قباء...
لن اقف هنا مع فضله ولا تاريخه فالحديث عن ذلك يطول ويتفرع...
فلم يرد من الفضائل في مسجد - بعد المساجد الثلاثة - ما ورد في فضل قبا...
ولكن لعلي أوفق للوقوف على رمزيته ودلالته بل وقدسيته التي خصه الله بها في قوله تعالى:
"أول" هذا المعنى المقدس في الإسلام خصوصا إذا أدركنا قول الله عز وجل:
فليست مصادفة أن يكون قبا أول مسجد يبنى في الإسلام...
و ليست مصادفة أن يكون أول من أسلم هو رفيق الهجرة وهو الخليفة الأول بل وهو جار القبر...
وإن ذهبنا نفتش عن هذا الفضل للأسبقية فسنجده جليا واضحا في ديننا...
"فلنسابق الى الخيرات"
و إن كنتُ قد زُرتُ قبا من قبل والحمد لله, غير أن هذه الزيارة كان لها مذاقها الخاص خصوصا بعد أن قرأت عن قبا فتعلق قلبي به...
كيف لا وقد تعلق به قلب رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام...
وتعلقت به بعد ذلك قلوب أصحابه ومن تبعهم يتناقلون حبه والارتباط به خلف عن سلف...
اقتداء بمن حببنا فيه قولا وفعلا...
فقد زاره الرسول صلى الله عليه وسلم راكبا وماشيا بل داوم على تلك الزيارات واخبرنا أن من زاره وصلى فيه كان له اجر عمرة...
"عمرة تذكر الزائر وتربطه بمكة"
ذهبت إلى قباء بهذه الروح وأنا أقول في نفسي:
هنيئا لك يا قبا أن اختارك الله عز وجل لتكون نقطة تحول في التاريخ فقد كنت شاهدا على ميلاد دولة ضحك لها الدهر طويلا...
هنيئا لك فقد شَرُفت يا قبا بأن خط النبي صلى الله عليه وسلم حدودك - بل وباشر بنائك - بنفسه عليه الصلاة والسلام...
بل اخبرنا الله عز وجل عن بركة تأسيسك على التقوى فكنت المشروع الإسلامي الأول...
فأنت يا قبا بركة من بركات محمد صلى الله عليه وسلم على المدينة المنورة...
فمن زارك وصلى فيك ينقلب بأجر عمرة وهو لم يغادر المدينة...
فهنيئا لطيبة الطيبة وأهلها بك يا قبا...
ابيات لكامل الصحفي