كما نشرته جريدة المدينة الاثنين, 26 أكتوبر 2009
د. حمود أبوطالب
في يوم واحد نشرت الصحف خبر قبول الدفعة الجديدة في برنامج الابتعاث الخارجي (8274) طالبا وطالبة، ومعه خبر اختيار أحد طلابنا المبتعثين (المهندس حسن الحازمي، المبتعث من جامعة جازان) عضوًا في مجلس جامعة جريفث بولاية كوينزلاند الأسترالية لمدة عامين.
من أفضل الإنجازات التي تحققت لدينا إعادة برنامج الابتعاث بنسخته الجديدة المطوّرة، التي انطلقت برؤية واضحة لتحقيق أهداف مستقبلية أكثر وضوحًا. كان لابد أن يبدأ هذا البرنامج، ومن الضروري أن يستمر بما يناسب كل مرحلة ويلبّي احتياجاتها. خلال فترة قياسية زاد عدد الجامعات الحكومية والأهلية لدينا وسوف يزداد أكثر بما يمكن أن يغطي في مستقبل غير بعيد حاجة التعليم العالي في كثير من تخصصاته ومستوياته، لكن ذلك لا يلغي أهمية استمرار الابتعاث.. الابتعاث لا تنحصر فائدته في استثمار الوقت بتجهيز أكبر عدد ممكن من الكوادر الوطنية المتخصصة الحاصلة على تعليم نوعي متطور في دول متقدمة، أي ليس من أجل التعليم والشهادة فقط، وإنما أيضا للانفتاح على ثقافات شعوب واكتساب مهارات وقيم العمل، وأساليب إدارة الحياة والتعايش مع الآخرين، ونقل تجارب ناجحة في كل مجال.. هذه الألوف من المبتعثين والمبتعثات سوف يحملون معهم عندما يعودون خبرات الدول المختلفة التي تعلّموا فيها، وبذلك سوف يضعون قواعد المراحل المستقبلية على أسس من مدارس وفلسفات ومناهج دول ومجتمعات نجحت في سباق العلم والحضارة الإنسانية، وبإمكانهم التواصل مع العالم والتعامل مع معطياته دون فجوات معرفية أو حواجز نفسية..
وكما برز المبتعث الحازمي في غير مجتمعه، وفي بيئة تنافسية صعبة فإن غيره قد استطاعوا التفوق والبروز، وغيرهم سوف نسمع عن جدارتهم بالتفوق في قادم الأيام.. إن النماذج القليلة المتعثرة أو التي شذت في تحصيلها أو سلوكها لا تمثل حقيقة الطالب السعودي والطالبة السعودية، اللذين أثبتا قدرتهما المتميزة على منافسة الآخرين في كل مجال.. إنهم فقط يحتاجون للعناية بهم وتسهيل العقبات الأولية التي قد تعترض طريقهم، ويحتاجون في البداية إلى توعية جيدة بأنظمة وقوانين الدول التي يذهبون إليها، كما يحتاجون إلى أن تكون سفاراتنا قريبة منهم ومهتمة بشؤونهم وغير متعالية عليهم.. وسوف يأتي يوم ندرك فيه جيدًا أن عنايتنا بهم كانت أفضل استثمار للوطن..
روابط أخترتها لك:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق