بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,
مجموعة من الطلاب (من كل مناطق المملكة بلا استثناء) جمعهم حب الرياضة فكونوا فريقهم ورعوه، فتميزوا و حققوا أربع بطولات في اقل من عام. هذا الفريق لم يكتفي بالانجاز الرياضي، بل واكب ذلك إعداد تربوي لأعضاء الفريق، وذلك من خلال مصاحبتهم لتدريباتهم ببرنامج تثقيفي و توعوي موجه للأعضاء. هذا البرنامج يركز على الجانب الأخلاقي والمحافظة على إقامة الشعائر وزرع الشعور بتمثيل الوطن في كل تصرف. فكان نتيجة هذا الجهد أن شهد لهم بالانضباط والسلوك القويم كل من حضر لقاءاتهم، كما شهدت لهم بطولاتهم بالتميز الرياضي.
استمر هذا الفريق في طريقه نحو تحقيق هدفه ورسالته وذلك من خلال عدة أنشطة، ثم انطلق ليحلق برسالته وينشرها في مجتمعه المحيط، فكانت باكورة أنشطتهم الموجهة للجمهور عبارة عن دعوة عامة للطلاب السعوديين بمدينتي قولد كوست و برزبن (بولاية كوينزلاند الأسترالية) لحضور يوم رياضي، ثقافي، اجتماعي. ومن الجميل أن المنظمين لم يهملوا دعوة رفاقهم ومنافسيهم من الرياضيين من أبناء الخليج و من الجالية المسلمة بل و من الاستراليين.
بجهود أبناء هذا الفريق تم ترتيب لقاء مميز - بشهادة من حضر - من حيث حسن التنظيم و تنوع البرامج رغم قلة الإمكانيات والخبرة لديهم. و لقد كان من الأمور الظاهرة للعيان جودة التنسيق، مع رحابة وبشاشة في التعامل، و توزيع للمهام، وتنوع في العرض، مما يشير إلى وعي و وضوح في الهدف.
بصراحة ... هذه المرة الأولى التي احضر فيها لقاء ثقافيا من صنع وإخراج رياضيين.
هم في عيون الكثير مجموعة من الطلاب صغار السن (فغالبيتهم طلاب في مرحلة اللغة)، ليس لديهم تقدير لأهمية الوقت، فهم يضيعون أوقاتهم بمطاردة الأنشطة الرياضية من مكان إلى آخر. لكنهم أثبتوا أنهم كبار بعقولهم و أفكارهم وجهودهم المباركة، هم كبار بالطاقة الداخلية التي يحملونها و الابتسامة المشرقة على محياهم.
لعل النظرة السائدة للنشاط الرياضي - في مجتمعنا - تختصره في كونه نشاطا تكميلي، يعمل لسد الفراغ وإعطاء فرصة للمنظمين لاستكمال النواقص للبرنامج المفيد بعيدا عن اللهو واللعب!! نرى ذلك جليا عند حضور غالبية البرامج الثقافية أو الاجتماعية، فكثيرا ما تكون الفترة الأولى عبارة عن نشاط رياضي يفتقد للاحترافية والجذب ، بل بمراجعة بسيطة لميزانية أي برنامج سنجد إن نصيب النشاط الرياضي محدود جدا، كما أننا لن نضيع أوقات الضيوف الرئيسيين بمتابعة مجموعة من الشباب يجرون خلف كرة أو يتقاذفونها من فوق الشبكة. ولذلك ستكون الدعوة الموجهة لهم تحتوي على البرنامج الثقافي فقط.
أما إذا ما ذهبنا لمحترفي الرياضة والمعنيين بها، فسنجد أنهم عند تنظيم النشاطات الرياضية لا يكون للجانب الثقافي أو الاجتماعي كبير مساحة في تلك البرامج، بل إن الأندية الشبابية التي ترفع شعارات نادي الـ... (رياضي، ثقافي، اجتماعي)، نجدها قد تحولت إلى أندية رياضية فقط، بل بعبارة أدق أندية لكرة القدم.
أموال طائلة تصرف على النشاط الرياضي متمثلا في الأندية الرياضية، ولكن أين أثرها على المجتمع، ماذا تقدم لمشجعيها ومتابعيها غير التعصب ... هل تمارس تلك الأندية أدوار أخرى ... هل لديها رسائل وأهداف واضحة على المستوى الثقافي؟
في السنوات القليلة الماضية ومع الثورة الإعلامية تصاعد استخدام الرياضة - عالميا - كوسيلة لإيصال الأفكار ونشر الثقافات، بل إن كثيرا من أبطال الرياضة يخضعون لدورات تأهيلية لمواجهة الجمهور، كما تدفع لهم الأموال الطائلة ليس لمجرد الإعلانات التجارية المباشرة وإنما في حملات ترويجية لقيم معينة. إن هذا هو ما يدفع كثيرا من مشاهير الرياضيين لتسخير ما تبقى من أعمارهم للترويج للأعمال الخيرية وخدمة المجتمع.
إن العمل الرياضي الاحترافي هو من أرحب الميادين لزراعة القيم وتنشئة الشباب على قيم العمل الجماعي وخدمة المجتمع ومعاني الأخوة والصداقة. وأما لنا نحن المغتربين فهو وسيلة مُثلى للاختلاط بالمجتمع والتعاطي الثقافي الإيجابي معه. هذه القيم التي كانت واضحة لدى إخواننا في منتخب الطلاب السعوديين في برزبن، فلهم كل الشكر والعرفان على التكامل الذي حققوه ومن نجاح إلى نجاح بإذن الله.
روابط ذات علاقة:
الله يعطيك العافية ، طاقات الشباب لايمكن اغفالها و عدم الخبرة لايعني عدم النجاح الإنسان اثبت نجاحه و انه مخلوق ذو قدرة عجيبة على التكيف و الإبداع في أحلك الظروف و ماقاب به الشباب دليل و لو حتى غير مباشر على القدرة على التكيف و الإبداع حتى من دون وجود خبرة
ردحذفوفقهم الله
مرحبًا أخي حسن الحازمي ..
ردحذفالمنظور السعودي للأندية هو مجموعة ألعاب رياضية و صراع من أجل الفوز , مهمشين لجوانب مهمة لهذه الأندية تخدم من خلالها المجتمع .
ملاحظ أن الدول الممارسة لـ " المدنية " تفعل هذه الأدوار لذلك تجد روابط في أصقاع مختلفة و ليست من أجل الكرة فحسب .
و لانراها تمارس بتوسع و بمفهومها الشامل لما في اليافطات المعلقة على أبواب المنشأة الرياضية , و شعارت الأندية في كثير من بلداننا .
روبما تحجبها إيمانًا منها بقيام مؤسسات أخرى بالاهتمام بهذه النشاطات !
و لا نحجب ما أعلن عنه الاتحاد بالتبرع بكامل دخله من المباريات قبل موسمين لصالح جمعيات خيرية , و أعلان الهلال الموسم
الماضي بالتبرع بجزء من دخله لصالحة جمعيات خيرية , و هكذا نريدها أيادي خيّرة في الأندية , لكننا لم نصل بعد لنعي الدور الجوهري
لهذه الأندية و الاستفادة القصوى منها .
سلمت مهندس حسن الحازمي , و بارك الله فما تخطه ونفع به ..
نوار
مقال راائع أخي حسن ,,
ردحذفوجميل أن تكون سفيراا لوطنك مهما كانت أسباب غربتك وعرض ولو الشيئ البسيط بقدر ما لديك من قدرات وإمكانات لما يظهر ويعرض ثقافة بلدك وكما أسلفت ,,
ماأكثر الأندية التي تندرج تحت مسمى (رياضي ، ثقافي، اجتماعي) اسما فقط
وإنما هي أكبر داعي للتعصب الجماهيري ,,
شكرااا لمخطوطك المتميز ,,
سفير المعرفة
اشكر لكم اخوتي متابعتكم واضافاتكم
ردحذف