الجمعة، أغسطس 07، 2009

الطريق إلى النجاح بل إلى الفلاح بـ 6

image

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,

يتحدث الناس عن النجاح وعن التغيير، فيطرحه هذا على شكل مفاتيح، ويعنونه الآخر بالعادات السبع أو العشر، ويحوله الثالث إلى قبعات، كل يسوق لفلسفة معينة ويدعو لنموذج ما.

في الأيام الماضية وقفت مع نص لا كالنصوص فهو مقدس من حيث المصدر، مفصلي من حيث الزمن ، شمولي من حيث الطريقة.

آيات قصيرة هي من أول ما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بل هو النص الذي بدأت به رسالته عليه الصلاة والسلام. جاءت هذه الآيات تشرح له طريقة النهوض ومنهج التغير وسر الفلاح، وأي هدف سيكون أعظم من هدفه عليه الصلاة والسلام وما هي المهمة الأصعب من مهمته؟ فإن كانت الأيام قد أثبتت نجاح ذلك النموذج فما الذي يمنعنا أن نكرر استخدام نموذج اثبت فاعليته!

يقول الله عز وجل:

(يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ 1 قُمْ فَأَنذِرْ 2 وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ 3 وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ 4 وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ 5 وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ 6 وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ 7)

هذا النص القصير في مبناه ، الكبير جدا في معناه... لو أعطيناه حقه لرسمنا به منهجا للفلاح يبز كل ما جاء بعده من تنظير وفلسفات للتغير والنجاح، فلنبدأ مع هذا النص القرآني المحكم والمحكم جدا فهو من أول ما نزل ، مما يعني تعرضه للفحص والمراجعة ومحاولة النقد من أرباب الفصاحة المعادين لهذه الرسالة.

سأبدأ مع هذه النصائح بعيدا عن الجو الذي نزلت فيه وبنظرة أشمل من حصره في زمن معين ، سأنظر إليه كتوجيهات عامة يمكن أن نوظفها لتحقيق أي هدف:


1. قم فأنذر: طاقة دافعة مُدرِكة

غير حالك حسيا ومعنويا، وانهض من سباتك وغادر منطقة الراحة التي اعتدت عليها، وكن منتبها لمصادر الخطر التي يمكن أن تكون عائقا لك في طريقك نحو هدفك.


2. وربك فكبر: قيمة عُليا

بدأ بربك للحصر فلتكن هذه القيمة العليا التي تمدك بالطاقة وتعينك في اتخاذ القرار الصحيح، فكبر ربك في نفسك ليصغر في عينك كل عائق ولتمتثل أمره وتفضل ما يقربك منه، كبره في صلاتك، كبره في نفسك حين تقترب من المعصية فتمنع نفسك منها، كبره باستشعار عظمته ورحمته و حكمته عز وجل.


3. وثيابك فطهر: حُسن المظهر والمَخبر

فطهارة الثياب بإزالة النجاسة عنها و بحفظها من أن تصيبها النجاسة وكذلك طهارة السيرة بالتخلص من العادات السيئة والبعد عن كل عادة دخيلة، والترفع عن كل ما يدنس هذا الثوب الطاهر.


4. والرجز فاهجر: حماية للمكتسبات

ابتعد عن كل ما لا ينبغي من الأفعال والأقوال والأماكن، حفاظا على ثوبك المطهر، فليكن الهجر الجميل لكل ما من شأنه أن يخرج بك عن صفائك ونقائك.


5. ولا تمنن تستكثر: نفس عالية

استصغر عملك واستمر في العطاء بلا توقف ولا استكثار لما تقدم فهي عادة أصحاب الهمم بأن يبذلوا في سبيل ما يريدون كل غالي ونفيس فلابد من العطاء ثم العطاء ثم العطاء وهي مرتبطة بما سبقها فكبر ربك لتستصغر عملك.


6. ولربك فاصبر: سر الإستمرار

وأخيرا مفتاح كل نجاح وفلاح "الصبر" فليكن عدتك وعتادك في طريقك نحو هدفك ،وليكن ما يميز صبرك أنه لله العظيم. و استمر على طريقك صابرا محتسبا حتى تلقى الله (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ).


أختم بأن هناك سر عجيب في هذا المنهج سأتركه لأُفرد له مقال مستقل - إن يسر الله - فهو يستحق أن نقف معه بتركيز وتأمل شديدين فانتظرونا...


تحديث: تم إختيار المقال ضمن القائمة الأسبوعية لمنتديات الإسلام اليوم


مواضيع إخترتها لك:

هناك 13 تعليقًا:

  1. رؤية جميلة أخي حسن ...

    فتح الله عليكم وعلينا فتوحات العارفين ...

    ... قرآن فيه ذكرنا ... صدق الحق

    تحياتي

    ردحذف
  2. ما شاء الله
    صدقا أخي , إن مفاتيح النجاح بنسبة للأمه هو تغيير ما في النفوس و الإرتقاء بالنفس البشرية من خلال سردك لهذه القيم القرآنية

    زايـــد السقاف

    ردحذف
  3. صدق الله العظيم ,,
    نسأل الله أن يجزيك الخير ,, وينفعنا بك ,,
    أسلوبك رائع في إيصال المعلومة ,, من أقصر الطرق ,, لاحرمنا طرحك ,,
    مهندس حسن


    وليد

    ردحذف
  4. سبحان الله في القران نجد معاني سامية وقواعد للحياة , من فهمها وعمل بمقتضاها فاز فوزا عظيما في الدارين ...
    فكرك راقي ياأبو المعتصم كم أغبطك عليه ...

    برنسيسة

    ردحذف
  5. مقبل الشمري8‏/8‏/2009، 2:06 م

    قالى تعالى في محكم التنزيل

    ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )

    بارك الله فيك ,, وهي فرصه للسلام عليك اخ حسن ويشهد الله ان لك دور فعال في تغيير بعض المفاهيم وتنشيط الهمم

    مقبل الشمري

    ردحذف
  6. جزاك الله خيراً على هذا البيان لآيات نمر عليها مر الكرام، و يغيب عنا وعن كثير من القيادين المسلمين تدبر القرآن وإتخاذه منهجاً لتحقيق النجاح رغم إيماننا بأن فيه الحل و الفلاح. ورسول الله صلى الله عليه وسلم وضَّح ذلك وبيَّنه حينما قال: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلُّوا بعدي أبدًا: كتاب الله وسنَّتي".

    أبو يوسف

    ردحذف
  7. وئام متابع دائم

    وفتح الله عليك

    زايد

    اشكر لك إضافتك

    وليد يسعدني كلامك ويشجعني

    البرنسيسة متابعة دائمة وإيجابية


    مقبل

    شرفتني بمرورك الأول


    ابو يوسف ومنكم نستفيد


    حياكم الله جميعا اخوتي الأحبة

    ردحذف
  8. جزاك الله خير اخي حسن

    استمر في العطاء وسنستمر في القراءه والدعم ولك ولنا الاجر ان شاء الله

    اخوك
    ضيف الله الشيخي

    ردحذف
  9. بارك الله فيك اخي حسن
    مقالة قيمة وبها الكثير من اللفتات التي تحتاج لعمل وجهد كبيرين
    اسقاطاتك وقراءاتك دائماً ما تبهرني وتجعلني اسأل دائما نفس السؤال، هل كنت اقرأ القران فعلاً؟
    واصل تألقك اخي واسلوبك الشيق، ننتظر الجزأ الآخر بفارغ الصبر

    تحياتي

    ردحذف
  10. كل نقطه في آلايات الكريمة تستحق الوقوف والتعليق ولكن اجدني اقتبس هذا التفسير
    اقتباس:
    "4. والرجز فاهجر: حماية للمكتسبات

    ابتعد عن كل ما لا ينبغي من الأفعال والأقوال والأماكن، حفاظا على ثوبك المطهر، فليكن الهجر الجميل لكل ما من شأنه أن يخرج بك عن صفائك ونقائك."

    سبب الاقتباس لهذا النص
    1- تفشي الظاهره بشكل كبير وخطير في مجتمعنا بشكل يمكن قياسه وقياس تأثيره (يتعدى أثرها للغير وربما الى المجتمع ككل )
    2-الافعال والنصائح الخمس الاخرى اقرب ما تكون بين العبد وربه ودرجات قياسها تختلف بين شخص وآخر (الصبر مثلا )

    لهذا اجد ان كل الخطوات السته مهمه والنقطه الرابعه تعتبر مفصليه نظرا لما سبق
    ختاما:وقوفك متأملا في آيات الله الكريمه مستنبطا منها هذا الفهم والادراك الرائع يجعلني أغبطك وادعو لك بالتوفيق في الدنيا وألأخره
    وفقك الله ونفع بك

    قلم برزبن

    ردحذف
  11. جزاك الله خيراً أخي أبا المعتصم على هذا الطرح الرائع جداً
    وأسأل الله أن يوفقنا لقراءة القرآن وتدبره وفهمه والعمل بما فيه، وذلك هو الخير والطريق للنجاح والفلاح

    أكرر شكري الجزيل لك على طرحك الجميل وأنتظر الجزءالقادم الذي شوقتنا له بشكل كبير

    أبو عبدالملك

    ردحذف
  12. An outstanding analysis from a brilliant mind

    Ma shaa allah !!!!

    I Love it

    Loai :)

    ردحذف
  13. طريقك إلى القمة

    http://tadabbor.com/nzekra/media/39/?p=2

    منقول من موقع الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم

    ردحذف