السبت، يوليو 19، 2008

رحلتي للمدينة: أُحد , بين الواقع والأمل



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله....

الزائر لجبل أحد تتنازعه الأفكار في اتجاهين متناقضين بعض الشيء...

سبق الحديث عن بعض أفكار الاتجاه الأول في حلقتين ماضيتين...


وسأحاول هنا الكلام عن فكرة من الاتجاه الثاني على سبيل المثال لا الحصر...


"أحد : بين الواقع والأمل"


عين الزائر وأذنه بل وانفه ستستوقفها أشياء بارزة في ذلك المكان...


فرائحة الحناء من مباسط البائعات المتجولات هي أجمل رائحة متوفرة أما بقية الروائح فهي وللأسف للنفايات المتراكمة هنا وهناك...


الآذان لن تسمع سوى "أجوا أجوا أجوا" - يعنون تمر عجوة- أو اصوات باعة الخردوات والعاب الأطفال -المقلدة طبعا- وهم يدعونك للشراء منهم...


العين سترى بيوتا عشوائية يحتضنها الجبل الذي يحبنا ونحبه...


تجولت في ذلك الحي الشعبي فساءني ما رأيت من تدني مستوى -كألطف لفظ يمكن أن يعبر- عن ذلك المكان...

وإن كنت لست من سكان المدينة لكني أكاد اجزم بأن ذلك الحي سيكون مقصد كثير من المشبوهين...


عشوائية المكان وعدم مناسبة الحال للمكانة المفترضة والدلالة الرمزية التي يمكن أن توظف بشكل أكثر ايجابية وأعظم تأثيرا, تلك هي السمة البارزة "لأحد الواقع"...


تلك العشوائية ذكرتني بزيارة قمت بها عام 2005 لبرج سدني...


زيارة لا تتعدى الساعات الأربع لذلك البرج تجعلك مشدودا لأستراليا وما فيها وذلك بتلخيص جميل وشيق وعرض احترافي وتسويقي متنوع لما في استراليا وتاريخها...


"وما عسى أن يكون تاريخ استراليا مقارنة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم"


فكرة مشابهة بسيطة ومربحة قد تحقق عدة فوائد في نفس الوقت...


"معرض المدينة المنورة الدائم بأحد"


فبدلا من تلك السيارات المتربصة بالزوار بعد صلاة الفجر أوالعصر والتي ينادي أصحابها بأعلى أصواتهم زيارة زيارة زيارة...


ثم يأخذون الزائر في رحلة لا يحدد خط سيرها إلا ثقافة السائق ومعرفته -المحدودة في اغلب الأحيان- ولا تسل عن الخرافات والمغالطات التاريخية...


ولا يلام الزائر في كثير من الأحيان لأن البديل الجيد غير متوفر...


إن الحاجة ماسة لإقامة معرض دائم بجوار ذلك الجبل الأشم "أحد الأمل" يوظف رمزية المكان بطريقة احترافية يقوم بتأسيسه نخبة من علماء الشريعة والتاريخ والمهارات الدعائية والتسويقية والخبراء الإعلاميين...


ولو تخيلنا صالة ضخمة بشاشات ثلاثية الأبعاد -كالتي رأيتها في سدني- تعرض أفلاما احترافية تكون موضوعاتها على سبيل المثال لا الحصر:

- طريق الهجرة...

- غزوة بدر الكبرى...

- غزوة أحد - ونحن بجواره- مع دروسها وعبرها...وعرض لبقية الغزوات...

- لمحة تاريخية لعمارة المسجد النبوي مع شرح لأجزاء الروضة الشريفة...

- البقيع عبر التاريخ...

- قباء نقطة بداية...

- تاريخ طيبة...

-مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف...

- الجامعة الاسلامية...



والقائمة تطول وتطول...


وجود مثل هذا المعرض في المنطقة المحيطة بأحد سيكون له الأثر العظيم على كل من يزوره وسنكون استبدلنا النشاطات المبتدعة بأنشطة أخرى تربوية و تعليمية توصل الأفكار وتربي الناس على حب هذا المكان وتلقي الدروس من مدرسة المدينة النبوية على ساكنها أفضل صلاة وأتم تسليم ...


و لا تنسونا من دعائكم...



مواضيع ذات علاقة:

رحلتي الى المدينة :الروضة 1
رحلتي الى المدينة : الروضة 2
رحلتي للمدينة: امام الواجهة الشريفة 1

رحلتي للمدينة: امام الواجهة الشريفة 2
رحلتي للمدينة: أحد - الجبل
رحلتي للمدينة: أحد المعركة
رحلتي للمدينة: أُحد , بين الواقع والأمل
رحلتي للمدينة: قبا
رحلتي للمدينة: الشناقطة

مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة




هناك تعليقان (2):

  1. بخصوص موضوع المقارنة بين استراليا و المدينة المنورة و طريقتهم في اظهار شيء من لاشيء ...بينما نحن نمتلك إرثاً عجيباً. دينياً و تاريخياً و علمياً وثقافياً ..و لكن ينقصنا كثيراً الحفاظ عليه و إعادة تنقيحه لما يناسب عصرنا الحالي و إظهاره بما يليق به.

    اليوم في الدورة goal setting
    الحقيقة وجدت الكثير من الأمور التي هي في الحقيقة موجودة أصلاً في ديننا
    ولي وقفة مع هذا الموضوع بالذات في مدوني يا أبا المعتصم.

    ردحذف
  2. جميل يا ابا المعتصم ...

    وفقك الله



    محمد القحطاني - برزبن

    ردحذف