الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,,
نقف اليوم مع خواتم سورة القلم، وتحديدا مع قول الله عز وجل (وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ 51) سورة القلم
أنه الحقد الأعمى في قلوبهم على صاحب الرسالة، نلمسه من خلال هذا التعبير القوي. نضرات شديدة تتمنى لو انشقت الأرض وابتلعت صاحب الدعوة، فهذا القران يجعلهم يفقدون توازنهم، فيطلقونها تهمة جوفاء، لا تقارب الحقيقة ولا تستند إلى دليل.
ومع هذه التهم، أنظر إلى دقة تعبير القران، ليزلقونك "ك" المخاطب، وبعدها إنه "هـ" الغائب، إمعانا في صرف هذه الفرية عن محمد صلى الله عليه وسلم.
انهم يحقدون عليه كما يحقدون على دعوته، فهم من قالوا (لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ 31) الزخرف، ولكنها إرادة الله، والله غالب على أمره.
بل أنظر لهذا الختام العجيب لهذه السورة، التي نزلت بلسماً على قلب محمد عليه الصلاة والسلام وهو في أحلك الظروف وأصعبها، يتهمونه بالجنون، يطاردون أصحابه ويعذبونهم، فيعلنها ربنا: (وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ 52) سورة القلم، وعد يفتح الأمل ويقضي على الحقد…
أرادوا أن يجهزوا على الدعوة في مهدها بحقدهم وحسدهم، فكان التجاوز الحقيقي للزمان والمكان بأن يعلنها الله دعوة للعالمين.
هم يطاردونك من بيت إلى بيت .. والله يقول للعالمين. هم يعذبون من دخل في دينك .. والله يقول للعالمين.
هكذا هي الرسالة منذ يومها الأول...
للعــــــــــــــــــــالمين... وإن كنا نعيش في زمن الضعف.
للعــــــــــــــــــــالمين... وإن تكالبت الأمم.
للعــــــــــــــــــــالمين... بالعلم الذي اقسم الله بآلته في أول السورة.
للعــــــــــــــــــــالمين... بالخلق العظيم الذي اتصف به رسولنا عليه الصلاة والسلام.
للعــــــــــــــــــــالمين... بالصبرلحكم ربنا عز وجل.
والى لقاء قادم مع آيات الكتاب الحكيم,,,
روابط ذات علاقة:
ما أجملك أخي حسن الحازمي وطرحك المتنوع
ردحذفاللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد
لامع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفالحقد لاياكل إلا صاحبة اولاً
ابو فارس
أهلاً بصاحب القلم المميز ميزك الله بنور وجهك يوم الحساب
ردحذفجعل ما نقلت في ميزان حسناتك
المهاجر
السلام عليكم
ردحذفماأجمل هذه القراءة
تفكر في آية واحدة ينتج عنه الكثير من الفوائد
كيف لا وفيه تبيان لكل شيء كما قال الباري
وضوح الهدف والنتيجة النهائية كما أوضح الباري جل في علاه دافع للعمل وتحمل الشدائد
صلوات ربي على المصطفى عليه وعلى آله أفضل صلاة وأتم تسليم
تحياتي
سلمت أناملك يا اخي حسن انه لكلام رائع
ردحذفتقبل مروري
لامع
ردحذفابو فارس
المهاجر
وئام
وشوقي
اشكر لكم مروركم وتفاعلكم المستمر
بارك الله جهودكم
مرحبًا أخي حسن الحازمي ..
ردحذفالعين حق و أكدتها الآية الكريمة كما ذهب كثير من المفسرين , و استخدام أسلوب الغائب مع وصفهم
الرسول بالجنون استهزاء و سخرية بهم و نفي كما تحدثت .
وكا بدأ الله عز وجل السورة بمدح رسوله
الكريم اختتمها بمدح القرآن الكريم , ووصفه بأنه ذكر لكل العالمين "الجن " و " الإنس " .
استمتعنا معك طوال سورة كاملة , و ننتظر - بشوق - مزيد من إشراقات كتاب الله ..
بارك الله فيك
نوار
يسلمووو ع الطرح لا عدمناك
ردحذفاخي نوار
ردحذفإضافة قيمة حفظك الله ورعاك
واسأل الله المعونة والتوفيق في الايام القادمة