الاثنين، مايو 04، 2009

زعماء الإصلاح في العصر الحديث


العنوان: زعماء الإصلاح في العصر الحديث

تأليف: أحمد أمين

الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر ، 2007

عدد الصفحات: 263


يتضمن هذا الكتاب سيرة بعض المصلحين في عالمنا العربي والإسلامي في العصر الحديث.

1. الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1115 – 1206 هـ ، 1703 – 1791م) كمصلح ديني عاش في الجزيرة العربية وقد قام بتجديد عقدي امتد أثره لمناطق كثيرة في العالم الإسلامي.

2. مدحت باشا (1238-1301هـ ، 1822 – 1886 م) و هو مصلح اجتماعي عاش في استانبول وقد عاصر أربعة سلاطين عثمانيين. يرى إصلاح الشعب من طريق الحكومة فيقول : " إن الحكومة راع وإذا صلح الراعي صلحت الرعية والغاية (الدستور) فإذا وضع ونفذ فالخير كل الخير للأمة".

3. السيد جمال الدين الأفغاني (1254 – 1314 هـ ، 1839 – 1897م) وهو المصلح الذي اهتم بإصلاح العقول والنفوس أولا ثم إصلاح الحكومات. وهو يرى إصلاح الحكومة عن طريق إصلاح الشعب فيقول: "إن القوة النيابية لأي أمة كانت لا يمكن أن تحوز المعنى الحقيقي إلا إذا كانت من الأمة نفسها وأي مجلس نيابي يأمر بتشكيله أمير أو آمر أو قوة أجنبية محركة لها، فاعلموا أن حياة تلك القوة النيابية الموهومة موقوفة على إرادة من أحدثها".

4. السيد أحمد خان (1232 – 1306 هـ ،1817 – 1898 م ) هو في الهند مثل محمد عبده في مصر ، مصلح يركز على إصلاح العقول بالتثقيف والتهذيب والنظر إلى الدين نظرة سماحة ويسر، والاستقلال سيأتي تبعا لذلك، فلا استقلال لجاهل ولا مخرف وإنما العلم هو طريق الاستقلال.

5. السيد أمير علي مصلح عملي هندي من جنس السيد احمد خان وإن كان يؤكد على ضرورة التربية والتعليم، لكنه يؤكد على ضرورة العلاج السياسي للمسلمين في الهند وقد وافقه السيد احمد في ذلك في آخر حياته. ويمتاز بثقافة غربية وشرقية واسعة فهو يجيد العربية والفارسية كما يقرأ الأدب الانجليزي.

6. خير الدين باشا التونسي (1225 – 1307 هـ ، 1810 – 1879م) شركسي الأصل باعوه في استانبول و بيع لأحد بايات تونس. متدينا ومثقفا وعسكري، تولى الوزارة في تونس وعزل منها وألف كتابه " أقوم المسالك في معرفة أحوال المملك". يركز على أهمية مناسبة المنتجات الحضارية للثقافة الاجتماعية للمجتمع. بعد تقلبات كبيرة مر بها استدعي إلى الأستانة وعُين وزيرا للدولة وعزل منها بعد فترة ومات هناك.

7. علي باشا مبارك (1239 – 1311 هـ ، 1823 – 1893م) ولد بقرية في الريف المصري لأسرة مستورة الحال ما لبثت أن أصبحت أسرة فقيرة بسبب الفساد السائد في ذلك الزمان. تغيرت حياته بعد رؤيته لعبد اسود في منصب قيادي وحين سأل عن السبب قيل له انه تخرج من مدرسة قصر العيني فقرر دخولها وواصل تعليمه في فرنسا في عهد محمد علي باشا وقد ساهم عند عودته في تطوير التعليم "غير أن أعظم ما قام به علي مبارك ولا يزال أثره باقيًا حتى الآن، هو إنشاؤه "دار العلوم" ذلك المعهد الذي لا يزال يمد المدارس بصفوة معلمي اللغة العربية كما أصدر مجلة "روضة المدارس" لإحياء الآداب العربية، ونشر المعارف الحديثة" كما تقول دار الكتب المصرية.

8. عبد الله نديم باشا ( 1261 – 1313 هـ ، 1845 -1896م) الكاتب الثائر والأديب المبدع خطيب الثورة العرابية الذي ألهب حماسة الجماهير بكلماته من أسرة متواضعة جدا، ظهرت عليه ملامح الذكاء في مرحلة مبكرة وأحب الأدب واهتم به بل وبرع فيه وقد فطن إلى أن التعليم والنقد عن طريق القصص اجذب للنفس وافعل في النقد ، فأكثر منه بل كاد يلزمه. تعرض للمطاردة بعد فشل الثورة العرابية وخرج من مصر إلى يافا وبعدها إلى الأستانة وقد مرض هناك وتوفي وهو ابن 54 عام ملئ فيها الدنيا وكانت عظمته في ذكائه وقوة لسانه.وربما كان أعظم ما فيه ثباته على مبدأه.

9. السيد عبد الرحمن الكواكبي (1265 – 1320 هـ ، 1848 – 1902 م) من بيت حلبي يعتز بنسبه وحسبه وعلمه وجاهه وماله. لم يكتفِ بالمعلومات المدرسية، فقد اتسعت آفاقه أيضا بالاطلاع على كنوز المكتبة الكواكبية التي تحتوي مخطوطات قديمة وحديثة. لعل ابرز نتاجه كتابه "طبائع الاستبداد و مصارع الاستعباد" وكتابه " أم القرى" ويقدم الكاتب عرضا مختصرا لكلا الكتابين. وكتاب أم القرى عبارة عن رواية هادفة تدور حول مؤتمر افتراضي يحدد داء المجتمع الإسلامي في مناطق مختلفة منه. نظر الأفغاني إلى العوامل الخارجية ونظر الكواكبي إلى العوامل الداخلية.

10. الشخصية الأخيرة في الكتاب هو الشيخ محمد عبده (1266 – 1323هـ ، 1849 – 1905م) زادت قوة اثر أنه لم يكن يدعوا إلى الإصلاح نظريا عن طريق التأليف والخطب والمقالات فقط ، بل كان يحاول دائما أن يحول إصلاحه إلى عمل، وينغمس في الحياة الواقعية ليتمكن من تنفيذ برامجه الإصلاحية.

ويختم الكاتب بخاتمة جميلة منها " ومما زاد الأمر صعوبة في تطبيق ظواهر المدنية الغربية في الشرق، أنها نشأت بالتدريج في الغرب، واتصلت كل الاتصال بتاريخه وأحداثه وبيئته الطبيعية والاجتماعية، ثم جاءت إلى الشرق دفعة واحدة من غير تمهيد، ودخلت على عادات وتقاليد وموضوعات موروثة تخالفها كل المخالفة، فكانت المنازعات شديدة والصدمة قوية، وفي المدنية الغربية ملا يتفق مع مزاج الشرق وأخلاقه وفيها مما هو ضار وما هو نافع وتصفية ذلك كله أمر عسير يدعوا إلى طول التفكير"

"وكما أن لكل جيل مشاكله التي تنجم من نوع حياته، فلكل جيل مصلحوه الذين يتناسبون وزمانه"


بقي أن اذكر بأن الشخصيات التي تعرض لها الكتاب من الشخصيات التي اختلف الناس حولها كثيرا ما بين مادح وقادح، وهذا الكتاب يقدم كثيرا من الحقائق والأحداث بعين الرضا، وربما تجد كاتبا آخر يذكر غير ذلك وهذا امر طبيعي ومتوقع.

والى اللقاء مع كتاب آخر.

روابط ذات علاقة:

هناك تعليقان (2):

  1. شكر اخى حسن على التقديم

    وفعلا كتاب يستحق القراءه , انا اتستمتعت به كثيرا.


    الصريح

    ردحذف
  2. بورك مرورك اخي الكريم

    ردحذف