيره من عمرنا ثم نتعلم شيء ما مهم ولا كن الضريبه تكون عمر قد مضى .

    اشكرك من اعماق قلبي لاحتصارك لتعليمي شيء افقده

    "السرعة في الوصول تفقدك لذة الطريق"

    اخوك
    ضيف الله

    ردحذف
  18. اشكرك على الطرح الشيق أبا المعتصم , حيث أنك تساءلت عن سر التعليقات على هذا الموضوع و توقعي بأن السبب هو أن هذا الموضوع إنساني من الدرجة الأولى. بخصوص الإستعجال في الطريقة و أنه يفقد الإنسان لذة الطريق.فمن رؤيتي الشخصية إذا كان الوصول بسرعة يعني تحقيق الهدف فكان بها فما رأيك؟

    ردحذف
  19. SALAM, abu al Mutasim,
    good on you, body
    make sure you wear helmut so u don't get booked. do not forget to take your water bottle as well.
    From what i can see it not riding a bicycle it is changing the way... at least fun....Abu abdu-Aziz.

    ردحذف
  20. بارك الله فيكم جميعا احبتي الكرام على تعطيركم لهذه الصفحة

    ردحذف