الأربعاء، أكتوبر 14، 2009

لو كُنتُ مُرَشحاً…

image

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,

مع إنطلاق الحملة التوعوية المصاحبة لإنتخابات رئاسة الأندية الطلابية، أحاول أن أشارك في هذه الحملة من خلال بعض الأفكار التي قد تكون مفيدة لإخواني المتقدمين لهذه الترشيحات ومن نافلة القول أن هذه نظرة شخصية ناتجة عن تجربة قد يتفق معي فيها البعض وقد يختلف البعض الآخر بطبيعة الحال.

لعل الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه الأندية الطلابية في الخارج ينقسم إلى محورين رئيسيين: الأول تجاه المبتعثين والثاني تجاه الوسط المحيط. وحيث أن وسيلة تحقيق المحور الثاني هم أفراد المحور الأول فلنجعلهم دائرة التركيز الأولى.

غادر المبتعثون وطنهم وأهليهم من أجل تحقيق الدرجات العلمية والاستفادة من تجربة المجتمعات التي يعيشون فيها ولذا فإن الهدف الاستراتيجي للنادي هو المساهمة في تحقيق هذه الأهداف لأفراده بمساعدتهم واختيار البرامج التي تساعد في تحقيقهم لذلك.

من المفترض أن يقوم رئيس النادي - الواعي لهذا الهدف - برسم خطة عملية لتحقيق ذلك ومن ثم إقناع فريقه بهذه الأهداف وجعلها واضحة أمامهم ومن ثم برمجة جميع الأنشطة في هذا الاتجاه.

ليكن الهدف المرحلي هو خلق روح الألفة والمحبة بين أبناء التخصص الواحد بالدرجة الأولى ومن ثم بين كل المجموعة. فكلما زاد التعارف والتواصل بين أبناء التخصص وصلنا إلى هدف تحقيق الجانب الاجتماعي للفرد من خلال أفراد يشتركون معه في التخصص ونكون في الوقت ذاته قد ساعدنا على تنشيط التبادل المعرفي داخل هذه المجموعات.

مع إدراك و تقدير خصوصية كل مدينة واختلاف التوزيع الجغرافي لطلابها ولكن بما أننا طلاب فليكن المحور الرئيسي الذي يجمعنا ويحدد انتمائنا هو جانب التخصص فإذا كان هناك أكثر من جامعة فسيكون لأفراد كل جامعة جمعية خاصة بخطة مستقلة قد تجتمع مع بقية الجمعيات في الأحداث الكبيرة والتي تهدف للتعارف بين أفراد النادي ككل.

وداخل كل جمعية يفضل أن يكون هناك تقسيم داخلي بحسب التخصص (الروابط العلمية) ثم برمجة جميع البرامج بهذه الطريقة، بحيث تكون المناشط الرياضية تنافسية بين أفراد هذه المجموعات كما تكلف في كل مرة إحدى تلك المجموعات بتنظيم البرامج الاجتماعية.

اعتقد بأن الرئيس الناجح هو من يستطيع تفعيل هذه المجموعات للمشاركة الفاعلة في تنظيم البرامج فضلا عن حضورها وهذا سيجعل مهمة الهيئة الإدارية مهمة تنسيقية تقوم بتذليل العقبات أمام معدي البرامج مع وضع الهدف المتوقع من كل برنامج والذي بطبيعة الحال يفترض أن يساهم بشكل ما في تحقيق الهدف الإستراتيجي للنادي.

بالنسبة للبرامج الموجهة للمجتمع المحيط (في الجامعات أو على مستوى المدينة) ففي نظري أن المستهدف الأول هم أعضاء النادي، حيث أن خوضهم لهذه التجربة سيكسبهم القدرة على التمازج الثقافي مع هذا المجتمع. وهنا علينا أن نهتم بالكيف أكثر من الكم فنركز على جودة الإخراج بحث نقوم بإعداد معرض متكامل معد مسبقا بعناية واحترافية يشارك به في المناشط التي تقام داخل الجامعة أو من خلال المؤسسات الثقافية في المدينة مع مراعاة إشراك أعضاء جدد في كل مرة ليستفيدوا من التجربة.

تكون البرامج الموجهة للمجتمع الجامعي عادة عبارة عن معارض ثقافية تعرض جوانب من ثقافتنا مثل الزي، أطباق وأنواع المأكولات، عروض شعبية، وبعض من الصور و الكتيبات و الأفلام الوثائقية التي تعرض التطور الصناعي و العمراني، ومع أهمية مثل هذه المعارض إلا أنه وبحكم كوننا طلاب فأعتقد أن المنتظر منا هو إقامة ورش عمل وندوات يقدمها الطلاب أنفسهم والتي قد تكون انجح في إيصال المعلومة وخصوصا إذا صيغة بشكل علمي ناهيك عن استفادة الطالب من خلال تطوير نفسه اكتساب مهارة تقديم عرض أكاديمي.

برنامج عيد الفطر المبارك قد يكون من أهم البرامج التي تحتاج أن يبذل بها الكثير من الجهد والمال فهي المناسبة الأكبر التي يمكن جمع كل أعضاء النادي (رجال ونساء وأطفال) على مستوى المدينة، فحتى إن تعددت الجامعات فليكن هناك حرص كبير على إقامة برنامج واحد ويبذل الجهد في مراعاة المكان والبرامج والوقت المناسب للجميع. ويحسن هنا إشراك اكبر قدر من الأعضاء من مختلف الجامعات في إعداد برامج الحفل مما يجعل الحرص على النجاح هو هدف للجميع وفي حالة وجود أخطاء فإن الانتقاد بعد انتهاء الحفل سيكون أقل.

قبل الختام أود التنويه بأهمية العمل بروح الفريق الواحد فلا تتضارب البرامج وليكن الهدف جودتها وليس كثرتها ، كما أن الحرص على تنظيم برنامج اليوم الكامل (رياضي – ثقافي – اجتماعي) سيجعل هذا البرنامج محققا لجميع الرغبات فكثرة البرامج قد يؤدي إلى ضعف الإقبال على برامج النادي.

وختاما فهذه مجرد أفكار قد تساهم في وضع برنامج مناسب ومثمر ولابد من التذكير هنا بأن العمل التطوعي هو عمل مع الله عز وجل بطلب العون والتوفيق منه واحتساب الأجر عنده فلا نبخل على أنفسنا بهذه التجربة الثرية، كما أدعوك أخي الكريم لإثراء هذه المقترحات بإضافاتك واستدراكاتك.


روابط أخترتها لك:

هناك 3 تعليقات:

  1. والله يا أبو المعتصم الموضوع أكثر تعقيداً عندما تأتي لرئاسة النادي . من وجهة نظري أن الموضوع في مغامرة واستنزاف للجهود والعائد الذي يحصله الشخص قد لا يكون جيداً .

    اسمح لي ، سأتحدث بلهجة تعميمية . .

    الكراهية والتنافس الغير شريف موجود هنا ، الطلاب غير متعاونين أبدا ً( خاصة عندما يأتي الموضوع للنواحي العلمية والدراسية ) . ناهيك عن ضعف الوعي في العمل التطوعي .

    في ولاية غرب أستراليا ، النادي مؤخراً حصل على إدارة جيدة نسبيا ً لكنهم لن يستطيعوا تغيير الأمر مادام الطلاب أنفسهم لا يريدون التفاعل ولا المساهمة.


    إلى جانب كل ذلك ، اتهامات كثيرة تطال رؤساء الأندية ، والبعض الآخر يحمّل النادي مسؤوليات جهات أخرى مثل السفارة والملحقية . ويظنون أن رئيس النادي موظف ( مدفوع الأجر ) من قبل الملحقية .

    لا أعلم عن علاقة رئيس النادي والملحقية ، ولكن من خلال ما أسمع وأرى أنها ليست على مايرام .


    الخلاصة : حتى وإن وجدَت في الشخص الكفاءة لإدارة النادي ، قد يكون إحجام الكثيرين المناخ العام للطلبة وللجامعات .

    رأيي : لو يتم تحويل النادي إلى جمعيات في كل جامعة ، سيكون الأمر أكثر سهولة في كل الأصعدة ( جربناها بشكل جزئي في غرب أستراليا وأجدها نجحت )

    بالتوفيق ،

    ردحذف
  2. رائع رائع يا أبا المعتصم شكر الله لك وللأخ وئام تونسي ولكل من ساهم في إخراج هذا المشروع الجميل فهو بحق مشروع مميز في المحتوى والتوقيت


    احمد الزهراني

    ردحذف
  3. "لعل الهدف الرئيسي الذي تسعى إليه الأندية الطلابية في الخارج ينقسم إلى محورين رئيسيين: الأول تجاه المبتعثين والثاني تجاه الوسط المحيط. وحيث أن وسيلة تحقيق المحور الثاني هم أفراد المحور الأول فلنجعلهم دائرة التركيز الأولى."

    اقتباسي لهذا الجزء نابعا من إيماني بإن المرشح متى ما ادرك اهميته وكيفية تحقيقه مع النيه الصادقه في العمل لوجه الله الكريم فإن النجاح سوف يكون حليفه


    # اتمنى مشاهدة عدد من المرشحين وبرامج مختلفه تحاول استقطاب الاصوات بقوه البرامج ومدى مصداقيتها وإمكانية تطبيقها على الواقع وبقي ان اذكر نفسي اولا بإن الصوت الانتخابي مسؤوليه وامانه فينبغي علي و عليك اخي الطالب ان نعطي الصوت للمرشح الذي نشعر ونؤمن بانه سوف يمثل طموحاتنا واهدافنا من خلال برنامجه الانتخابي وشخصيته في التعامل مع زملائه

    شكرا ابا المعتصم طرح مميز كالعاده

    محمد القحطاني

    ردحذف