بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد,,,
الناظر لقصة نوح عليه السلام في القران يجدها من أكثر القصص تكرارا وتفصيلا، فقد امتدت دعوته لـ 950 سنة، استنفذ فيها كل الوسائل الممكنة فدعا ليلا ونهارا سرا وجهارا، رغب ورهب... هو أول اؤلي العزم من الرسل و يبذل كل تلك الجهود ومع ذلك " وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ 40 هود"
إن قصة نوح هي مدرسة لكل من سيأتي من بعده من الرسل والأنبياء بل وكل صاحب رسالة، مدرسة طول النفس والصبر. سأسرد هنا بعض الإشارات التي يمكن الخروج بها مع دعوتي لمراجعة هذه القصة في القران ففيها دروس وعبر.
الجلد والاستمرار ( وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ 7 نوح).
التفكير في المدعوين لا في أنفسنا (لِتَغْفِرَ لَهُمْ 7 نوح).
الوسائل كلها مفتوحة أمامنا فلننوع أوقات الدعوة (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا 5 نوح).
ولننوع أساليبها و طريقة تقديمها ( ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا 8 ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا 9 نوح).
الترغيب قبل الترهيب ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا 10 نوح).
يقول مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في وحي القلم "حتى الجنة تحتاج إلى سماسرة يعرضونها بالثمن الذي يستطيعه كل أحد".
النعمة قد تتحول إلى نقمة (يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا 11 نوح) أما حين كفروا (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاء مُّنْهَمِرٍ 11 القمر).
وفي قصة موسى (فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي... 7 القصص) أما فرعون وقومه لما كذبوا (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ 40 القصص).
مخاطبة العقول (مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا 13 نوح).
الشكوى والالتجاء إلى الله عز وجل (قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي 21 نوح) وفي قوله تعالى (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ 10 القمر).
جلد الكفار مع أنهم على باطل (وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا 22 نوح).
العصبية هي حجة من لا حجة له (وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ 23 نوح).
القيادات الضالة تهلك نفسها وغيرها (وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا 24 نوح).
هلاك الأمم هو بذنوبهم وخطاياهم (مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا 25 نوح).
نتعلم الصبر فهو من قال فيه رسولنا صلى الله عليه وسلم "كأني بنبي دعا قومه فأدموه فقال اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
نتعلم الرجوع إلى الله والخوف من التقصير (رَبِّ اغْفِرْ لِي 28 نوح).
وبر الوالدين و صلة المؤمنين (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ 28 نوح).
إنها مدرسة النبوة
وأخيرا ادعوك أخي لقراءة هذه القصة العظيمة في القران فقد عُرضت من أكثر من زاوية من خلال المواضع التالية:
الأعراف (59 – 64)، يونس (71 – 74)، هود (25-49) "أطول المواضع"، المؤمنون (23 - 44)، الشعراء (105 – 122)، الصافات (75 – 82)، القمر (9 – 17)، نوح (السورة كاملة).
مواضيع أخترتها لك:
بارك الله فيك أبو المعتصم
ردحذفمفهوم ان تفكر في المدعو بنظرة الرحمة مفهوم غائب عند البعض
تلخيص جميل ومرجع سريع لهذه القصة الجميلة لأبونا وسيدنا نوح عليه السلام
تحياتي
بارك الله فيك ابو المعتصم وجزاك الله خير على هذه المواضيع الرائعه
ردحذفنسأل الله أن نكون ممن يتبع ويقتدي بالأنبياء والرسل فهم أنواراً لنا فمن يتبعهم يصل بمشيئة الله.
وقصة نوح عليه السلام وجلده وصبره على الدعوه شئ يدعونا إلى وقفة تأمل وتفكر فيها لتكون لنا معين في طلب العلم الذي يحتاج بعد التوفيق من الله الجلد والصبر على طلبه كعلم بالاضافة الى تحمل التغرب عن البلاد والأهل.
وأسأل الله العلي القدير أن نكون ممن يقتدي ويحسن الإقتداء، وبارك الله فيك وننتظر جديدك سيدي الفاضل
يوسف الرشيدي
بالفعل القرآن مدرسة الحياة
ردحذفأدام الله إطلالاتك النيرة أخي حسن ,,
لامع
بارك الله فيك تدبر رائع.
ردحذفصدقت أخي الكريم
ردحذف" وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك
وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين "
القصص القرآني بمجمله عظيم
وقد ورد في القرآن الكريم قصة خمس وعشرين نبيًا
ووالله ما كانت هذه القصص حديثًا يفترى
إنما حقٌ من أنباء الغيب
أوحاه تعالى لنبيه الكريم
تثبيتًا له ولكل مؤمن يدعو إلى الله
ويلاقي ما يلاقي من غلظة وعناد وصدود عن الحق
وإعراض عن الفضيلة
وسبحان الله كلما تأملنا هذه القصص
كلما صغرت الدنيا في عيوننا
وراعنا المشهد الأخروي الذي تتهادى عند رهبته كل القصص
يقول رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم لأبي بكرعندما سأله
يا رسول الله : ما الذي شيّبك ؟
فقال :" شيبتني هود والواقعة وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت "
الله أكبر
لاحظوا ابتدأ بسورة هود وهي مليئة بالقصص
والله إنها لقصص تشيب لها الرؤوس واللحى
اللهم توفنا على دينك وألحقنا بالصالحين
إن الملوك إذا شابت عبيدهم ........... في رقهم عتقوهم عتق أبرار
وأنت يا خالقي أولى بذا كرمًا .... قد شبت في الرق فاعتقني من النار
اللهم اعتقنا من النار شيبًا وشبانا يا أرحم الراحمين
الدر المصون
إشراقة مضيئة
ردحذففتح الله عليك مهندس حسن الحازمي ..
نوار
السلام عليكم ، دروس وعبر مستفادة فعلاً جميلة وشيقة وأحب أن أضيف (الصبر) وإن كنت قد ذكرته باسم الجلد والاستمرار فهى فضيلة عظيمة يجب أن يتحلى بها كل داعية بل كل مسلم ولا تنسانا من صالح دعئك يا أخي حسن أخوك أسامه الشناوي
ردحذفبوركت اقلامكم اخوتي الأحبة
ردحذفحسن