السبت، مايو 30، 2009

بين طلاب مدرسة ابتدائية و طالب جامعي ...

image

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,

موقفين لهما مؤشرات عميقة فيما أعتقد، اترككم معهما:

الموقف الأول : في مدرسة الساوث بورت الابتدائية (قولد كوست) طالبين في الصف الثالث ابتدائي (ريان ويوسف) وطالب في الصف الثاني (المعتصم) اجتمعوا وتواصوا على إقامة صلاة الظهر جماعة في المدرسة. حددوا المكان واجتهدوا في تحديد القبلة وأقاموا الصلاة وهم مستمرون على ذلك منذ أسبوعين، بل إن احدهم قال للمدرسة التي جاءتهم وشجعتهم على فعلهم "هل تريدين كتاب يتحدث عن الإسلام؟ ". كأب لأحدهم اعلم انه لا يحرص على إقامتها في البيت إلا بعد إلحاح ومحاولات، وربما أقامها في المدرسة بدون وضوء، فما الذي دفعهم للصلاة في مكان عام وهم يعرفون أن الغالبية من رواده لا يعرفون الصلاة أصلا بل هي تخالف معتقدهم !! سبق ان كتبت مقالا قبل ما يقارب السنتين وكان بعنوان المعتصم يعايد زملاءه في المدرسة.

لعل مما دفعهم لفعل ذلك: الثقافة التي تسمح للآخر أن يعيش ضمنها، تلك الثقافة التي جعلت كثيرا من اتباع الأديان يعيشون في البلدان الأسلامية لأكثر من 14 قرنا دون ان يُكرِههم احد على تغير معتقداتهم.


أما الموقف الثاني: في جامعة جريفث و حصل قبل أسبوعين أيضا (أي في نفس الأسبوع الذي بدأ أصحابنا بإقامة صلاتهم) حيث قام احد الأشخاص برمي أشياء تخص اتباع طائفة أخرى كانت موجودة في مصلى الجامعة. المصلى الذي قدمته الجامعة للطلاب المسلمين في استثناء لنظامهم المعمول به وهو عدم التميز بين أتباع الأديان، ومع ذلك فقد تم توفير غرفة واسعة للصلاة وتم تركيب الستائر فيها لمصلى النساء، بل وتم بناء مكان مخصص للوضوء بقسمين للرجال والنساء والذي كلف الجامعة أكثر من 15 ألف دولار. بطبيعة الحال فإن إدارة الجامعة عندما خصصت هذه الغرفة للصلاة فعلت ذلك لجميع المسلمين دون تفريق طائفي بينهم.

لعل دافعه في ذلك غِيرة على معتقده ونهياً عن منكر يراه... ولكن:

هل فكر هذا الشخص فيما يمكن أن يسببه مثل هذا التصرف من اثر على الطلاب المسلمين عموما؟ وهل انطلق من تعاليم دينه الذي يغار عليه عندما تصرف بهذه الطريقة؟

هذه المرة سأترك مساحة واسعة لك أخي القارئ لتساهم في تشخيص الدوافع وراء هذه التصرفات التي حصلت من طلاب المرحلة الابتدائية وتلك التي حصلت من طالب التعليم العالي، وما هي الطرق المقترحة لتهذيب هذه الدوافع او تعزيزها.

و أختم بتذكير نفسي وأخوتي بمحاولة التركيز على مناقشة الدوافع المتوقعة بهدوء وتعقل حتى لا نقع فيما قد نعيبه على الآخرين...


أنتظر مشاركتك وتفاعلك


مواضيع إخترتها لك:

هناك 5 تعليقات:

  1. ببساطة اخي الكريم التعصب الشديد المكروه سواء للمذهب أو للوطن أو للقبيلة أو للحارة أو للبيت إلخ .. أو لحتى فريق الكرة
    له آثار وخيمة على الشخص المتعصب و على الأشخاص المحيطين بحيث يرى الشخص المتعصب نفسه هو الصحيح و غيره مخطؤون..و به يترتب افعال لايرضاها العقلاء

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    جزاك الله خير على طرحك لي هذى الموضوع الجميل طرح الله فيك البركه فا الموضوع يدل على عدم فقه الشباب في التعامل معا مختلف الاديان ومختلف الثقافات ويدل على ذلك ثقافة الطفل المعتصم وزملائه في المدرسه وتعصب شباب الامه في مصلى الجامعه واوصي نفسي واخواني المسلمين بحسن التعامل ختى لي يسع لغيرك من طائفه اودينه التعرض لي دينك بالخطاء فاديننا يحث على حسن التعامل
    تقبل مروري اخوك طالب علم

    ردحذف
  3. السلام عليكم أخي حسن
    سلمت يداك على هذا الطرح الجميل
    التفرقه بين الاديان والطوائف لها عواقب وخيمه لما جربته من الحياه بالرغم اني ما عرفت اشخاص لهم طوائف اخرى الا في القريب ولكن من تعاملهم لي واحترامهم وعدم تعصبهم ما شجعني لأكون بالمثل بالرغم أني كنت من المتعصبين قليلا والدليل قبل التعامل المتعمق معهم كانت العلاقة شفافيه ولكن الان صارت أحسن وبالعكس استفدت اشياء كثيره من خبره في الحياه العلميه والعمليه والاحتكاك طبعا ( باديان وطوائف أخرى ) فارجوا من الله عز وجل ان يوفقنا لما يحبه ويرضاه

    تقبل مروري
    شوقي

    ردحذف
  4. Brother Abu Almotasem,

    May Allah bless you and your family.

    An important point to mention is the influence of those who provide guidance. People, young and old, are constantly influenced by role models and authority figures. If the young boys in school were taught intolerance, then their actions, to a large degree, would symbolise hate and prejudice. However, the boys were “instructed” to be open and proud of their heritage and religion, which lead them to publicly announce their beliefs. On the other hand, the college students were, unfortunately, coached and trained to discount those that don’t subscribe to their set of beliefs and values. The interesting thing is that the college boys did so secretly, and if an investigation was to take place, then they would be the first to hide and if asked, they would openly condemn such actions. In essence our “coaching and training” has produces people that not only dislike others but also who are fearful and shy from the truth.

    Abu Al Almother, Husam Aldamen

    ردحذف
  5. ابراهيم

    طالب علم

    شوقي

    حسام

    اضافاتكم جميلة ومفيدة


    بارك الله فيكم
    في انتظار المزيد من التعليقات والاضافات

    ردحذف