الثلاثاء، يوليو 07، 2009

"سفراء وطن" ... شكراً لك يا وطن

untitled بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،،،

"قافلة" شدت رحالها متنقلة من محطة إلى أخرى، تحمل رسالة شراكة بين سفارة خادم الحرمين الشريفين و الملحقية الثقافية في استراليا و نيوزلندا مع الطلاب والطالبات المبتعثين، 18 مدينة في استراليا ونيوزلندا مجموع المحطات التي تمر بها هذه القافلة تحمل معها "الدبلوماسية الجديدة" لـ "سفراء وطن".

يرأس هذه القافلة سفير خادم الحرمين الشريفين* وفي معيته القائم بأعمال السفارة والملحق الثقافي ورئيس قسم الشؤون الإسلامية ورئيس قسم العلاقات العامة ومدير الشؤون الثقافية بالملحقية، وهذا أعلى مستوى للتمثيل يمكن أن تقوم به سفارة بلد ما لتفقد رعاياها، وهذا ما أكده وكيل جامعة جريفث (قولد كوست) حين قال: إنها المرة الأولى التي يكون فيها تواصل سفارة بلد بجامعتهم على هذا المستوى.

البرنامج الذي طُلب من الجامعات التي شملتها الجولة أن تعده بالتنسيق مع الأندية السعودي يشتمل على برنامج توعوي تقدمه الجهات الخدمية الأسترالية التي لها علاقة مباشرة بالمبتعثين فشملت ممثلا لشرطة الولاية و ممثلا لشركة التأمين الطبي وممثلا لدائرة الهجرة و ممثلا لإدارة التعليم، كما كان هناك ممثلين للشؤون الأكاديمية و المكتبة و الخدمات الطلابية ومدير معهد اللغة بالجامعة، وقد قدم كل من هؤلاء عرضا توعويا للطلاب بما لهم وما عليهم كل فيما يخصه.

الجانب الأسترالي كان يعي حجم الرعاية التي يتلقاها الطالب ما جعلهم يتحدثون وكأنهم جهة واحد تحرص على تقديم ما تستطيع لتذليل الصعوبات أمام هذا الطالب، بل إن ممثلي جامعة جريفث كانوا يتحدثون باسمهم وباسم الجامعات الأخرى الموجودة في المدينة مما يدل على وجود تنسيق بينهم لتقديم ما يستطيعون للطلاب السعوديين الدارسين في جامعاتهم ومعاهدهم.

كما كان هناك لقاء مطول لوفد السفارة بالطلاب، حيث يقوم كل من أعضاء الوفد بتقديم كلمة توجيهية بحقوق الطلاب و واجباتهم، والجميل أن كل واحد منهم يقدم رسالة واضحة ومحددة في المجال الذي يخصه، و كلهم يؤكد على أن السفارة و الملحقية موجودة لخدمة الطالب وتذليل الصعوبات بقدر استطاعتهم.

أضف إلى ذلك ما يحتويه البرنامج من احتفاء بالمتخرجين ولقاءات مفتوحة وأخوية بالطلاب تكسر الحواجز وتردم الهوة التي قد توجد بين الجهات المسئولة والطالب المبتعث. أعتقد أن هذا البرنامج يستحق الإشادة والتقدير لما قدمه لنا من دفعة معنوية تشعرنا بوجود من يتابع أمورنا بحرص واهتمام.

كما أن شعار اللقاء "سفراء وطن" قد ترجم إلى حقيقة بدت واضحة في الخطاب الموجه إلى المبتعثين وتحميلهم بكل وضوح مهمة تمثيل الوطن بأفضل ما يستطيعون فالـ 8000 مبتعث المتواجدين على الأراضي الأسترالية قادرين بإذن الله على ترك انطباع حسن عن بلدهم إن هم أحسوا بحق أنهم "سفراء وطن". وأتذكر هنا كلمة للسفير في لقاء سابق حين قال: "سلوك المبتعث الجيد سيساهم في تعزيز العلاقة بين المملكة العربية السعودية وأستراليا".

ما لفت نظري في هذا البرنامج هو وضوح الطرح، فالكلمة الرئيسية التي ألقاها نائب السفير كانت مباشرة وواضحة، فحق المبتعثة في ارتداء حجابها و وجود أماكن للصلاة كانت على قائمة الأمور التي يُفترض توفرها في كل الجامعات التي يدرس بها الطلاب السعوديون. أما الكلمات الموجهة للطلاب فإنها ركزت على وجوب التزام المبتعثين بالمظهر اللائق وضوابط الدين فهي أمور لا مساومة فيها وأي تجاوز في ذلك غير مقبول إطلاقا.

إن هذا الطرح يتجنبه كثير من المبتعثين في الوقت الذي نجد خطابنا الرسمي يتجاوز كثيرا من الأمور التي لا نتجرأ على طلبها بانهزامية لا يوجد ما يبررها، فمن المفترض عقلا أن تكون المطالب الشعبة أقوى وأوضح من المطالب الحكومية لعدم وجود تبعات كبيرة على الخطاب الشعبي غالبا، أما بعد مرور هذه القافلة فقد رأيت وسمعت أن خطابنا الرسمي أشد تمسكا بالثوابت من خطابنا الشعبي !!

إن برنامج كهذا هو "تشريف" حقيقي يعطي للطالب المبتعث دفعة معنوية تجعله يتكلم مع كل هذه الجهات مرفوع الرأس واثقا بان هناك من يقف خلفه لمساعدته على تحقيق مطالبه المشروعة، وهو في نفس الوقت "تكليف" ثقيل على كواهلنا بأن ننسجم مع هذا المستوى من الدعم الحقيقي بأن لا نكون في مواقف نسيء به إلى بلدنا ونجعل من يحاول الدفاع عنا في موقف ضعيف بسوء تصرفاتنا.

حصيلة هذه القافلة هي إقامة 18 لقاء والاحتفاء بتخرج ما يزيد عن 450 خريجا في مختلف المراحل والتخصصات. فهنيئا لنا بوطننا وهنيئا لك يا وطني بأبنائك. اكتب هذا وأنا لا أنفي وجود بعض الأخطاء والقصور، فهذا عمل بشري ولكن هذا لا يمنع من أن نقول وبصوت عالي... باسم "سفراء وطن" شكرا لك يا وطن.

*اعتذر سعادة السفير عن الحضور لولاية كوينزلاند لمرض ولده شفاه الله وقد حضر البرنامج في معظم الولايات الأخرى.


مواضيع وروابط إخترتها لك:

هناك 5 تعليقات:

  1. الحمدلله ، تمت هذه المبادرة في الجولد كوست بنجاح و بحضور كبير .. فكرة البرنامج جميلة جداً لما فيها من أثر و التي نتمنى استمراريتها بطوير أكبر و بتجنب أفضل للأخطاء

    ردحذف
  2. بارك الله فيك أبو المعتصم على هذه التغطية

    تحياتي

    ردحذف
  3. ابراهيم


    وئام


    اشكر لكما متابعتكما

    ردحذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ابو المعتصم مشكور على هذه القراءة الجميله..... واكثر ما اعجبني هذا المقطع

    "إن هذا الطرح يتجنبه كثير من المبتعثين في الوقت الذي نجد خطابنا الرسمي يتجاوز كثيرا من الأمور التي لا نتجرأ على طلبها بانهزامية لا يوجد ما يبررها، فمن المفترض عقلا أن تكون المطالب الشعبة أقوى وأوضح من المطالب الحكومية لعدم وجود تبعات كبيرة على الخطاب الشعبي غالبا، أما بعد مرور هذه القافلة فقد رأيت وسمعت أن خطابنا الرسمي أشد تمسكا بالثوابت من خطابنا الشعبي !!"

    انا اتفق معك كثيراً ..... الله يوفق ويسر امرونا جميعاً

    احمد التركي

    ردحذف
  5. خادم الحرمين الشريفين رعاه الله عودنا على مثل هذه الزيارات التفقدية سنويا واهتمامه
    وحرصه بأبنائه الطلاب في شتى بقاع الأرض أطال الله في عمره وأيده بنصره

    وأخذ ذلك عنه منسوبي سفاراتنا أدامهم الله ووفقهم لرفعة وطننا الغالي

    وشكرا لك يابن الوطن المخلص الأستاذ / حسن الحازمي ، وبارك الله فيك وفي جهودك
    ووفقك وكلل مساعيك دائما وأبدا على طريق الخير والصلاح والنجاح0

    اجمل تحية

    عمر الحريصي

    ردحذف