الأحد، مايو 17، 2009

عِش ما بينهما …

image

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,,


(إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)) الحاقة

لفت نظري هذا الاقتران العجيب بين الإيمان بالله والحرص على الضعاف من عباد الله.

فمع أن السورة مكية - نزلت في زمن الضعف - نجدها تعلنها صريحة، فتحدد مقاصد الإسلام العليا في الوصول بالفرد والمجتمع إلى درجة الكمال البشري.

نظرت إلى هاتين القيمتين كطرفين للرسالة التي جاء بها الإسلام...

مطلب أعلى لابد من تحقيقه وهو الإيمان بالله عز وجل "حق الله على العباد".

ثم مرورا بكل الحقوق الواجبة على المسلم، وصولا إلى حق الضعاف والمساكين الذين لا يستطيعون تحقيق أمورهم بأنفسهم.

لو نظرنا إلى أي عمل مأمور به في الشريعة فسنجده يندرج بين هاتين النهايتين، كما أن أي نهي إنما هو لمنع الاعتداء على حق بينهما أيضا.

فلا أعلى من مسألة الإيمان، كما أن وصول المسلم إلى درجة تتبع احتياجات المعوزين من خلق الله يعني انه قد أدى حقوق الأقوياء. فالعاقل لن يذهب ليبحث عن حقوق المساكين قبل أن يؤدي حق والديه وزوجه وأبنائه. إن المجتمع المهتم بأضعف دوائره هو بطبيعة الحال مجتمع حقق رغبات الدوائر الأقوى فيه.

ولننظر إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما يلخص لنا هذه القيمة بقوله (لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير مُتَعتَع). إذا أخذ الضعيف حقه غير منقوص،فمن باب أولى أن القوي سيأخذ حقه بكل يسر وسهولة.

هذه المنطقة التي اختارها الله لعبادة ليعيشوا فيها...

وأما من خلى قلبه من الإيمان بالله والعطف على عباد الله فليس له إلا االنار، لتصهر ذلك القلب القاسي، وإذا كان هذا جزاء من لم يعطف عليهم فكيف بمن اغتصب حقوقهم وتسلط عليهم.


اللهم ارزقنا إيمانا بك ... ورحمة بعبادك



روابط مختارة:

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم
    هذه المرة سيكون تعليقي استفسارا لا أكثر.لا أدري هل يقصد الكاتب أن الفترة مغلقة حيث أنه قد استخدم هذين القوسين []ولم يستخدم غيرها واللذين يدلان على أن الفترة تبدأ فعلا من قوله تعالى إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ بمعنى أنها قيمة فعلية تستطيع من خلالها التعويض بها في الدالة(حياة العبد)وتنتهي فعلا بالطرف الآخر المغلق للفترة وهو قوله تعالى وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ الذي ايضا من خلاله تستطيع التعويض في الدالة ذاتها؟؟؟؟؟؟؟؟
    أما أنا (المسكين) فقد اكتفيت كثيرا بالصورة وبقليل جدا مما كتبت.
    سمعتكم ذات يوم -حفظكم الله- تقولون أنكم تبذلون جهدا ليس بالسهل في اختيار الصورة اكثر مما يبذل على كتابة الموضوع نفسه.

    اخيرا وليس اخرا اقول:نفع الله بكم وبعلمكم.

    ردحذف
  2. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    اهلا اخي ابو الحسن
    بالنسبة للقوسين نعم اردت ان اقول انها فترة مغلقة فأعلى ما فيها قيمة الإيمان بالله العظيم ... وادناها من ناحية التدرج في الوصول اليها هي متابعة حقوق الضعاف من خلق الله

    وهذا ليس تقليلا من قيمة تتبع حقوق الضعاف ولكنها بالعكس مرحلة متقدمة جدا لا يوفق اليها الا من تجاوز مراحل كثيرة من فعل الخير والدعوة اليه ..


    اشكر لك هذه القراءة النقدية

    والله اسأل ان يوفقنا للصواب

    ردحذف