حقيقة…

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,

أصل اليوم إلى خاتمة سورة الحاقة، وهي السورة التي تحمل صفة الحسم منذ بدايتها، والآيات التي أتأملها هي من هذا النوع فهي حاسمة لا تترك مجال للأخذ والرد، وإنما هي صريحة قوية ومباشرة.

يقول الله عز وجل: (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ 44 لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ 45 ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ 46 فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ 47).

إذا هو وحي من عند الله ولا مجال لتدخل البشر فيه، هي منطقة محظورة حتى على أحب خلق الله إلى الله (محمد) عليه الصلاة والسلام. و حاشاه عليه الصلاة والسلام من التقول على الله بغير علم ولكنها رسالتان: الأولى تثبتُ صدق محمد عليه الصلاة والسلام.

أما الثانية فهي التي تحذرنا من الاقتراب من هذه المنطقة، فالقضية لا تحتمل الأخذ والرد. إن القول على الله عز وجل بغير علم مرفوض من كل أحد مهما كانت منزلته، فالرد سيكون قاسي جدا، نلمس ذلك من خلال هذا التعبير القرآني (لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين . فما منكم من أحد عنه حاجزين).

فمَن مِن البشر يطيق ذلك أو يملك له ردا !

ما نملكه هو طلب النجاة لأنفسنا من خلال الوقوف عند حدود الله وعدم القول على الله بغير علم، نملك الابتعاد عن تلك المنطقة المحظورة، فأمر القرآن عظيم وهو من عند الله وحده ولا نملك معه إلى الإذعان والاستسلام. لنقترب من القرآن ولكن إقتراب المتخشع المتدبر لعظيم كلام ربه ومولاه.

ثم تأتي هذه الخاتمة التقريرية التي تحدد حقيقة القران وطبيعته وأثره:

(وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ 48 ) فهم من يتأمله ويستجيب له، فيكون تذكرة لهم يستفيدون منه، لنحاول أن نتشبه بهم فالتشبه بالكرام فلاح وفوز.

(وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ 49 وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ 50 ) وهم لا يضرون إلا أنفسهم، و سيكون عليهم حسرة وندامة.

(وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ 51) فلم التردد، لنقبل عليه بكل قلوبنا وعقولنا.

وأخيرا ... لا نملك أمام ذلك إلا أن نستجيب لــ ( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ 52) الحاقة

اسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا و نور صدورنا

روابط ذات علاقة:

• عِش ما بينهما
  

• ستور تتكشف

• سورة الحاقة

• مزيد من الإشراقات

• مصدرالصورة