المشاعر في الروضة الشريفة لا تستطع الكلمات ان تعبر عنها...
ولئن كانت الصلاة في المسجد النبوي كله مضاعفة فإنها في الروضة الشريفة لها معنى خاص واثر عميق لمن وفق لاستشعار بركة المكان وبركة الجوار...
أعود بكم إلى رحلتي فبعد أن صليت سنة الفجر رحت اقلب ناظري في جنبات الروضة الشريفة...
كنت قد قرأت كتاب "الدر الثمين في معالم دار الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم" لغالي محمد الأمين الشنقيطي,,
وحين وقعت عيني على المنبر تذكرت ذلك المنبر الذي شَرُفَ برسول الله يخطب عليه ثم بالخلفاء من بعده وقد عرف الصحابه ومن بعدهم لهذا المنبر فضله فقد بقي على حاله وفي مكانه حتى زمن معاوية رضي الله عنه فزاد فيه ست درجات وكساه وحلاه ولم يُغير مكانه بعد ذلك ولا قبله ...
أما المحراب فيتوسط الروضة ويزيدها جمال وهيبة وقد بقي محراب للمسجد إلى زمن عثمان رضي الله عنه حيث انتقل إلى المحراب الحالي ...
ولنعد الى الاسطوانات فإلى الشمال الشرقي من المحراب تقع اسطوانة عائشة أو اسطوانة القلادة وقد صلى عندها الرسول عليه الصلاة والسلام بضع عشر ليلة بعد تحول القبلة ثم انتقل إلى المخلقة. وقد كان أكابر المهاجرين يتسابقون للجلوس عندها والصلاة إليها.
ثم رأيت اسطوانة التوبة أو اسطوانة أبو لبابة والتي ربط نفسه إليها حينما تعاطف مع اليهود في غزوة بني قريظة وعرف انه خان الله ورسولة فربط نفسه بها حتى تاب الله عليه وقد كانت تلك الاسطوانة تشرُف بكثرة تنفل الرسول صلى الله عليه وسلم عندها ...
سترى أن من الأعمدة التي يستند إليها الشباك الحالي اسطوانة السرير حيث كان معتكفة صلى الله عليه وسلم فاقتربت بنظري وتملكني شعور غريب ففي هذا المكان كان يُختم القران من رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو يقرأ على جبريل عليه السلام حين يعارضه القران في كل رمضان...
وإلى الشمال منها اسطوانة الحرس حيث كان يبيت علي رضي الله عنه يحرسه قبل أن تنزل آية (والله يعصمك من الناس)...
والى الشمال منها اسطوانة الوفود والتي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس عندها لاستقبال الوفود...
ولفت نظري تجاورها مع اسطوانة الحرس فهذه (الحرس) ارتبطت بزمن الخوف وتلك (الوفود) ارتبطت بزمن التمكين...
المسافة بين الاسطوانتين قريبة لكن الانتقال بين المرحلتين لم يكن سهلا بل كانت هناك تحديات و تضحيات...
وهناك اسطوانتين مشهورتين لا تشاهد الآن فهي داخل الشباك وهي اسطوانة التهجد حيث كان يقوم صلى الله عليه وسلم الليل حتى تتفطر قدماه وكذلك اسطوانة مربعة القبر...
بحر من المشاعر كنت أسبح فيه وسيل من الخواطر كان يجول بي ...
اضطررت أن اقطعها وأعود إلى زماني ومكاني فقد أقيمت صلاة الفجر...
والى لقاء آخر أترككم في رعاية الله...
روابط ذات علاقة:
رحلتي الى المدينة: الوصول
رحلتي الى المدينة :الروضة 1
رحلتي للمدينة: امام الواجهة الشريفة 1
اشكرك اخي ابا المعتصم على هذه الاطلالة القيمة والتي تجعل لكل شيء قيمة ومعنى في مسجد الحبيب ، اتمنى ان ازوره في اقرب فرصة ، واتمنى عليك ان تهديني ذلك الكتاب الذي اشرت اليه .
ردحذفشكرا
نسيت اشكرك على الصور اللي باين انها اخذت منك جهد في جمعها والتأكد من وضعها في المكان الصحيح
ردحذفتحياتي
حياك الله اخي انور
ردحذفشاكرا تواصلك المستمر
بالنسبة للكتاب موجود في غرفتك على ما اتذكر ...
رحلة ايمانيه رائعه ...نودان تقص علينا بعض من رحلاتك لمكه المكرمة ...لا تنسانا من دعائك في ظهر الغيب
ردحذفاخوووووك ابو هاشم
أخي حسن
ردحذفوالله لقد أخذت بقلبي وانا الذي لم أزر المدينة إلى الآن
وقد بيت النية أكثر من مره ولكن لم يرد الله
زدنا مما اتاك الله لعلنا نستفيد فيما لو سنحت لنا فرصة زيارتها واتمنى التفصيل فيما يتعلق بالمواقع التاريخية
دمتم في رعاية الله
محمد عقيل
الأخ العزيز والصديق الصدوق حسن الحازمي وفقه الله
ردحذففي هذه الرسالة وبقية الرسائل لاحظت القلم الصادق الذي يسيل من حبره هدف جميل وحلم نبيل ورسالة سامية ، يهرب قلمك من تلميع الذات ونزعة الأنا ولكنه يقع من حيث لايشعر في التكرارية،
في وجهة نظر اخيك الصائبة أو المخطئة
أن مايهم القاريء لخاطرة شخص ما ،هي قراءته لمكان ما، أو حدث ما، بشكل مختلف نوعا ما
وأقصد بمختلف أي الرؤية من زاوية مختلفة جدا عن ما هو واضح للجميع
هنا في هذه المقالة وجدت هذه الصفة في
قمة وضوحها حين قرأت الزوايا
خصوصاً حين قلت:
المسافة بين الاسطوانتين قريبة لكن الانتقال بين المرحلتين لم يكن سهلا بل كانت هناك تحديات و تضحيات
******
تابع السير أيها الجميل فسترتاح يوما
وفقك الله
محمد ناصر عسيري
جزاك الله خيرا
ردحذف