وقفت طويلا في الطوابيرالتي تنتظر الدور للمرور أمام الواجهة الشريفة ...
شدني في ذلك الموقف صوت النحيب ودموع الشيوخ وصدق العاطفة....
ما هذا الحب الذي ملأ القلوب وملك الأفئدة ؟
يقف الكل يقاوم الحركة من أمام قبر الرسول عليه الصلاة والسلام يتمنى أن تطول الدقائق والثواني ليأنس بهذا الموقف ...
وإذا اضطر للمشي تحت ضغط من خلفه ترى حسرة على الوجوه من الحجاج المستعدين للسفر وهم يلقون النظرة الأخيرة على الواجهة الشريفة... وهم يودعون ذكرى جميله عاشوها وتلذذوا بها لأيام معدودة...
بل إن بعضهم يخرج خارج المسجد ويرجع ليدخل من الجهة الاخرى ليصف في الطوابير من جديد وينتظر ساعة أو تزيد ليمر من أمام الواجهة الشريفة مرة أخرى...
الصوت خافت واللهج بالذكر والدعاء والسلام هو سيد الموقف...
وكأن الجميع يتذكر قول الله عز وجل "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي" فحفظوا له حقه ميتا كما حفظه أسلافهم له حيا وميتا...
في هذا الموقف يتجلى بكل وضوح معنى قوله تعالى
هذه الجموع الغفيرة -بل كم من الملاين- تزور هذا المكان في كل عام حبا وشوقا وتأسيا واقتداء...
كلهم يمني نفسه بلحظات ويعتبرها شرف الدنيا وذخر الآخرة...
لقد رفع الله ذكر نبيه وما دام الله قد رفع ذكره فلن يستطيع كائن من كان أن يخفضه...
إنها الرفعة المطلقة ممن يملكها والذكر الحسن والحب الصادق في قلوب المسلمين...
هل هناك قبر نبي أو عظيم من العظماء يزوره نصف هذا العدد أو ربعه...
بل هذه المدينة (طيبة الطيبة) هل كان احد سيزورها لو لا تشرفها باحتضان اشرف جسد...
لقد ربح الأنصار عز الدنيا والآخرة وربحت المدينة بركة تجدها في كل شيء , في خلق أهلها وسعة رزقها بل في كل شيء فيها...
تذكرت ما خسره أهل الطائف من عز الدنيا والآخرة حين ردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذبوه بل وأدموا عقبيه بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام ...
وهناك تذكرت ايضا قول الله عز وجل
أين من عادا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ رحلوا ونُسوا... وبقي وخلد ذكره...
وهكذا كان وسيكون إلى قيام الساعة إن شاء الله
رفعة وذكر حسن لمن اطاعه واتبعه...
و نسيان وخسران لمن عاداه وعصاه...
فهل نعي هذه المعادلة ...
والى لقاء قادم
حقا لقد نال أهل المدينة شرف ما بعده شرف بأن آووا الرسول صلى الله عليه و سلم, وأقر لهم هذا الشرف بعد النصر وأصبحت مدينته رغم عظم و قداسة مكة. وحقا لن تنال منه الافلام ولا الرسوم ولا الكتب ,بل سيزداد علوا و رفعة من الله, وكفى بالتاريخ شاهدا. فدعوته أعظم وسيرته أعطر وأخلاقه أكرم. وهذا المشهد الذي نقلته لنا يا أبا المعتصم لدليل على عظم الأثر الذي تركه الحبيب المصطفى(ص). جزاك الله خير.. إنتاج رائع و أعجبني الربط بين المشهد في الرحلة بحدث في الماضي وحدث في الحاضر. متشوق للحلقة القادمة وأرجوا بأن يكون لها موعد محدد إذا أمكن.
ردحذفأبو يوسف
حياك الله اخي ابو يوسف
ردحذفالموعد المفترض لكل حلقة هو بعد منتصف ليل كل سبت إن يسر الله
تحية إكبار وإجلال
ردحذفلقلمك الرفيع وإسلوبك البديع
واسمحلي بنقل موضوعك القيم لمنتدى نادي المدينة التطوعي