بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,
أتدرون من اقصد بـ "البحر العميق"؟ إنه أخي المفضال وصديقي العزيز المهندس محمد بن صالح بامطرف (أبو يوسف) اسأل الله أن يحفظه في حله و ترحاله وأن يجمعنا به على الخير والهدى فهو الآن بين السماء والأرض في طريقه عائدا إلى أبوظبي بعد أن حصل على درجة الماجستير في إدارة المشاريع.
إنه ذلك الشخص الذي لا تراه إلى هاشا باشاً، هو هادئ لأنه بحر عميق "والبحر العميق هادئ". تجلس معه فلا تكاد تسمع إلا بضع كلمات! و لكنها مركزة وعميقة فهي نتاج تجربة طويلة ومتأنية. لقد قضى ست سنوات من عمره في الولايات المتحدة الأمريكية في التسعينات الميلادية وفي تلك الفترة حصل على بكالوريوس الهندسة المدنية. كما أن سفره في مرحلة مبكرة من عمره اكسبه الكثير من التجارب والخبرات. عاد بعدها إلى الإمارات ليعمل في أمانة ابوظبي، أشرف من خلال عمله على العديد من المشاريع التنموية وأكتسب خبرة عملية توجها بحصوله على الماجستير.
أما من الخبرات الحياتية فهو مطلع على كثير من الأمور الفكرية والدعوية وذو تجربة غنية في الأمور الاجتماعية ومع كل ذلك فلم أصحب في حياتي من هو أحق منه بقول القائل:
وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه، ولعله أدرى به
جمعتني به أيام جميلة قاربت الثلاث سنوات و زادت جمالا بتجاورنا في السكن ورفقت ابنينا "حفظهما الله" (يوسف والمعتصم) في المدرسة، فعرفته عن قرب فوجدته من النوع الذي إذا كنت معه شعرت أنك وحدك وذلك لبساطته وطيب معشره فلا يُحِيجك لتكلف أو تصنع، بل يأخذ الأمور ببساطة ولا يحملها أكثر مما تحتمل.
لقد وجدت فيه أخا معينا على الخير، مبادرا إلى الطاعات، مخلصا في نُصحه، تقي خفي "أحسبه والله حسيبه". فالحمد لله الذي منَّ علي بالتعرف على مثله بل ومجاورته والاستفادة منه.
ولكن لئن كان من جمال السفر والاغتراب انه يهيئ - بتوفيق الله - لاكتشاف مثل هذا الكنز بل والاقتراب منه والاغتراف من معين أدبه وأخلاقه وزيادة العمر بسماع تجاربه في الحياة. فإن هذا الجمال لا يخلو من مرارة تتجرعها عند اضطرارك لفراق من تحب فتذكر قول ابن زيدون:
إن الزمان الذي مازال يضحكنا أنسـا بقربهم قد عاد يبكينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا شوقـــــا إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
اسأل الله بمنه وكرمه أن يجمعنا بمن نحب في هذه الدنيا على الخير والهدى وأن يجمعنا بهم سرمدية أبدية في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
مواضيع أخترتها لك:
إيهٍ يا أبا المعتصم
ردحذفكلناذاك الرجل الحزين على فراق أبي يوسف
رجل تعلمت منه كيف يكون الصمت حكمة في زمن الهذيان
حفظه الله هو ومن يحب
وجمعنا بمن نحب على الخير دائما
أبو ناصر
كم آلمنا سفر ابو يوسف
ردحذفكم كنت اترقب مداخلاته في نقاشاتنا فقد كانت دروس يستفاد منها
أسأل الله أن يجمعنا واياه على الخير في الدنيا ويظلنا تحت عرشه يوم لا ظل الا ظله
اللهم امين
ابو ناصر وابو سارة
ردحذفاشكر لكم تعليقاتكم وابو يوسف يستحق منا أكثر