بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين,,,
يقول الله عز وجل في سورة المعارج (إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا 19).
هذا الوصف لجنس الإنسان فيه بيان شافي وافي لطبيعة النفس البشرية. ولن نجد شرحا أوفى مما بعدها (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا 20 وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا 21).فهو مستغرق في اللحظة الحاضرة وكأنها ستكون سرمدا أبدا...
فإن أصابته ضراء جزع وتسخط، كأنها لا تنقضي، وكأنه لم تمر عليه نعمة قط.
أما إن جاءت السراء فهو ممسك معتز بنفسه متجبر ومتكبر على خلق الله، كما قال فرعون (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ 51 الزخرف) وكما قال قارون (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي 78 القصص ) وكما يقول المكذبون في كل زمان (وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا 35 سبأ) بل كما قال أستاذهم الأول إبليس (أنا خير منه 12 البقرة).
هذه الصورة لطبيعة الإنسان متكررة في القرآن فتارة يوصف بالعجلة وأخرى بالكفر وثالثة بالجحود. ولعل سائل يقول: لماذا خلقنا ربنا بهذه الصفات ثم يعاقبنا؟
إن الله عز وجل بحكمته وعلمه ركب في الإنسان هذه الصفات ولم يتركه، بل أرسل له الرسل مبشرين ومنذرين، مهذبين ومربين، يصلحون اعوجاج هذه النفس البشرية ويوجهون طاقاتها ورغباتها لعمارة هذه الأرض وعبادة الله وحده لا شريك له، فهذا هو الإبتلاء.
و لذا نجد الاستثناء للمؤمنين الصادقين من التخلق بهذه الأخلاق، فالمؤمن إن أصابته ضراء صبر لعلمه انه مثاب على صبره، وان كل شدة ستزول عاجلا أم آجلا، ثم تجده تائبا مستغفرا يقينا منه أن ما أصابه إنما هو ببعض ما كسب.
أما إن جاءت السراء والنعم فنجده شاكرا باذلا، لعلمه أنها من نعم الله عليه التي تستحق الشكر، وأنها عارية عنده، هو مكلف بالانتفاع بها ونفع الناس ليحقق رضا الله عز وجل.
و طريق التخلص من هذه الصفات السلبية هو بتهذيب النفس بالعبادة والقرب من الله، و أخص صفة لهؤلاء المؤمنين هي الصلاة فهي أول صفة ذكرها الله لهم وآخر صفة ختم بها هنا:
(إِلاَّ الْمُصَلِّينَ 22 الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ 23 وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ 24 لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ 25 وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ 26 وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ 27 إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ 28 وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ 29 إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ 30 فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ 31 وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ 32 وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ 33 وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ 34 أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ 35 المعارج)
وفي سورة المؤمنون أيضا:
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ 3 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ 2 وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ 3 وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ 4 وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ 5 إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ 6 فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ 7 وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ 8 وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ 9 أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ 10 المؤمنون)
اللهم اصلح فساد قلوبنا، ونجنا مما نخاف يا رب العالمين…
روابط أخترتها لك:
لابد من تهذيب النفس دائما بالحمد والشكر لله سبحانة وتعالى في السراء والضراء
ردحذفمن أجمل ماقرأت لك...بارك الله فيك
أحمد خواجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفاخي العزيز الاستاذ / حسن الحازمي المحترم
عنوان موضوعك : (( هلع .. كيف نزيله؟ ))
"صورة صبي يزاح للوصول الى الماء"
كيف أزيل تئنيب ضميري المستمر ؟
لكن ما شاء الله تبارك الله جزاك الله خير على النصيحة
وعلى هذا الموضوع القيم
والصراحه احمل اللوم هذا الصبي الذي يزاحم الرجال !!
لو جلس على جهاز الحاسب وحاول يقراء مثل هذي المواضيع
لما زاحم احد واكتفى ونام وهو مرتاح البال !!
اقتباس:
إن الله عز وجل بحكمته وعلمه ركب في الإنسان
هذه الصفات ولم يتركه ، بل أرسل له الرسل مبشرين ومنذرين،مهذبين ومربين يصلحون اعوجاج هذه النفس
البشرية ويوجهون طاقاتها ورغباتها لعمارة هذه الأرض
وعبادة الله
وحده لا شريك له، فهذا هو الإبتلاء.
سبحان الله
ونعم هذا ابتلاء للأمة الاسلامية وايضا العربية
ونحن اليوم نعيش حالة رخاء واخواننا المسلمين
يعيشون حالة ابتلاء ويموتون جوعا ونحن نتفرج !!
هل هذي هي الرسالة الربانية ؟؟
اقتباس:
و لذا نجد الاستثناء للمؤمنين الصادقين من التخلق
بهذه الأخلاق فالمؤمن إن أصابته ضراء صبر لعلمه
انه مثاب على صبره، وان كل شدة ستزول
عاجلا أم آجلا، ثم تجده تائبا مستغفرا يقينا منه
أن ما أصابه إنما هو ببعض ما كسب.
أما إن جاءت السراء والنعم فنجده شاكرا باذلا، لعلمه
أنها من نعم الله عليه التي تستحق الشكر، وأنها عارية
عنده، هو مكلف بالانتفاع بها ونفع الناس ليحقق رضا الله
عز وجل.
نعم الايمان ونعم الصبر ونعم الشكر والحمد
نحن اليوم نكاد نموت من التخمه والشبع والتبذير
وغيرنا يموووت فقرا ً !!
اقتباس:
و طريق التخلص من هذه الصفات السلبية هو بتهذيب
النفس بالعبادة والقرب من الله، و أخص صفة لهؤلاء المؤمنين هي الصلاة فهي أول صفة ذكرها الله لهم وآخر صفة
ختم بها هنا:
إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ
واليوم تأسس كل دولة بالعالم وليس الاسلامية فقط
مكافة التسول لكي لا تظهر الدولة بشكل مخجل !!
اقتباس:
أما إن جاءت السراء فهو ممسك معتز بنفسه
متجبر ومتكبر على خلق الله كما قال فرعون
اقتباس:
قال تعالى :
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ
51 الزخرف
وكما قال قارون
قال تعالى :
إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي
78 القصص
وكما يقول المكذبون في كل زمان
وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالا وَأَوْلادًا
35 سبأ
بل كما قال أستاذهم الأول إبليس
أنا خير منه
12 البقرة
سبحان الله
شكرا ً يا اخي العزيز على هذي النصيحة والله يعين المبتلاء
واختم مداخلتي بسؤال
عن صحة هذا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم
"ما ءامن بي من بات شبعان وجاره جائع الى جنبه وهو يعلم به"
اذا كان صحيح ؟؟
استغفر الله وارفع يدي هذي اللحظات وادعو الله
اللهم اني بريئ مما يصنع قومي اللهم ارحم اخواننا المسلمين
انك انت الرؤوف الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله
فواز شمر
Hello , Eng. Hasan
ردحذفYour artical is very nice .
Thank You
احمد خواجي
ردحذفسعيد بتشريفك للمدونة
فواز بارك الله فيك على المتابعة والاضافة
الوحي درس الإنسان و نفسيته و توغل في هذا , و قبل حتى أن تتكون لغة فرويد ..
ردحذفالقرآن الكريم جلاء و صلاح للنفوس و العقول قبل القلوب .
شكرًا لك , وجزاك الله كل خير .
نوار
هي الصلاة إن صلحت صلحت أعمالنا
ردحذفوصف ناجح لإزالة الهلع
كل الشكر أخي حسن
لامع
السلام عليكم ،أشكرك أبا المعتصم على هذه المقالةوجزاك الله كل خير أخوك أسامه الشناوي
ردحذف