بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،،
وقفنا في المرة السابقة مع نهاية فصل دراسي وكيف كان الوداع مشوقا للأطفال، واليوم نقف مع بداية فصل دراسي جديد.
لعلي قد ذكرت سابقا أن الدراسة هنا (استراليا- كوينزلاند) مقسمة إلى أربعة فصول دراسية يمتد كل فصل لعشرة أسابيع بعدها يكون هناك إجازة قصيرة لأسبوع أو أسبوعين وفي نهاية العام تكون هناك إجازة طويلة لمدة ستة أسابيع، بالإضافة للإجازات العامة المتناثرة خلال أيام السنة كاليوم الوطني ويوم العمال وما شابههما والتي تكون غالبا في نهاية أو بداية الأسبوع (الجمعة أو الاثنين) حتى تضاف إلى عطلة نهاية الأسبوع.
في بداية كل فصل دراسي يكون هناك يوم يسمى (اليوم الحر للطلاب) وهو عبارة عن إجازة لمدة يوم واحد للطلاب وليس للمدرسين والإداريين، يتم خلال هذا اليوم عقد ورش تدريبية للمدرسين في المهارات التي يحتاجونها، أما الطاقم الإداري العامل في المدرسة فيتأكد من جاهزية مرافق المدرسة لاستقبال الطلاب والمعلمين في اليوم التالي.
هذه هي السنة الثالثة لولدي في المدرسة ولم يمر يوم واحد خلال هذه الفترة وجدت أن ابني خرج من المدرسة قبل الموعد المحدد لذلك، لا في الأسبوع الأول ولا في الأسبوع الأخير من الدراسة كما كنت معتاد أيام دراستي !
هذا الالتزام من قبل المدرسة يربي الطفل و يعطي مؤشر واضح لعائلته أن المدرسة لديها التزام ببرنامجها المبني على تخطيط ومنهجية، فليس هناك مجال للفوضى وفي نفس الوقت تجدهم مرنين جدا مع الأسرة إذا كان لديهم ظرف معين أو حاجة للسفر في وقت مبكر يسبق نهاية الفصل الدراسي بشرط أن يتم ذلك بتنسيق مسبق مع المدرسة.
أحب أن أؤكد هنا ان هذا الإلتزام لا يعني أن يكون البرنامج جافا، بل بالعكس كما سبق وبينت في الحلقة الماضية أن الترفيه واللعب هو من اكثر الطرق المستخدمة في التعليم ولكن ضمن برنامج محدد سلفا وليس بطريقة ارتجالية.
حين تعود بي الذاكرة إلى أيام مقاعد الدراسة أتذكر أن الأسبوع الأول والأخير من كل فصل دراسي هما مثال للفوضى الحقيقية نتيجة إعداد الجداول أو الاستعداد للامتحانات حتى أصبح ذلك شيء متعارف عليه، يفرح به الطالب والمدرس على حد سواء.
كما نجد تغيب بعض المدرسين عن العمل في منتصف الفصل الدراسي بدعوى حضور دورة تدريبية أو اجتماع لمشرفي النشاط أو ما شابهها من الورش التي تعقد بشكل متكرر خلال الفصل الدراسي من قبل إدارات التعليم ومراكز الإشراف.
إن عدم الانضباط الذي قد يظهر على الطلاب هو بالدرجة الأولى نتاج طبيعي لعدم التزام المدرسة بل وفرح الكثير من المدرسيين بتسرب الطلاب مما يتيح لهم فرصة للعودة مبكرين إلى بيوتهم !!
اعتقد بأن الانضباط مطلوب من المدرسة بالدرجة الأولى قبل أن يكون مطلوبا من الأسرة فضلا عن أن نطلبه من الطالب.
مواضيع أخترتها لك:
مقال جميل ، الانضباط من أهم صفات الناجحين ..
ردحذفوفقدان الانضباط أو التسيب والفوضى هي أحد مشكلات التعليم العام المتعددة عندنا في المملكة ..
اللهم أصلح أحوالنا ..
مقالة رائعة
ردحذفهنا يأتي حب الانسان او توجه الانسان الى ما يهوى ويحب من تخصص بعكس الحاصل لدينا فالتعليم اصبح مجرد مهنة لتحصيل مصادر العيش فقط!!
اضافة الى ذلك النظام التعليمي الباهت لدينا والذي من وجهة نظر شخصية يحتاج الى الكثير من اعادة النظر و ذلك بجعل الطالب يستمتع بما يدرس ويدرس فقط ماهو يحب
يعني معقولة طلاب الثانوية يدرسوا 15 مادة تقريبا وهنا في الثانوية حسب ماسمعت والعهدة على الراوي 5 مواد ومن المواد التي سوف يحتاجها في التخصص الذي هو يرغب فيه ويحبه
القصة بدأت كسلسلة وانتهت لما نحن عليه الان
لك منى كل التقدير والاحترام
اصيلة
بارك الله فيكم
ردحذفاشكر تفاعلكم
والله اسأل ان يصلح احوالنا
أخي أبا المعتصم
ردحذفجميل ماكتبت وإن كنت أرى أن هذه السلسلة من مصلحتها أن تبتعد قليلا عن المقارنة لأنك حين تقارن يخرج القاريء من جو التفكير فيما تقدم إلى موضوع المقارنة نفسها..
أعجبني محور الإرتكاز كثيرا لأنه جنح قليلاً عن المقارنة التي قد تسبب الحموضة للكثيرين